الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية بثلاثة اوجه يحضر احدها ويغيب الباقي

صابر الفيتوري

2007 / 12 / 20
الادب والفن


الزوبعة التي اثارتها رواية للجوع وجوه أخرى " لوفاء البوعيسي" بين أوساط أنصاف المثقفين وأربع المشتغلين في الحقل الأدبي يمكن من خلالها ان نتقصى أبعاد مستقبلية للكيان الوطني الليبي وما سيكون عليه واقعنا هذا ان افترضنا انه يمكن قراءة المنجز الأدبي وفق منظور طلائعي يحدد ما سيكون عليه الواقع السياسي الليبي ومؤثرات صناعة الغد تحديدا , فمن يتحكم في صناعة المفاهيم الايدولوجيا التي تحكم رأي الشارع وتسعى إلى الترويج الجماهيري هو قوى ضاربة تشكل تيارا صار يعلن عن نفسه ويلح في مطلب وجوده ..
في قراءة أولى للرواية وكان ذلك قبل إصدار الرواية بعام كامل تقريباً اطلعت علي ما اعتبرته متواضع الأهمية الأدبية ولم أرى ان الرواية تحتوي على أي استفزاز حقيقي وهو شرط أساسي من شروط العمل الروائي لكن ولتداخل عدة عوامل في الخصوصية الليبية ها أنا الآن أحاول عبر مقال في بضع كلمات دافئة ان ارصد للرواية الأولى للكاتبة والمحامية المذكورة فكرة ما مرتبطة بمستقبل ليبيا باكاملها - سبحان الله ..
مع أني وبعد تمكني من الحصول على الرواية لاحظت تغيرا قد طرا وقد علمت لاحقا ان الكاتبة قد قامت بتعديل بعض الأحداث وأضافت بعض النصوص من الأغاني والترانيم العربية والإنجليزية ..
وهذا الكلام ليس انتقاصا من الرواية بل والحق يقال ان لغة العمل جميلة وتبرز قدرة الكاتبة وتمرسها علي صياغة جمل سلسة ومتتابعة استطاعت فيها ان تضع ألف فكرة داخل المتن وبرهنت على عاطفة أنثوية وجرأة نادرة وذلك ربما عائد إلى الاحتكاك المباشر مع الوسط القانوني الذي يهتم بأبعاد صياغة الكلمات وتأثيرها علي المتلقي وعدم الاهتمام بتحديد الأفكار كما هو حاصل في الوسط الأدبي فأهل الترافع كلما كانت الأفكار عندهم كثيرة كانت الدعوى أو القضية رابحة واسطعوا خلخلة الأحكام , لكن أدبيا يعتبر ذلك حشوا وهذه احد إشكاليات الرواية الفنية وهى إشكالية يقع فيها المشتغلين في حقل القضاء والقانون عموما ..
لكن ما الذي صنعته للجوع وجوه أخرى ؟وماذا حصل ليحدث كل هذا اللغط والكر والفر والتشاكل الذي لم يشهده المشهد الثقافي الليبي منذ زمن الصادق النيهوم ولعبه مع شيوخ زمن غابر ؟!
وكما أسلفت ان الرواية قدمت أفكارا كثيرة ما اعتبرته أنا حشوا وقدمت ملاحظاتي للكاتبة في حينها لكن طغيان جزئية ما داخل الرواية على الرواية ككل أمر لابد من تفسير له وللمعلوم ان التناول الإخباري لقصة الفتاة التي تدور حولها أحداث الرواية التي تركت الدين الإسلامي واعتنقت المسيحية لا يعدو كونه سوق أخباري وهو بذلك كخبر تورده رويتر او ناسة او الوكالة الضعيفة المسكينة وكالة الجماهيرية للأنباء عن حملات التنصير التي يتعرض لها أناس كثر في بقاع شتى من العالم اما حين يتمسك البعض بتالبيب هذا الخبر ويرفضونه مواجهته بالإبعاد ركلا ,معتبرين ان تلك الوكالة تعادى الإسلام فلا تفسير لذلك سوى انه ثمة فئة تحاول استغلال المواقف والصيد في الماء العكر وتقديم قراءات وفق الأهواء ترسيخا لبعد ايدولوجي ما وتثبيت بعض الأفكار التي تحاجج الآخرين وكأن في يدهم كلمة الله ورحه أيضا ..
واعتبار ان ما نبهت إليه الكاتبة من ان الجوع في المجتمعات العربية ونتيجة التشردم العربي وغياب الوحدة العربية قد يكون سببا في فقدان المواطن العربي عقيدته يتحول في وجهة نظرهم إلى دعوة مكنونة لاعتناق المسيحية والعياد بالله ..
مع ان الرواية كاشفت حالة سياسية عربية وتصارع عربي v عربي أذى إلى حروب بين الأشقاء و انفصالات اجتماعية كانت لها عواقبها الأخلاقية الوخيمة وتناولتها بجرأة وكان مقدار النقد السياسي والاجتماعي متجاوزا للقدر الذي لا يتعدى الأخبار والتنبيه في الجانب الذي يمس الدين ..
الخطوط الحمراء تعرف بأنها ثلاثة هي الدين ,الجنس و السياسة والثلاث كانت حاضرة في الرواية كنقد للحالة لا للترويج لها لكن لماذا لم نقرأ ونشاهد الا من ينطقون باسم الدين دون حتى قراءة متأنية توضع في الاعتبار شخصية الكاتبة ومكانتها الاجتماعية وإسهامها في المدافعة على القضايا العادلة ولم يفطن أي من أصحاب الايدولوجيات السياسية لإصبع الاتهام موجه إلى كراسيهم هذا ان ذل على شيء فانه يكشف ان التداعيات المستقبلية للوطن لن يكون فيها للايدولوجيا السياسية الا دينية أي مكان إنما سيكون لصوت الدين السياسي حضورا نافذا على غير المعتاد و المأمول أيضا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب


.. كلمة أخيرة - صدقي صخر: أول مرة وقفت قدام كاميرا سنة 2002 مع




.. كلمة أخيرة - مسلسل ريفو كان نقلة كبيرة في حياة صدقي صخر.. ال


.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية




.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!