الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا زلت في ضلالك القديم !!

يحيى الشيخ زامل

2007 / 12 / 20
كتابات ساخرة


ذكرني موقف أحد الأخوة في جريدة الخالدون بأحدى مواقفي السابقة التي لم أزل أذكرها برغم مرور سنين عليها ، وموقف صديقي الزميل وحلمه الأزلي بشراء سيارة تنقله من بيته إلى مكان عمله وبالعكس وقضاء بعض الحاجات الأخرى ....ولم يحلم الزميل بسيارة أخر موديل طبعاً .... بل مازالت له أمنية في باله لم تفارق مخيلته بشراء سيارة ( سوبر) تغير كل شيء فيها من المحرك وحتى أخر قطعة غيار .... بل ولم يبق منها غير أسمها الخرافي الذي كان يصول ويجول في عالم السيارات في عقد الثمانينات .
موقفي الأخر لم يتعد هذا الحلم ، بل ربما أصغر منه إذ كان شريكي فيه ثلاجة (شحنت) بالغاز خمس مرات وأستبدل ( ماطورها ) مرتين ، وأستبدلت ( رزاتها ) مرتين ، وسمكرت ثلاث مرات ، ومازال كلما مر (مصلح الثلاجات ) من جانبي ....أسأله : هل عثرت لي على ( كشر ) ثلاجة .....فيجيبني ساخراً : ( إلا زلت في ضلالك القديم ) .
أحلام صغيرة لازالت عالقة في بالنا ، ولازالت تراقبنا بعين وقحة لتكشف عن فقرنا المدقع الذي وصل إلى الدم فأفقره بوقاحة ايضاً.
لم نكن نحن الوحيدين نحلم بهذه الأحلام الفقيرة والمتواضعة بل هناك العديد من أقراننا ما زالوا يحلمون وكأنهم قطعة مقطوعة من عقود ماضية ، ومازالت أفكارهم غير متكيفة لبداية الألفية الثالثة .
والمصيبة أن بعضهم ولحد الآن غير مستوعب لحالة التغيير التي تشهدها الساحة العراقية ، إذ لم يزل يفكر بنفس العقلية التي جبل عليها لسنين عديدة غير متفهم لما يحصل حوله من تغيير في مسارات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، لذلك تشاهد التعثر الواضح في الكثير من مؤسساتنا الفتية بعد الإطاحة بنظام الظلم والتخلف البعثي ، الذي أخذ على عاتقه سياسة التجهيل وفق ( تاوبوات ) معده بإتقان لمثل هذه الأيام ليثبتوا أن الشعب غير قادر على قيادة نفسه .
والاستعمار الذي دخل بالأمس من الشباك بحجة عدم قدرة الشعوب على قيادة بلادها ، فأنه اليوم قد دخل من أوسع ابوابها بحجة الأنظمة الأستبدادية وأضطهاد الأقليات الطائفي والعرقي ....وحتى الجغرافي .
وجيوش المستشرقين ومندوبيهم الذين أرسلوهم بالأمس لجعلنا حقل تجارب ودراسات ،أصبح الستلايت والأنترنت والنظام العالمي الجديد هو البديل الغير منازع ... والغير مقاوم أيضاً ....
وبماذا نقاومه ... بأفكارنا ....بسلاحنا.....بمبادئنا ....وكلها أصبحت قديمة ولم تستطع أن تواكب العصر ، إذ مازلنا نحلم وننتظر النصر من السماء ، وحتى أننا لم نكلف نفسنا لرفع أيدينا أليها ... للدعاء .
قرأت مرة أن من أحدى طرق العلاج هو التخلص من كل شيء قديم ، من الأثاث والملابس والأفكار ، أذ وجد بعض المتخصصين أن الأشياء القديمة هي من أكثر الأسباب التي تسبب الكآبة والحزن والتقوقع ....وحتى التحلزن .
ولا أدري أن من يسافر إلى أوربا مثلاً .... هل يحمل معه ملابسه القديمة ...أم يتركها وراءه في الديار ؟
هذا سؤال قد يوجه لكل العراقيين الذين تخلصوا من الاستبداد البعثي ... إلى الأنعتاق من كل القيود القديمة والبالية والتي كبلتنا وكادت تمحوا حتى أبجديات القراءة والكتابة من عقولنا .
إلا يحق لنا أن نتوقف ونتساءل ولوا لمرة واحدة : ألم يحن الأوان أن نؤمن بالتغير...أو نتغير بحق كما هو العالم من حولنا ؟ .....هل نبقى نتطلع إلى جيراننا من الشعوب الأخرى ونتحسر على حياتهم ونمط معيشتهم ونحن أصحاب الحضارات التي تعد بآلاف السنين كما نقول ؟ .
ماذا استفدنا من تراثنا وحضارتنا الألفية ؟... التي ما نزال نذكرها في كل زمان ومكان وصرنا مثل القرعاء (الذي تفتخر بشعر أختها ) من الخيبة والفشل .
أجدادنا قدموا وبنوا وأسسوا .... وعلينا اليوم أن نكمل طريقهم الطويل .....إلى الحرية.... ولكن علينا أولا ً أن نؤمن بالتغيير !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل