الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوة إيجابية في مستقبل المعارضة السورية...

بشار السبيعي

2007 / 12 / 21
حقوق الانسان


في الرابع من كانون الأول 07 إستطاع فريق صغير مؤلف من ثلاثة أشخاص سوريين الجنسية أن يحققوا نقلة نوعية في تاريخ المعارضة السورية الموجودة في الخارج منذ أكثر من عقدين من الزمن، حيث إجتمع الرئيس الأمريكي جورج بوش مع رموز مشرفة للمعارضة السورية المؤلفة من عمار عبد الحميد المدير التنفيذي لمؤسسة "ثروة"، و نائب البرلمان السوري السابق مأمون الحمصي، والناشط الكردي جنكيزخان حسو المسؤول في الجمعية الوطنية الكردية. خطوة كبيرة حققت قفزة هامة في تقدم النضال السوري المعارض لتحقيق أهدافه النبيلة لإيجاد دولة العدل والحرية في ربوع الوطن الحبيب.

ولكن ياترى هل تعرف المعارضة الموجودة في الخارج أن تركز إهتمامها وإستغلال هذه الفرصة الذهبية التي تبدو من أهم المحطات الزمنية في تاريخها على كيفية إستخدام هذا الحدث لدفع قوى المعارضة إلى تفعيل القوى الوطنية لإيجاد الصيغة التوافقية لصقل إستراتجية جديدة لتوحيد صوت المعارضة في الخارج و ربطها مع الداخل؟ فمثل هذا المؤشر الغير المباشر من الإدارة الأمريكية إلى القوى الوطنية السورية لايأتي كل يوم، فإن مثل هذا الإجتماع يعتبر رسالة مبطنة للشعب السوري المضطهد الذي يخضع يومياً لإنتهاكات لحقوقه الوطنية والإنسانية من قبل حكومة مستبدة فقدت شرعيتها منذ زمن بعيد.

لابد من الإشارة هنا إلى أن سياسة البيت الأبيض في الشرق الأوسط والتي كان مشروعها الثنائي الهدف بتأمين مصادر النفط لصالحها ونشر الأسس الديمقراطية في المنطقة لضمان أمنها القومي من حركات التطرف الإرهابية قد تراجع بعد أن وقع غزو العراق في دوامة العنف الطائفي وجسد مخاوف الحكام العرب في إنتشار الفوضى و العنف عبر أقطار المنطقة بأكملها. هذا ماساعد على تراجع مخطط المحافظون الجدد في واشنطن وفتح الطريق أمام وزيرة الخارجية الأميريكية كونداليسا رايز بتحقيق رغباتها في إتخاذ سياسة الجدل مع العدو بدل سياسة المواجهة المباشرة لإسقاط الأنظمة المعادية لواشنطن والتي قد كان من أشد مناصيرها نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني.

إذاً هناك من دون شك تغيير تكتيكي في إتجاه السياسة الأمريكة نحو الأنظمة المعادية لها في الشرق الأوسط، وسوريا اليوم مع كل تداعي النظام الحالي بطراوة العلاقة بين واشنطن ودمشق سوف تواجه إسترتيجية جديدة في طبيعة العلاقة و مسارها.

هنا يأتي دور المعارضة السورية، فاليوم أصبحت المطالب الرئيسية للمعارضة تحت الضوء الدولي إبتدائاً من حقوق الإنسان و حالة الطوارئ التي تسود سوريا منذ أكثر من أربع و أربعين عاماً، وإنتهائاً بإطلاق سراح معتقلين الرأي والضمير وإطلاق الحريات العامة و حق تحقيق المصير للشعب السوري من خلال إنتخابات حرة و نزهيهة تضمن قيادات وحكام مسؤلون أمام دولة القانون والعدل.

اليوم أصبحت المعارضة السورية في بقعة ضوء دولية تستوجب منها أن ترمي الخلافات الشخصية ورائها وتوحد أطيافها في صف واحد وجبهة واحدة تضمن إستمرارية العمل السياسي الموحد لتحقيق الهدف المنشود في بناء دولة الحرية والعدل والقانون في سوريا، فهل ياترى تستجيب قوى المعارضة الداخلية والخارجية لهذا التحدي وترتقي في جوهرها لتقف شامخة القوام أمام أبناء سوريا وتعمل على خلاص الوطن من ديكتاتورية نظام الأمن والمخابرات السوري؟

يقول الكاتب الشهير ويليام شكسبير "هناك ثمة أوقات هامة في حياة سائر الرجال حيث يقرر أولئك مستقبلهم إما بالنجاح أو بالفشل، وليس من حقنا أن نلوم نجومنا أو مقامنا الحقير، بل يجب أن نلوم أنفسنا بالذات". فهل ياترى تستطيع المعارضة السورية في الخارج والداخل أن تتجنب لوم نفسها في الأيام القادمة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة


.. مقتل عدنان البرش أحد أشهر أطباء غزة نتيجة التعذيب بسجون إسرا




.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟