الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطاقة تهنئة في عرس مصادر

غريب عسقلاني

2007 / 12 / 20
الادب والفن


إلى الصديقة أم فرح, زينب الغنيمي..
هل كبرت فرح وصارت عروساً زُفت لوليف عمرها..
وهل تركت لديكِ تنانيرها القصيرة وجواربها البيضاء وشبراتها الملونة, وهدايا أعياد ميلادها ومناسبات نجاحها..
كيف غافلتكِ فرح, وتدورت صبية عروسا مسئولة عن بيت ورجل..
طارت فرح فراشة تحلق في فضاء جديد, وتكتشف الحياة من جديد, وتركتكِ ساهمة تكتبين لها رسائل شوق واعتذار ووصايا..
كل ذلك يحدث لأن الأقدار دارت بكِ حتى أتت بكِ قاطرة أسلو إلى غزة عتبة أولى إلى الوطن
وفي الوطن كم تهيأتِ ليوم زفاف فرح التي غادرت تنانيرها القصيرة واستبدلت شبراتها الملونة وعشقت مثل الصبايا قوس قزح.. هل تخطى قوس قزح فضاء غزة وفرد جناحيه هناك حيث يقيم الوليف..
وهناك فرح غريبة تعيش مع غريب في ديار مؤقتة بعيدة بعد الحلم عن سهد غزة..
كم حلمتِ يا صديقتي أن تعيشي الفرح يوم زفاف فرح, وكم شاركت العرائس, كم تطيبت وتزينت ورقصتِ وانتظرت يوم الفرح.. وتخيلتِ الصالة وموكب الزفاف وغالبتِ دموعكِ وأنتِ ترفعين ذيل ثوب العروس عن غبار الأرض, لتبقى العروس بيضاء بهية..
هكذا رأيتكِ بعين قلبي في غير المعلن في السطور, وقلوب الآباء لا تخطئ..
أقرأ سطوركِ وأعض قلبي..
يا لهول ما تختزنين من ألم يا صديقة
ويا لعظمة قدرتكِ على امتصاص الفجيعة, كي لا يزحف الحزن إلى محيّا فرح وهي في كنف العريس..
أي غربة نحياها ونحن في الوطن!!
وأي فقد يعيشه أولادنا في المنافي والمغتربات!!
هل هو القدر, أم هي اللعنة يا صديقتي؟
عدتِ يا زينب بعد عناء سفر طويل أكل زهرة عمرك, تنشدين بعض راحة قي غزة, وتوشوشين ما تبقى من أحلام, وتراودين مستقبلا يبتسم على ثغر فرح.. لا تكلين من مواصلة المشوار, تقاتلين كانتحارية في الدفاع عن ما تعتقدين, وعندما تكوني بين يدي فرح تصيرين كنسمة الصبح, شفيفة رقيقة.. تطيرين فراشة ملونة مع فراشة بيضاء
أنتِ كل النساء في امرأة, ولكنكِ عندما تكوني الأم تنكشفين إلا من قلبكِ, ولأن أشواك الطريق كالإبر, تنتعلين قلبكِ في الطريق إلى فرح..
إني رأيتكِ تذرفين الدمع دما.. تبللين الوسائد.. ورأيتكِ تنهضين مع دمعة الديك عند الفجر, تغتسلين بضوء الحقيقة, والحقيقة أنكِ أم فرح العروس..
لا بأس يا سيدتي.. الحياة في غزة والوقت حصار, ونحن على صدر أجندتها علامات تعجب واستفهام,أو إشارات استدراك, نصحو على هول المفارقة كل لحظة.
والمفارقة أن فرحة العمر تأتي مرة واحدة, ولكنها في غزة تصادر آلآف المرات..
هل سرقوا منكِ الفرح في يوم فرح, وأخذوكِ سبيّة تتدفئين على دمعة قلبكِ, وتجالدين الوقت وتنتصرين.. فأنت من وهب الحياة وردة حضرت في وادي الشقاء, وتبرعمت في حضن غزة.. وتفتحت عروسا في المنافي لتعود وعلى صدرها طفل رضيع أجمل هداياها إليكِ..
فانتظريها يا سيدة الوقت يا بهية..
وطيري سلامي لصبية غادرت شبراتها وتنورتها القصير لتبدأ رحلة أخرى هناك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف