الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق

عزيز العراقي

2007 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


من الغريب ان تستمر القيادات السياسية العراقية تتصور نفسها انها صاحبة القول الفصل في تحديد توجهات العراق , ولعل تذكر ما قاله الامريكان للمعارضة قبل اسقاط النظام الصدامي , بأنكم سوف لن تتدخلوا في عملية ازاحة النظام , وما عليكم الا ترتيب اوضاعكم فقط عندما نضعكم في مركب السلطة . وهذه وحدها تكفي للرجوع الى الحجم الحقيقي الذي يريده الامريكان من القيادات العراقية , الا ان ممارسة السلطة والاستحواذ على المال والنفوذ اسكر هذه القيادات , والذي زاد في تهويماتها هو ان الامريكان – لحساباتهم الخاصة - تركوا لها حرية الحركة , فظنت نفسها صاحبة القرار .
عندما يقرر الامريكان شئ , ينفذونه حتى لو اعترضت عليهم كل شرعية العملية السياسية , وهذا ما فهمته الحكومة العراقية عندما تراجعت عن رفضها تشكيل مجالس الصحوة التي اشرفت على تشكيلها القوات الامريكية , بعد ان وجدت ان الامريكان سيجعلون منها مليشيات توازي سلطة الدولة , او القبول بها واستيعابها . ولعل الدرس الاهم الذي يجب ان يفهم من القرارات الامريكية – للتحوط من عسفها - هو رفضهم تسليم القتلة من البعثيين ( علي كيماوي وجماعته ) بعد ان صدر عليهم الحكم بالأعدام من قبل القضاء العراقي , وكان بأمكان الامريكان ان ينقذوا سلطان هاشم قبل صدور الحكم , وبشتى الوسائل , الا انهم ارادوا ان يقولوا : حتى عدالتكم مرهونة بأرادتنا .
وعندما تتوجه وزيرة الخارجية الامريكية الى كركوك - التي اصبحت مشكلة مستعصية للعراقيين - وتجتمع بالقيادات المحلية للمدينة قبل ان تتوجه الى بغداد وتلتقي بالحكومة المركزية , يكون لهذا الاهتمام التأثير الاهم في تحديد توجه المدينة , وسبق ان عبر بعض المسؤولين الامريكان عن رغبتهم بأن تكون المدينة وحدها اقليم , ويتوقع البعض ان يكون التوجه الامريكي ليس مع الطموح الكردي الذي اندفع بالشحن العاطفي وجعل من كركوك قدس الاقداس الكردية . وما من شك ان مثل هذا الموقف الامريكي ليس نابعاً من الحرص على وحدة العراق , واستجابة لتنسيق رغبات مكوناته , بل استجابة لمتطلبات الحليف التركي من جهة , ومن جهة اخرى عدم السماح بمنح تجربة اقليم كردستان امكانية الاندفاع نحو افق التشبث بالاستقلال الذي يولد الارباك للمنظومة الاقليمية , التي تسعى اميركا لأن تكون هذه المنظومة عربات في قاطرتها العولمية . وتجدر الاشارة في هذا الاتجاه لما نشرته صحيفة " الحياة " يوم 20071220 تحت عنوان : لقد حضت رايس على تجاوز توقيت المادة ( 140) , في اشارة لما نقله السيد ايدن أقصوا عضو الجبهة التركمانية في لجنة تطبيع الاوضاع في كركوك عن الوزيرة قولها " لاتتقيدوا بالتواريخ وركزوا على تقديم الخدمات وبدء حملة الاصلاحات في المدينة " .
ان مشكلة القيادات الطائفية والقومية العراقية هو في جعل الوحدة الوطنية الجدار الذي يسندون ظهورهم اليه عندما يحتاجونه , وليس السياج الذي يستترون خلفه في عملهم . وبدون قيام المشروع الوطني لن نتمكن من ان نكون انداد لمرجعية سلطات الاحتلال , وما دامت الاولوية للمشروع الطائفي اوالقومي ستبقى اميركا تلعب بنا ما تشاء مع كل واحد على حده , وليس بعيداً ان تفقد هذه الاطراف منجزاتها الحالية اذ استمرت الوضعية بهذا الاتجاه .
ان النجاح الذي حققه الامريكان مع تشكيلات مجالس الصحوة في المناطق " السنية " دفعهم لتكرار التجربة مع العشائر في المناطق " الشيعية " , في خطوة جديدة يتسابق عليها مع الامريكان " المجلس الاعلى " , بعد ان ادرك " المجلس " ان الامريكان جادون في تجهيز بدائل توازي الحكومة الشيعية " المنتخبة " , وبديل عنها اذ استمرت في فشلها . وفي هذا الاطار يقول مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى لورنس باتلر المنشور في " صوت العراق " يوم 20071220 " ان العراقيين الشيعة بدأو يقاومون النفوذ الايراني في العراق , تماماً مثلما تصدى السنة لتنظيم القاعدة " موضحاً " ان هذا التوجه يعني مقاومة النفوذ الايراني وتحدي الاحزاب السياسية التي استأثرت بالسلطة ". وحذر باتلر من ان " سنة 2008 ستكون سنة الاختبار الحاسم الذي سيسقط المالكي او يعزز موقعه " وتساءل " هل سيمرر هو والبرلمان القوانين الضرورية لتسيير امور البلد ؟ " . ومن يستطيع ان يقف بوجه الرغبة الامريكية , ويحمي حقوق البلد , والكل يبحث عن ليلاه ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح محور توتر بين مصر واسرائيل وضغوط لإعادة تشغيله


.. رفح: القاهرة تتمسك بانسحاب إسرائيل...هل يمكن العودة لاتفاق ا




.. شاشة الجزيرة تستحضر آلاف المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة


.. غزة.. ماذا بعد؟| في ملعب من باتت كرة الاتفاق المقترح في خطاب




.. القسام: مخلفات كمين سابق استهدف قوة خاصة إسرائيلية