الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرف الفتاة في القاموسين الإجتماعي و الأخلاقي

فينوس فائق

2007 / 12 / 23
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


ماذا تعني كلمة شرف في القاموس الإجتماعي و الأخلاقي؟ لماذا يرتبط مفهوم الشرف بالفتاة و عفتها و في نظر المجتمع؟ لماذا يترتب على فقدان الفتاة غشاء بكارتها فقدان محيطها الأسري سمعتهم و شرفهم؟ بكلمات أخرى لماذا يمثل غشاء البكارة عنوان شرف الفتاة و الذي يعكس نظرة المجتمع من خلاله إلى شرف والد الفتاة و أخوها و الرجال المقربين لها؟ لماذا بتمزق غشاء بكارة الفتاة يحكم على الفتاة بالموت؟

و لماذا تتدخل المجتمعات الإسلامية و الشرقية المتخلفة في أدق تفاصيل و خصوصيات الفتاة حتى عذريتها بحيث تربطها مع مفاهيم أخرى مثل الشرف و العفة والطهارة؟ لماذا تقترن سمعة العوائل و الأفراد في المجتمعات الشرقية ذات الأصول الدينية الإسلامية تحديداً بمدى حفاظ الفتاة على عذريتها حتى وقت الزواج؟ لماذا لا ترتقي المجتمعات الشرقية و الأسلامية بفهمها لمفهوم الشرف إلى أرقى و أسمى من ربطها بعذرية الفتاة؟


هذه الأسئلة و غيرها من السئلة التي تتبادر إلى الذهن حين سماعنا بخبر قتل فتاة غسلاً للعار ، و أكثر جرائم القتل في الشرق المتوسط المتخلف ، التي الدافع من وراءها غسل العار يكون سببها الممراسة الجنسية التي أحلتها المجتمعات الشرق أوسطية المتخلفة للرجل و حرمتها على المرأة ، في حين أن حتى الرجل الذي يمارس الجنس و لا يحاسب عليه تكون المرأة هي الجانب الآخر من فعلته ، غير أن الرجل لا يحاسب و لا يخضع لنفس العقاب الذي تخضع له المرأة.. أو إما يكون فقدان غشاء البكارة قبل الزواج أحد أسباب قتل الفتاة غسلاً للعار دون التأكد من حسن أخلاقها و إستقامتها.. فلماذا فقدان غشاء البكارة يعتبر عاراً على رجال المجتمع ، و يكون العقاب هو الموت ، في حين أننا لم نسمع عن عائلة حكمت على إبن لها شاذ جنسياً أي مارس (المثلية) مع قرين له.. و كم سمعنا قصص عن خيانات رجال لزوجاتهم ، غير أننا لم نسمع عن رجل قتل على يد عشيرته بدافع غسل العار ، في حين أننا نسمع مئات القصص التي تحكي عن آباء أو أزواج قتلوا الفتاة في أول ليلة الزواج ، ليس لأنها لم تكن عذراء و إنما لأن غشاء بكارتها كان من النوع المطاط الذي لا يزال بسهولة ، لكن الجهل أعماهم عن أن يتأكدوا فكان القرار هو قتل الفتاة..
كم من الشباب يمارس الجنس قبل الزواج و حتى المثليين منهم و ملأ إرادته دون أن يتعرض للمسائلة و العقاب كما يحدث مع فتاة يشك أهلها أنها تحدثت مع شاب بالصدفة على قارعة الطريق العام.. و لم نسمع عن فتاة طالبت مجرد المطالبة بالطلاق من رجل إكتشفت أنه كان على علاقة حب مع غيرها قبل الزواج و مارس معها الجنس.. لكننا نسمع مئات القصص عن فتيات تعرضن للقتل ، و في أفضل الحالات إلى الطلاق إذا ما إكتشف زوجها أنها كانت على علاقة من رجل آخر قبل زواجها منه..


مع تقدم البشرية إلى الأمام ، خصوصاً في البلدان المتقدة و إنشغال البشرية بقضايا مصيرية تندرج تحت خانة المصلحة الإنسانية و رفاهية بني البشر و تطوير العقل البشري في مختلف مجالات الحياة و على كل الأصعدة ، تتراجع مثل هذه المسائل إلى الوراء لأن الحياة تأخذ شكلاً آخر ، خصوصاً مع التطور الهائل الذي جلبته التكنلوجيا.. فهي وضعت البشرية أمام الكثير من التعقيدات ، و الكثير من القضايا التي تساعده على التخلي عن التفكير التقليدي في أمور مثل الشرف.. فالفتاة التي تشك أنها قد تتعرض إلى القتل في حال لو أقامت علاقة حب مع شاب ، ستلجأ إلى جهاز الكومبيوتر الذي يوفر لها الأمان بعيداً عن أعين أهلها و تلجأ إلى إقامة علاقات من وراء شاشة الكومبيوتر و حتى يصل بها الحال إلى ممارسة الجنس من خلال الإنترنت ، كما حدثتني إحدى الفتيات حين قالت: (بسبب الضغوط التي أتعرض لها من جانب أهلي و محاسبتهم لي على كل صغيرة و كبيرة و على كل تصرفاتي الحسنة و غير الحسنة و ، و بسبب أنهم يقيسون كل شيء يبدر مني بمقياس واحد و هو الشرف ، مما أثر على نفسيتي و ترك لدي ردة فعل سايكولوجية سلبية إزاء كل شيء من جانب أهلي و جعلني أعاني من عزلة قاسية ، لأنهم يمنعونني حتى من إقامة علاقات خاصة مع بنات من سني ، صرت أقضي معظم وقتي بحجة الدراسة و القراءة و المتابعة أمام شاشة جهاز الكومبيوتر ، فهو صار سلوتي ، بحيث الآن لدي علاقات من خلال المحادثة في غرف المحادثة على الإنترنت ، و حتى أنني أمارس الجنس مع أكثر من شاب أثناء التواصل معهم..) هذه هي إحدى النتائج التي تخلفها المعاملة القاسية و القائمة على اساس التفرقة بين الذكر و الأنثى ، و التي من شأنها أن تلعب دورها السلبي في المستقبل على الفتاة في علاقتها مع الرجل الذي ستقترن به..


التخلف الإجتماعي و الذي تعاني منه منطقة الشرق ، و الشرق الإسلامي على وجه التحديد ، مقارنة مع سرعة وصول التطور التكنلوجي و إنفتاح آفاق التطور و المتابعة من خلال عالم الإنترنت ، و بالمقارنة مع نسبة التخلف ، نجد أن هذا التضاد و هذا التناقض بين ماهو إجتماعي تقليدي و ديني ، مع ماهو علمي تكنلوجي و سريع سرعة الصاروخ و متغلل في تفاصيل حياتنا ، كل هذا يخلف دمار أخلاقي لدى شبابنا و شاباتنا ، و عدم تقبل الأهالي لضرورة مواكبة التطور العلمي و إبتكار طرق و أساليب حضارية في التعامل مع الفتيات و عصرنة الفكر الإسلامي المتغلغل في أدق تفاصيل الحياة اليومية. و محاولة فك عقدة العادات الإجتماعية التي تستمد قوتها من النصوص الدينية ، و تبني عليها إجتهادات تسيء إلى كينونة المرأة و إنسانيتها..


إضافة إلى عدم وجود وعي الأجهزة الخدمية لدى الدولة التي لها علاقة بتربية الشباب و الشابات ، و عدم إلمامهم بسلبيات و مساويء التربية التقليدية و وفق مفاهيم تربوية باتت في حكم التأريخ و بطل مفعولها.. و أيضاً تغاضي الأجهزة الحكومية المعنية عن الجرائم التي ترتكب في حق المرأة تحت ذريعة غسل العار ، كل هذا يؤدي هذا في مجمله إلى خلق حالة من عدم التوازن و عدم الإستقرار الأخلاقي لدى النشأ الجديد.. و بالتالي يترك آثاره الأخلاقية في نظرة النشأ الجديد للدين و إبتعادهم عنه و نفورهم من تعاليمه ، فكل فكر لا يتم تجديده و عصرنته و جعله منسجماً مع روح العصر من غير الممكن إقناع الجيل الجديد بإتباعه و الإيمان به و بضمنه الأديان..


و هنا أعود و أسأل من المسؤول عن الحفاظ على الشرف سواء لدى الرجل أم لدى المرأة؟ عن نفسي لدي قناعة تامة أن الفتاة و المرأة هي المسؤول الأول و الأوحد عن الحفاظ على شرفها ، و هي صاحبة القرار في كيفية الحفاظ عليه و الوسائل التي من شأنها أن تحفظ لها على شرفها و كرامتها و ليس المجتمع.. ثم أين هو الشرف الذي يجب أن تحافظ عليه؟ هل هو يوجد في غشاء البكارة؟ أم أنه يوجد في الضمير الإنساني؟ ما الفرق بين فقد غشاء البكارة و جريمة السرقة؟ هل سمع أحدهم أن رجلاً كان أم إمرأة جرى لأنها سرقت شيئاً من شخص؟ في حين أنها تعاقب بالموت لأنها تفقد غشاء البكارة الذي هو ملكها و هي التي تقرر كيف تحافظ عليه و كيف تفقده..


من هنا كان لزاماً على العالم الشرقي المتخلف أن يعيد نظره في المفاهيم التي تتبناها فقط من أجل إذلال المرأة التي هي نصف المتجتع و هم بذلك يهينون الإنسانية بأكملها.. و أن ما ينقذ المجتمع الشرقي المتخلف هي عملية إصلاح شاملة تبداً من الإصلاح الإجتماعي و الديني و أنسنة الدين و فصله عن السلطة السياسية و عزله عن القيم الإجتماعية و جعله مقتصراً على متبعيه فقط..


و إلى الأمام نحو المزيد من الكرامة التي أهدرها أصحاف العقول الضيقة و تعويض المرأة عن كرامتها المسلوبة و ضمان المزيد من الحقوق لها و ذلك بسن قوانين جديدة تتناسب مع العصر و التقدم و التطور التكنلوجي و عالم الحاسوب الآلي و الإنترنت الذي يربط بين جميع أجزاء الكرة الأرضية بحيث لم يعد هناك مفر من الإنضمام إلى منظومة العولمة الجديدة و إلا فإن نهاية التخلف و العقل المتحجر هو على يد التكنلوجيا المعلومات و النظام العالمي الجديد القائم على مفاهيم أخرى من خارج ما جائت به الأديان السماوية..

www.venusfaiq.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د.نادية عمارة توضح حكم -شعور المرأة بالظلم في ا


.. -الواحد أفضل يحب نفسه-.. رأي الفنان محيي إسماعيل في الزواج




.. الطالبة في الجامعة اللبنانية في كلية العلوم الاجتماعية نور س


.. العاملة الاجتماعية من لبنان أنجلينا بلال




.. طالبة الصحافة في الجامعة اللبنانية حنين محمد