الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحيون في رحاب التعايش الاخوي العراقي

خالد عيسى طه

2007 / 12 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


أفزع تعمد البعض على الاستمرار والمواصلة في أضطهاد المسيحيين وأرهابهم وتفجير كنائسهم.. دور عباداتهم مع
تجديد الضغط عليهم بوجوب مغادرة العراق.

العراق التي سكنوها وهم يعتبرون سكانها الاصليين قبل أي
ملة من ديانات أخرى. هم من بنوا دولة حمورابي وهم التي
حملتهم أمواج الهجرة من الجزيرة العربية وقاموا ببناء
حضارات بناتها عرب ساميون كانوا هم الاصليون حتى بزوغ
فجر الاسلام التي جاءت بعد مجيء معجزة التثليث وآيتها
اليسوع المخلص.

لماذا يكون هذا الاضطهاد
على المسيحيين ولماذا هذه الهجمة الشرسة
ولماذا في هذا الوقت

هذا الارهاب الذي يلاقيه مسيحيوا العراق بهذا العنف
والبشاعة هو مخطط قديم الغرض منه أفراغ الدول العربية
والشرق الاوسط بدءا من بيت لحم في فلسطين المحتلة، هو
مخطط يهدف الى تطويع أرادة الامة العربية وأذلال شعوبها
والتخلص من الرفض العنيف الذي يستمر وسيستمر في تواجد
الاستغلال والاحتلال والسيطرة على هذه الدول.

أن منفذي هذه السياسة شعروا اليوم أكثر من أي وقت آخر في
أقناع المسيحيين العرب بأن الدين الاسلامي هو دين أرهاب
وأن لا أمان لهم في العيش في بلد تكثر فيه المساجد
والمآذن بل على العكس فأن المسيحيين العرب في كل صلاة في
الكنائس يمجدون الرب ويدعون الرب لخلاص -الامة العربية
من هذا النوع من التفكير. تجد هذه الروح في الكنائس


الارثيدوكسية والكاثوليكية لتعتبرها منبرا ضد الاحتلال
الصهيوني لفلسطين
والقدس ورمز هذه الروح الوطنية هو المطران كبوشي وسيبقى
كل المسيحيين العرب بنفس روح المطران هذا وطنية ونجد ذلك
أيضا في ما يكتب في الصحف العربية سواءا في ديترويد أو
لوس أنجلس أو أي صحيفة عربية تمثل مسيحيين عراقيين
أغتربوا في الخارج . أما لماذا تأتي هذه الهجمة في هذا
الوقت بالذات فهذا واضح أذ أن زيادة النفوذ الاسرائيلي
في شمال العراق مع كسب وأحتواء شخصيات عراقية متنفذة في
مجلس الحكم المؤقت أفسح المجال لاعداء العراق وأعطاهم
فرصة ذهبية للدس بين الصفوف وأشعال الفتنة بين المسيحيين
والاسلام.

أذا كان منفذوا هذا الاجرام التفجيري الاضطهادي لهم بصيرة عليهم أن يفكروا أكثر من مرة قبل الاستمرارفي دسيستهم ويقتنعوا بأن فكرتهم فكرة بالية لا تنال من وحدة التعايش العراقي القوية.
أني والله ما حضرت مجلسا مسيحيا ودار الحديث عن التفجيرات الاوجع. المسيحيون الحاضرون من أن هذا مدبر من الخارج وأن قاموا به عراقيون مسلمون الا أنهم عملاء
ومأجورون ومدفوعي الثمن مقدما على ما يقدمون عليه من أجرام ضد المسيحيين كذلك والله ما أجتمعت بأي عراقي مسيحي وجدت فيه طوفان شعور وأرتباط بالعراق وأناس العراق والرافدين ونخيله وبساتينه وجوه كلها خيوط تجر العراقيين
المسيحيين اليه على بعدهم في ديترويد أو أي مكان آخر.
الا يعلم هؤلاء الخبثاء الذين يريدون تنفيذ مخططهم للوقيعة بين الاسلام والمسيحيين وعلى ماذا يستندون وكيف أنهم يفكرون.

مسيحيوا العراق كما في أي دولة عربية أخرى هم الصخرة الصلدة في التآخي والمحبة وهم جسر حضاري بين الحضارات
الاوربية والاسلامية وخاصة العراقية نراهم أحسن
المترجمين في العراق ونراهم فئة مميزة من المهن الحرة من
محامين، أطباء ، مهندسين ، وكافة المهن الحرة الاخرى
بيوتهم نظيفة مجتمعاتهم مسالمة أفكارهم تصب في حب الناس
والعيش بسلام ودورهم الفكري الثقافي دائما يلعب بأهم
القضايا التي يحتاجها العراق خاصة في ظروف قاسية مثل
هذه الظروف التي نمر بها. أنكافىء هذه الفئة على دورهم
الانساني والحضاري والاجتماعي بتفجير


كنائسهم والطلب اليهم بالرحيل وأذا لم يتم ذلك فالموت
والقتل هو الحل.
أيكون رد الفعل بهذه الصيغة البشعة أيكون الارهاب هو
تثبيت للتعايش السلمي الذي سار عليه العراقيون ولا نبالغ
أن الديانتين أحتضنتا بعضها لبعض بأستثناء بعض التجاوزات
من أصحاب مفاتيح القرار هم شواذ لا يقدرون التآخي
والتعايش المفروض.

كان العراقيون يتعايشون مع بقية الاديان دار بدار وجدار
يلاصق جدار والعيش المشترك حتى في الاعياد فأن بغداد
وأهلها ومسلميها يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وتضج النوادي
حتى الصباح في هذا العيد السنوي المسيحي ومنها روى لي
والدي نقيب المحامين في العهد الملكي هذه القصة:-

قال لي والدي أنه والمرحوم القاضي فرنسيس شماس أعطيا
منصب قاضي في المحاكم العراقية وقد أجتمعا في مدينة
النجف الاشراف كقاضيين يتقاسمان عمل التقاضي بينهما اذ
أنهما بنفس الدرجة الوظيفية وبنفس التحصيل العلمي
واستمرا في ذلك فترة كانا من أهم رجال دعمت
القضاء وأرست القوانين في مدينة ذات طابع عشائري مثل
عشيرت الزكرت وعشيرة شمرت وهما عن طريق رؤساء هذه
المجموعتين كانا يحتربان على النفوذ خاصة وأن العراق في
عهد تكوينه الاول والمغفور له الملك فيصل الاول باني
العراق وموسسه حرص على أستتباب الامن وفرض القانون ودعم
قضاة الاكفاء بغض النظر عن الدين.
يستطرد الوالد قائلا أن وزارة العدلية أستدعته الى بغداد
للمداولة وبحكم التنظيم القضائي وهيكله السلطة في
المحاكم أناب محله بقرار من وزير العدلية المرحوم جمال
بابان القاضي المسيحي المرحوم فرنسيس شماس ومن هذه
الصلاحيات المحكمة الشرعية في النجف وهي تختص في الزواج
والطلاق والارث والنسب وفي كل شيء يخص الشرع ودوام
القاضي المسيحي فترة لا بأس بها وصدرت أحكام كثيرة تخص
الشريعة وتفصل بين قضايا النجفيين الشرعية بتوقيع القاضي
فرنسيس شماس دون أن يعترض أحد من المتخاصمين ويتردد في
تنفيذ القرار الصادر من القاضي المسيحي.


فأي تسامح أكثر من هذا ومن يستطيع أن يتهم العراقيين
بالتحيز.
أن العراق كان ولا يزال يحتضن المسيحيين بكل أخوة ويصدر
القوانيين حسب الدين المسيحي وخاصة قانون الاحوال
الشخصية. فأن جميع التعديلات التي جرت على القوانين أصرت
على أبقاء أن للكنيسة الحق في رعاية الشؤون الزوجية بين
المسيحيين خاصة الحفاظ على مبدأ أن ما يجمعه الرب لا
يفرقه الانسان فلا طلاق بين زوجين مسيحيين. فنرى أن
القاضي المطبق لقانون الاحوال الشخصية يحيل هذه القضايا
الى الكنيسة لابداء الرأي ورأيهم ملزم وليس أستشاري .

أيكون أحترام الاقلية أكثر من هذا ؟

ولنا على الموضوع عودة وأنا قد ولدت مسلما في مدينة
النجف وترعرت في مدارس الرهبان اليسوعيين هذه النشأة
تجعلني مفكرا موسوعيا لا فرق بين هذا وذاك الكل عراقيون
والعراق للجميع والدين للله والوطن مشــــــــاع.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقضي بتجنيد الطلاب -الحريديم- | #




.. غالانت يقول إنه آن الأوان لتفي واشنطن بالتزامها بمد إسرائيل


.. رائد مستقيل من الاستخبارات الدفاعية الأمريكية: الحرب لم تكن




.. فقد بصره وجزءا من أعضائه الداخلية.. الجزيرة ترصد حالة أسير ف