الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلٌ مسئولٌ عن زبيبته...!؟

جهاد نصره

2007 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مثلما أن الحجاب هو زينة المرأة المسلمة فمن المؤمل أن تصبح عما قريب ( الزبيبة ) زينة الرجل المسلم أينما كان..! والزبيبة لمن لا يعرف هي جرح في منتصف الجبين يأخذ شكل دائرة سوداء دائمة ترتسم على جبين المسلم المواظب على الصلاة خمس مرات في اليوم.. ولكي يحدث الجرح يجب أن يضغط المصلي بقوة على الأرض عند سجوده، والرجل المواظب على الصلاة خمس مرات في اليوم يسجد في كل عام / 12642 / مرة بما معناه أن من يريد أن تكون له زبيبة على جبينه فعليه أن يصدم جبينه بالأرض بقوة لمدة عام واحد على الأقل فيحصل على زبيبة نموذجية تكفي للدلالة على شدة ورع وتقوى صاحبها .! والزبيبة السوداء هذه ستساعد من غير شك كبير الملائكة الذين يشرفون على عملية فرز المؤمنين عن غيرهم يوم الحساب العسير فيسوق من لهم زبيبة نظامية محترمة إلى الجنة ويركل الآخرين على أقفيتهم صوب لهيب جهنم خالدين فيها إلى أبد الآبدين.!
المسألة ليست شكلية كما قد يظن البعض إذ أنها تعكس مقدار الاتساع الأفقي للثقافة الموروثة وقد كان من المؤمل أن تتأثر نسبياً بسمات العصر الذي أصبح عصراً للعقل بالدرجة الأولى ومن دون أن يرتبط ذلك بأي مساس سلبي بقضية الإيمان الذي يبقى شأناً إنسانياً خالصاً يعني صاحبه لكن بدا الأمر وكأنه حراثة في البحر.!
لقد حفلت الثقافة الإسلامية المتوارثة كما هو بيِّن ومعروف بكل موبقات الخرافة والجهل وبكل ما ينافي العقل السليم في الأساس.. وقد تخصص الفقهاء المحترفون طيلة قرون متتالية بإنتاج كم هائل من الخرافات ساعدهم في ذلك الحالة السائدة بما هي ظروف موضوعية وذاتية شكَّلت أرضاً خصبة لبذارهم الفاسدة الأمر الذي ساعد على إنتاج وإعادة إنتاج وتعميم وتوريث وترسيخ تلك الثقافة..! و في الوقت نفسه تمَّ حقنها بكل عناصر الممانعة الإيمانية فصار من الصعوبة بمكان تسجيل حالات اختراق واسعة لتطعيمها وتقويم اعوجاجها وبما يتلائم مع مستجدات التطور التي يشهدها المجتمع البشري على مر العقود الأمر الذي يفسِّر مدى جسامة المهمة التي تواجه نفراً محدوداً من التنويرين العرب.!
إن الذين عملوا ولا زالوا يعملون على تبسيط مسألة الحجاب باعتباره مسألة زي شخصي وخيار يجب احترامه سيعمدون إلى ذات الفعل في مقاربة هذا المنعكس الجديد للثقافة السائدة والذي يتجلى هذه المرة بزي من لحم وجلد يسمونه: زبيبة..! ولا شك في أن كل ما هو شخصي يبقى ملك لصاحبه يتوجب احترامه لكن أن يعتبر مشايخ وفقهاء المسلمين أن الثقافة التي أنتجوها تشكِّل تراثاً إنسانياً صالحاً لكل أمم الأرض من حيث أنهم يعتبرون الدين الإسلامي ركيزتها وجوهرها وهو جاء من لدن الله ويؤسسون لذلك منظمات تعمل لترجمة ذلك كما هو حال المنظمة الإسلامية ( إيسيسكو ) التي وضعت من جملة أهدافها العمل على نشر الثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم والعمل على جعلها محور مناهج التعليم في جميع مراحله ومستوياته و السلطات الحاكمة وهي بأغلبيتها سلطات متخلفة واستبدادية تعتاش على ما احتوته أرض المنطقة من ثروات تعرف قبل غيرها أن الثقافة إياها إنما هي ثقافة ماضوية مرتهنة بالكامل للماضي السحيق وهي لذلك لا تؤسس للمستقبل على أي صعيد وبالرغم من هذه الحقيقة التي تكشف عنها أوضاع الدول الإسلامية فإن الفقهاء المبجَّلون الذين يعملون أجراء عند أصحاب النعم وبالرغم من معرفتهم بأن أولياء نعمتهم عجزوا عن تقديم أي مشروع حضاري منذ عدة قرون فإنهم لا يكفون عن الصراخ: المستقبل للإسلام..!
وبعد ما تقدم وهو نذر يسير يبقى هناك من يبحث عن أسباب انتشار الحجاب في أوساط المجتمعات الإسلامية وسيكون هناك قريباً من سيبحث هذه المرة عن أسباب انتشار ( الزبيبة ) وهي زبيبة إسلامية مباركة ألا يقول المثل: الزبيبة زينة الرجل...!؟
وكلٌ واحد مسئولٌ عن زبيبته إي نعم.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسار التهدئة في غزة يتعقد.. حماس تقول إنها -لا تعرف- عدد الر


.. جنوب لبنان يحترق .. وميقاتي يستغيث بالمجتمع الدولي! | #التاس




.. الأردن.. مظاهرة قرب السفارة الأمريكية في عمان تضامنا مع غزة


.. دعوات لمحاسبة جندية إسرائيلية احتفت بانتهاك جيش الاحتلال مسج




.. (عنوان الفيديو) | بي بي سي نيوز عربي