الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعضاء البرلمان : حجكم باطل

طارق الحارس

2007 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


العديد من المسلمين يؤدون فريضة الصلاة في أوقاتها ، لكن أهلهم ومَن حولهم يعلمون أن صلاة هؤلاء لا تتعدى سقف المكان الذي يركعون تحته فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهم كتلة من الفحشاء والمنكر.
أيضا هناك العديد من المسلمين يؤدون فريضة الصيام ، لكن صيامهم لا يتعدى الجوع والعطش الذي يعانون منه خلال شهر رمضان .
أما الحج الى بيت الله الحرام فهو فريضة أيضا ، لكن لمن استطاع اليه سبيلا حسب كلام ربنا سبحانه وتعالى ( الاستطاعة هنا لا تعني الحالة المادية حسب ، بل تخص عامل الوقت أيضا ، لاسيما في حالة أن يكون الوقت ليس ملكهم ) ، فضلا عن شروط أخرى أوصى بها النبي محمد ( ص ) ومع هذا فان هناك العديد من المسلمين يصرون على السفر الى مكة المكرمة ، والمدينة المنورة للحصول على لقب " حاج " دنيويا فقط ، لأنهم يتناسون شروط الله قبل الذهاب الى بيته الحرام .
من هؤلاء أعضاء البرلمان العراقي الذين ذهبوا هذا العام الى مكة ، إذ أنهم لم يتقيدوا بشروط الله قبل التوجه الى بيته .
ممثلو الشعب العراقي الذين تركوا قبة البرلمان في أحرج أوقاتها وسافروا الى السعودية لم يدخلوا القرعة السنوية التي يدخلها جميع أبناء الشعب العراقي للحصول على فرصة زيارة بيت الله وهم بذلك سلبوا حصة مواطنين عراقيين ، بل الأدهى من ذلك أن عضو البرلمان لم يكتف بسلب حق مواطن عراقي من خلال عدم دخوله بالقرعة فحسب ، بل تناولت الأخبار أنه سلب مقعدين اضافيين آخريين من حقوق المواطنين العراقييين ، إذ يرافق كل عضو برلماني شخصين لا نعرف ان كان قد خصصهما لخدمته ، أو لحمايته ، أو لمساعدته في التسوق ، أو ربما لقضايا أخرى !.
هذا السبب يعد كافيا لبطلان حج أعضاء البرلمان لأنهم سلبوا حقوق آخرين ، لكن ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يبطل حجهم فممثلو الشعب تركوا خلف ظهورهم العديد من الملفات والقضايا المهمة التي تنتظر تصويتهم عليها وهي ملفات خطرة جدا منها قانون النفط والغاز وقانون المساءلة والعدالة وغيرهما من القوانين الأخرى التي تدخل في تحسين حياة المواطن العراقي وأهمها الموازنة العامة لعام 2008 .
ممثلو الشعب ذهبوا الى السعودية بالرغم من استمرار عويل الأمهات والآباء بسبب الجرائم الدموية التي أرتكبت ولا زالت ترتكب بحق أبنائهم . الأمهات والآباء كانوا بانتظار مَن انتخبوه ليخمد النار في الدار ويحاول ايقاف نزيف الدم ، لا أن يسافر الى السعودية في هذا الوقت الحرج فبيت الله ليس ببعيد عليه ويستطيع أن يزوره العام المقبل أو الذي بعده أو حينما يستقر الأمان .
غياب أعضاء البرلمان عن حضور الجلسات البرلمانية أدى الى تعطيل عمل البرلمان وهذه خطيئة كبيرة في الشرع ، إذ أكد الله ورسوله على أن العمل عبادة ، ومن المؤكد أن الحالة التي يعيشها أهل العراق تتطلب من ممثلي البرلمان الالتفات الى فريضة العمل قبل التوجه الى اداء فريضة الحج وهم بذهابهم الى السعودية في هذا الوقت الحرج قد خالفوا الله ورسوله ، لذا فان حجهم في ظل هذه الظروف يعد باطلا .
أيضا هناك قضية مهمة أخرى على الذاهب الى مكة مراعاتها قبل التوجه الى بيت الله وهي التي تتعلق بالحصول على براءة ذمة فلو أجرينا استفتاء بين المواطنين العراقيين الذين انتخبوا أعضاء البرلمان من الذين قرروا الذهاب الى مكة فنحن على يقين أن عددا كبيرا من هؤلاء المواطنين لا يمنح هؤلاء البرلمانيين براءة ذمة .
لهذا السبب وللأسباب الأخرى التي ذكرناها نعتقد أن حج أعضاء البرلمان العراقي يعد باطلا وحالهم كحال الذين لا تصل صلاتهم الا للسقف الذين يركعون تحته ، وكحال الذين لا يتعدى صيامهم الجوع والعطش الذي يعانون منه في شهر رمضان .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA