الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تربية الطفل

جواد الحسون

2007 / 12 / 18
الصحافة والاعلام


تربية الطفل ومحاولات البناء الحضاري
جواد الحسون
عندما نعمل وفق مبدأ احترام الرأي الاخر بطواعية ودنما تأثيرات خارجية او توجيهية من قبل المؤسسات الفاعلة او المؤثرة، حكومية كانت ام مدنية نكون بذلك قد قطعنا شوطا كبيرا في رسم جوهر الديمقراطية ووضع القدم على المسار الصحيح لبناء مجتمع ديمقراطي قادر على الخلق والابداع والنهوض بمهامه ومسؤولياته اتجاه الوطن والمجتمع. . ان من ابرز معوقات البناء الديمقراطي في مجتمعنا وفق منهجية علمية وصحيحة هي البنية المركبة للمجتمع والتي تبلورت وسط تعددية قومية وسياسية ودينية واجتماعية اكرهت على التعايش لفترات طويلة وفق اديولوجية الفكر الواحد الذي عمل على تبني افكار وثقافات جهة على حساب جهة اخرى مما ادى الى مصادرة الرأي الاخر وزرع بذور التناحر الفكري والثقافى بين مكونات المجتمع اضافة الى ما خلقه ذلك الفكر من فوارق طبقية غذت نشؤ حالة من عدم التوازن النفسي والاخلاقي والذي خلق بدوره حالة من غياب الثقة وعدم الأطمئنان للاخر سيما وان الكبت المتراكم نتيجة لمصادرة حرية التعبير عن الرأي قد فجر بعد دخول القوات الامريكية للعراق الروح العدوانية والسخط بين الطوائف والمكونات شملت جميع المرافق الحياتية وبظمنها الفكرية والثقافية حيث بلغت معدلات عالية تمثلت في حالات القتل والانتقام وهذا ما تمثل جليا في واقعنا المعاصر من خلال استهداف الكثير من الرموز الفكرية والثقافية. جاء هذا التدهور نتيجة لتنامي حالات (الانتقام) في الذات الانسانية عبر عقود من الهيمنة والتسلط ومصادرة الحريات وتهميش المجتمع وسلب الارادة منه والتي بدورها مسخت الشخصية واوصلتها الى ادنى مستوياتها وبشكل يصعب التعامل معها بأعتماد حلول انية او مرحلية قد تجد فشلها في اول معترضات الطريق.كذلك الا يمكن تجاوزها لتحل مصادفة او من خلال التقادم ودون وضع دراسة منهجية وعلمية تنتشل المجتمع من واقعه المتدهور. ان سر ديمومة الرقي للامم والشعوب المتحضرة والمتقدمة هو (الطفل) لذا نجد ان من اولوياتها المعقدة هي الاهتمام بعالم الطفل وبشكل تعجز مخيلتنا من الوصول الى دقائق تطبيقاته الجزئية كواقع ملموس وعملي يبدأ من الحظات الاولى للحمل حتى بلوغ الطفل سن الرشد مرورا بالمراهقة وانتهاءا بالشيخوخة والعجز وهذا لا يتم دون عقول نيرة ممزوجة بالصدق والاخلاص والتفاني بالعمل من اجل النهوض بواقع الطفل والذي شهد تدهورا ملحوظا في السنوات العشرة الاخيرة نتيجة للاحداث المريرة التي عصفت بالمجتمع العراقي بشكل عام. وهذا يضعنا امام بديهية واضحة وهي ان لا شئ يبدأ من القمة سوى السقوط وما علينا اذا ما اردنا صادقين ومخلصين من بناء وطن ديمقراطي خال من العنف والتطرف الفكري والثقافي ويسوده القانون والتعايش السلمي بين جميع مكوناته علينا ان نبدأ بالطفل من خلال تأسيس بيئة نقية تساهم في تسريع استيعاب الطفل لمتطلبات المرحلة التأسيسية لبناء المجتمع المتمدن بأعتبار ان العادات المكتسبة هي وليدة الحيات التي يحياها الطفل في بيئته التي يتأثر بها ويؤثر فيها ومن هنا تولد العادات بخيرها وشرها.كما يحتم علينا العبور الى الضفة الاخرى وبناء مجتمع طفولي وحضاري متطور وخاضع لثوابت التغيير الحضاري هي ان نعتمد خطوات التحديث العلمية والفعلية في عالم الطفل. انها مسؤولية الدولة بالدرجة الاولى قبل العائلة او المؤسسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم