الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيدية المالكي لشعبه

صائب خليل

2007 / 12 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هدية المالكي و وزير تجارته بمناسبة العيد والعام الجديد الى جائعي شعبه، حذف نصف طعامهم من المواد البائسة التي كانت الحكومة تقدمها الى "مالكي النفط"، لذا ستصبح خمسة مواد بدلا من عشرة، بسبب "عدم توفر المخصصات المالية الكافية". يقول الوزير إن الإبقاء على مفردات البطاقة التموينية يتطلب 8 مليارات دولار وقد خصص لها 3 مليارات فقط.

ذكرني هذا بإعلان وزير المالية باقر جبر الزبيدي أن العراق وقع اتفاقا مع الوكالة الدولية لحماية الاستثمار يقوم البنك الدولي بموجبه برصد 17 مليار دولار لحماية المستثمرين في العراق من "أية إجراءات تعسفية محتملة." وهذا يقودنا الى سؤال: "هل تمثل حكومة العراق مصالح الناس ام المستثمرين"؟ وهذا يقودنا الى سؤال اخر حقيقي:"هل انتخب حكومة العراق، الناس ام المستثمرين"؟ البنك الدولي يجبر الحكومة العراقية على دفع 17 مليار دولار متى ما اقدمت على "اجراءات تعسفية" بحق المستثمرين، فمن يقوم بإجبارها على شيء ان هي قامت بـ "اجراءات تعسفية" ضد الفقراء؟ من الذي قرر ان حاجة الإستثمار 17 ملياراً والناس تكفيهم ثلاثة؟

في بلاد الرافدين يحرم اليوم 70% من السكان من الماء الصالح للشرب!
وفي بلاد النفط تعيش اليوم معظم العوائل على اقل مما ينفق على بقرة واحدة في اوروبا!
لايقتصر اذى الفقير على نقص المال والغذاء والصحة، بل يجعله ذلك ضحية سهلة لكل الشرور، ويجعل من اطفاله مختبراً للتجارب وسرقة الأعضاء ومن بناته هدفاً للدعارة ومن شبابه مرتزقة ومجرمين وبلاده مقبرة للسموم والنفايات النووية. لاحدود للكوارث التي يفتح بابها الفقر، وللعراق حصة اسد.

تنبأت الإندبندنت بكارثة انسانية مرعبة وكتبت اوكسفام عن انتشار الجوع والمرض في العراق وقالت اليونسيف ان حالة اطفال العراق تسير من سيء الى اسوأ. هؤلاء الأطفال صار احدهم يستيقظ من الصباح الباكر ويحمل فأساً صغيرة على كتفه الى منطقة "خلف السدة" لعله يحظى بفرصة لدفن احد المقتولين المجهولي الهوية مقابل أجر بخس من منظمة خيرية و برهم صالح لايزعجه ذلك، بل يذهب الى ديك شيني ليطمئنه على الإجراءات الإقتصادية التي ستؤمن الحياة الآمنة للشركات... فمن يذهب والى من، ليطمئنه على إجراءات لحماية المواطن؟

البطريرك العراقي عمانوئيل دلي : «في احدى البلدان العربية التي زرتها كانوا يطرقون الابواب يستجدون الأكل، ناهيك عما يعانيه الآخرون في مناطق آمنة بالعراق مثل كردستان».
في سوريا توزع لهم اغذية تالفة... ويتخلى ثلث اللاجئين العراقيين عن أحدى وجباتهم اليومية من أجل توفير الطعام لأطفالهم. وفي لبنان يقبع واحد من كل تسعة عراقيين من 50 الف انسان، في السجن ولفترات طويلة لعدم الخروج من البلد، وفي دبي وغيرها تتم المتاجرة بـ "المهاجرات العراقيات"، وفي الأردن يعاملونهم كالمنبوذين والمجرمين، وحالهم يصيح بأغنيتهم الحزينة: "جي مالي والي"!

البنك الدولي يقول ان المهاجرين العراقيين انعشوا الإقتصاد الأردني وانقذوه من الكساد الذي كان يهدده فكيف يقول الأردن ان العراقيين يكلفون الإقتصاد الأردني ما لاطاقة له به؟ بسيطة! اولئك العراقيين غير هؤلاء! 4000 من هؤلاء، استثمر عام 2006 ما يقدر بـ 140 مليون دينار اردني منهوبة من الفقراء الذين جاءوا فيما بعد ليثقلوا الإقتصاد الأردني الذي انعشته اموالهم المنهوبة. والأردن يريد اؤلئك دون هؤلاء.

العراقيين لم لكن لهم "والي" منذ اكثر من اربعين عاماً، وكانت اموالهم نهباً لسلاطينهم يوزعونها على الأخرين. كان صدام يتبرع بـ 300 مليون دولار سنوياً لدعم الأردن في النفط، نفط هؤلاء المرفوضين انفسهم، حيث يقدم له نصف حاجة الأردن بسعر مدعوم ونصفه الآخر مجاناً ومنذ عام 91 وحتى 2003، أي في احلك فترة في تأريخ العراق واشدها املاقاً وفقراً! كانت حروب صدام قد خلفت مليوني ارملة وبضعة ملايين يتيم ونفوساً محطمة واقتصاداً منهاراً وحكماً ارهابياً.وحين كان البعض يفر من جور الحاكم، كان الأخوة في الأردن، دون بقية الجيران، يعيدونه الى الحاكم ليبطش به. واليوم تضع الحكومة الأردنية امامهم في الحدود فلتراً يمرر السارقين مجاناً، اما المسروقين فمطلوب مليار دولار مقابل بقائهم، او سيل مستمر من نفط الفقراء المدعوم من اموالهم!
في العهد الجديد تسقط المشاعر القومية والدينية والإنسانية، وتحيا الأخوة الأردنية – النفطية!

لكن لم العتب على الأخوة حين تشترك حكومة البلد في تحطيم ابنائه؟ ولننس الإنسانية والوطنية، اليس في دين ساسة العراق رادع لهم؟ لماذا لا يخشون ما انتجته وستنتجه سياستهم من بغاء يغطي البلاد وبلاد الجيران، من سرقاتهم وبذخ رواتبهم وتساهلهم مع لصوصهم؟ كيف نسوا خشيتهم من ربهم وناره وهم يزيدون جوع الجائعين، فاستبدلوها بخشية اله الليبرالية "صندوق النقد الدولي"؟

"إله السوق" اوصى ان اكبر الكبائر "ان تدعموا السلع"! فلا "تدعموا السلع" حتى ان اصيب اطفالكم بسؤ التغذية, وحتى ان مرض شيوخكم من البرد وحتى ان صارت فتياتكم عاهرات. "صندوق النقد الدولي" أنزل لكم "حرية السوق" تهديكم وبعث "الإستثمار" يبشركم وقد رضي لكم "الليبرالية" ديناً فإن اطعتم ادخلكم جنة "الرأسمالية". لذلك توجب زيادة الفقراء فقراً والأغنياء غنى. ولذا توجب خفض مبلغ الحصة التموينية ورفع مبلغ تأمين الشركات، والغاء الدعم عن وقود الناس وزيادة الإعفاء الضريبي للإستثمار.

حين منع بوش قانون اقره الكونكرس لتوفير الحماية الصحية لأطفال اميركا الفقراء، تساءل كاتب امريكي:"كيف يمكنك ان تشرح ذلك لطفل؟" والسؤال الذي يخطر ببالي هو كيف يستطيع المالكي ان يشرح قرار حكومته للفقراء الذين انتخبوه ليمثلهم ويرعى مصالحهم ويدير لهم ثروة نفطهم؟ وكيف سيشرح لربه غداً ما سببه من جوع لأطفالهم؟

ولكن قبل ذلك...الن يسأله في الدنيا مطالب بحقه، قبل ان يسأله في الآخرة ربه؟ انها العلامات الأولى للدين الجديد، فليقرأ الفقراء ما يريد لهم الدين الجديد وليقولوا كلمتهم! فالأغاني الحزينة لا تكفي. ومتى استسلمت الحكومة "الديمقراطية" لرأس المال فلن تستحي ان تحول حتى مخصصات الحليب وماء الشرب الى ضمانات الإستثمار وهذا اول القطر، ثم ستنهمر عيديات الحكومة لشعبها الجائع تباعاً، فانتظروا المزيد يا ايها الجياع من حكومة جل مقياس نجاحها ارضاء صندوق النقد الدولي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام على الصادقين
العراقي علي ( 2008 / 12 / 8 - 19:51 )
السلام عليكم استاذي الفاضل كثر الحديث والمحدثين في الماضي والحاضر وجميعهم يقولون نحن صادقون (انا صادق وغيزي

كاذب( فمن هو ص ومن هو ك من الاولين ومن الاخرين فقد اختلطت علينا الاوراق وستختلط والسلام عليكم دعونا نعيش مثل باقي الناس ولو فتره من عمرنا الذي ملئ احزان ووووووو كافي سياسه ملينه










































0

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله