الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيروت تبعث من جديد!

عاصم بدرالدين

2007 / 12 / 19
الادب والفن


ينطلق معرض بيروت الدولي العربي للكتاب هذا العام في نسخته الـواحدة والخمسين،ولبنان يمر في أصعب الظروف وأكثرها دقة وخطورة،إلا أن هذه الظروف الأليمة لم تمنع مدينة الحرف ، من ممارسة هوايتها المفضلة (القراءة) ومن الإحتفال بالكتاب... الرابطة الجدلية التي تجمع بيروت بالكتاب،تخطى عمرها الخمسين عام..خمسة عقود من المشاركة،خمسين عاماً من النضال،السياسي،الفكري والأدبي...وبيروت مدينة النشر والطباعة والإنتاج...والمطالعة.
الكتاب يبعث بيروت من جديد:
الكتابة عن بيروت ليست أمراً صعباً وليست مهمة سهلة،فرغبة الكاتب وشغفه إلى معانقة تاريخ المدينة وحاضرها تزيّل كل الصعوبات والمعوقات،وفي المقابل الرهبة والهيبة التي يفرضها تاريخها المشع يضعان خطاً ضيقاً للكاتب،حدوداً لتقدمه ومعرفته وما سيكتبه،فأن تكتب عن بيروت فأنت تكتب عن قديسة أعلنت طوباويتها بنفسها،تكتب عن أميرة توجت نفسها على مملكة بنتها من "حجار" و"رماد" التاريخ...إنك تكتب عن أسطورة ولدت من رحم الآلهة..
يعرف عن القديسين أنهم رجال خير ،ينشرون المحبة والسلام.لبيروت دور مشابه ولكنه ليس دائم ، لبيروت المدينة-الأسطورة وجه أخر،وجه ألفه اللبنانيين وكل القادمين إليها من خارج الحدود،وجه دام إلى حد الإجرام فالقتل..
بيروت الأصغر سناً بين شقيقاتها من المدن العربية الساحلية،أستطاعت الصمود،رغم مراهنة الكثير من المدن المجاورة على نهايتها وهي في المهد،لكنها إستمرت وذهبوا هم.حيفا عروسة الجليل الفلسطيني ومنافسة بيروت التاريخية،أضمحل دورها بسبب الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948،نستطيع أسطرة الفكرة أكثر ، فنعتبر أن لعنة بيروت حلة على حيفا ومدن الساحل المتوسطي ، فقضت على دورهم ... وإنفردت بالواجهة البحرية كلها.
لبيروت طابع تناقضي،مشاعرها دائماً متطرفة ، حين تحب ، تحب إلى أقصى درجة حتى الوله،وحين تكره تصل إلى الذروة إلى القتل.
في كتاب "تاريخ بيروت" يصف سمير قصير المدينة بأنها "جمهورية الآداب العربية"،فبيروت الساحة والمقاهي والمشهد والحياة قدمت الكثير للأدب العربي بنمطيه النثري والشعري،كانت دور النشر فيها ملجأ كل شاعر وكاتب وكانت دورياتها الثقافية البارزة في الستينات المسلك نحو المجد والشهرة،كانت بيروت الإنطلاقة لكل أديب عربي،كانت المنفى لكل معارض،كانت المقر لكل إنقلابي.
مدينة ألهمت العشرات من الأدباء،في حياتها وانتعاشتها وحتى في خرابها ودمارها،مئات القصائد كتبت بإسم بيروت،ومئات الروايات كتبت لبيروت،كل شاعر وروائي كتب عن بيروت كما رآها،فرأوا فيها مدينةً للحب والعشق أو للحرب والدمار والحزن أو مدينة للتنوع والتناقض أو مدينة للذاكرة والتأمل... تعددت الرؤى ... لكن المدينة واحدة.
لبيروت والحداثة الشعرية العربية تاريخ مشترك،فالشعر الحديث غير المقفى أخذ مجده من بيروت،وكانت شهرته وإنتشاره منها وفيها،فالشعراء الذي برزوا في هذا المجال كانت المدينة-القصيدة بيتهم،وأغلبهم مروا فيها وسكونها ومنها إنطلقوا.
لبيروت والرواية العربية تاريخ قديم،فالرواية العربية الأولى كانت من بيروت،وبيروت نفسها كانت مادةً أولى في مختلف الروايات والقصص العربية،أحداث بيروت (على إختلافها وتناقضها) فتحت في مخلية الكتاب أفاقاً جديدة.لا تنحصر علاقة بيروت بالرواية من خلال "الفكرة" بل من خلال المتنفس الذي ستقدمه هذه المدينة "الكريمة" لكتب وروايات منعت في منشئها الأصلي.
وإذا كان للأدب مجد في بيروت ، فللفن أيضاً عظمة...فالمسرح العربي بدأ من هنا، والسينما العربية أفادت من موقع بيروت المميز،والأغنية أعلنت سموها ورقيها في حاضرة العرب الأولى.

بيروت القصيدة.
بيروت الرواية والقصة.
بيروت المسرحية.
بيروت المشهد.
بيروت الأغنية.
بيروت مدينة ... الأدب والفن والحرية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي