الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجرة -مظلمة- في انوار عيد الميلاد المجيد

عبلة درويش

2007 / 12 / 19
الادب والفن


كتبت عـبـلــة درويــش - تتناغم وتتراقص بعضها على بعض في وحدة وظلام، وتطل عليك وسط مدينة بيت جالا، خضراء وساقها بني حقا، اهي شجرة كسائر الاشجار التي خلقها الله تعالى، فلم يشترِ لها احد كساء عيد الميلاد المجيد، ورفيقاتها في الحي والشارع فرحات باضواء العيد وانواره التي تجذبك من كل زاوية وحارة، تلك هي شجرة حزينة شاء لها القدر ان تعيش مقابل كنيسة السيدة مريم العذراء، لكنها لم تستطع ان تنير شارعها بعد ان فرضت عليها عقوبة الظلام.

"شجرة" مزروعة في شارع العذراء، مقابل كنيسة السيدة مريم العذراء، وسط مدينة بيت جالا، في محافظة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، لم يطل عليها عيد الميلاد المجيد منذ سنوات، فيقوم عمال بلدية بيت جالا، بتزيين كافة الاشجار التي تحيط بالكنيسة وشوارعها وكأنها "ولدت ولم تُر"، فلو كانت شجرة يتيمة لحصلت على كساء العيد من بيوت الايتام، ولو كانت سيئة لما اعطاها الله تعالى العمر المديد.

فعلى ذلك الرصيف وسط المدينة، تعرضت شجرة شقيقة لها لاعتداء من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في اجتياح لهم عام 2002 فسقطت شهيدة، الا ان هذه الشجرة "الحزينة" بقيت صامدة لكن ظلمها لم ينته بقتل شقيقتها الى ان حكم عليها بعقوبة "الظلام الدائم".

وفي هذه الايام في اوائل كانون اول، يطل علينا عيد الاضحى المبارك وعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، حيث تشهد محافظة بيت لحم مدينة ميلاد السيد المسيح فرحة وبهجة، ويزورها السياح من كل بقاع الارض، افلا تستحق "الشجرة الحزينة" ان تشاركهم الفرحة.

"لن نمنعهم ان زينوا شجرتنا" قالت مستغربة ساكنة المنزل الملاصقة للشجرة الحزينة، معربة عن فرحتها بمنظر الشارع والاشجار الملونة التي تعطي المدينة بهجة واملا في الحياة رغم كل ما يعانيه الوطن من حصار قاهر، لتعش شجرتها ظلام المساء حتى في ميلاد السيد المسيح.

"ليش شجرتك مش مزينة يا ستي" قال مستغربا حفيد السيدة، لتصمت جدته دقائقا معدودات مبررة ان اسلاك الكهرباء بعيدة عن الشجرة، فتأخذه بنزهة صغيرة ليفرح بأنوار الاشجار وزينتها في ذات الشارع والتي لا تبعد عن الشجرة "الحزينة" 10 امتار.

ونعلم ان الوضع الاقتصادي في الوطن وفي بيت لحم مدينة ميلاد السيد المسيح، صعب للغاية، فلم تحظ المحافظة بدعم مالي لتغطية كافة احتياجاتها لاضاءة المحافظة احتفالا بالعيد كما السنوات السابقة، فلو مررت بالمحافظة منذ سنوات وعدت وزرتها اليوم، تجد الاشجار والانوار والاضاءة عابسة بعض الشيء، لكن بعض الاشجار شاركت المواطنين فرحتهم بميلاد السيد المسيح، حتى وان كانت المشاركة نسبية، الا ان بعض الاشجار ومنها "الشجرة الحزينة" عاشت الحصار الاقتصادي بكل اشكاله.

في حين اكد مدير بلدية بيت جالا نديم سمعان ان صندوق البلدية يصرف مبلغا مقطوعا للزينة والاضواء كل عام على المدينة في اعياد الميلاد ولم يتغير المبلغ سواء السنة الماضية ام السنة، اضافة الى مكرمة من الرئيس عباس.

ونهاية، نوجه التحية الى اخوتنا في مدينة بيت جالا، ونتمنى لهم عيد ميلاد سعيد، وعيد اضحى سعيد، فليخرجوا ويتمتعوا بانوار العيد، وان شاؤوا ان لا يروا الظلام في عيد الميلاد فلا يقتربوا من الشجرة المظلمة، فهناك اشجار مضيئة تنسيهم ظلام الحصار والاحتلال، فلنعش كأن الشجرة الحزينة غير موجودة، ولننسى الحصار والاحتلال، ولننتظر ان تكتمل فرحتنا وان نحتفل بالاعياد القادمة عندما تضاء "الشجرة الحزينة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي