الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا 2

محمد أيوب

2007 / 12 / 24
الادب والفن


تابع
قصص قصيرة جدا 2 – بقلم : د . محمد أيوب
11 – الأمير
قال الأمير للتابع : هل تريد أن تذهب إلى الجنة ؟!
قال التابع : بكل تأكيد .
قال الأمير : خذ هذا وتمنطق به ، وعندما تدخل المطعم وتصبح بين الرواد اضغط على هذا الزر، بعدها ستصعد إلى الجنة وستجد اثنتين وسبعين حورية في انتظارك !
دخل التابع إلى المطعم فرأى أطفالا ونساء ، تحركت مشاعره وتردد ، وقبل أن يتخذ قراره بالتراجع ضغط الأمير الواقف على الناصية الأخرى على جهاز التوجيه الذي يحمله فتناثرت أشلاؤه مع أشلاء الأطفال، كانت الأشلاء تصرخ من هول المفاجأة.

12 - الخطيب
قال الخطيب المفوه للجالسين في المأتم ، أبشروا فقد صعدت روح ابنكم إلى السماء العليا، وهو الآن يستمتع بحوريات الجنة، اثنتان وسبعين حورية له وحده فقط .
نظر الحضور إلى أعلى علهم يرونه في صعوده، سقطت على خدودهم دموع الأم، أحسوا حرارة الحزن وآلام الفراق والفقد .

13 – الشيخ
قال له الشيخ المنتمي إلى جهة ما : كنت اليوم في عرس الاستشهادي الذي فجر نفسه داخل الحافلة، وقد هنأت أهله بفوزه .
قال للشيخ : هل تقبل أن يقوم ابنك بعملية مماثلة ؟
رد الشيخ بسؤال : وكيف أعرف أنه سيفعل ذلك ؟
أجاب: لو علمت أنه سيفعل فما هو موقفك ؟
قال الشيخ : أكسر ساقيه وأمنعه من الخروج .
ابتسم المحاور وقال للشيخ : للفقراء الموت ولأبنائكم حق التعليم في أمريكا وبريطانيا.

14 - المطار
هبطت الطائرة في مطار بن جوريون فانساب مع القادمين إلى قاعة استقبال المسافرين، نظر إلى أحد الشبابيك، كانت هناك كلمة مواطنين مكتوبة باللغة العبرية والإنجليزية والعربية في القاع ، قال في نفسه : أنا لست مواطنا إسرائيليا ، أنا فلسطيني .
واتجه نحو الشباك الذي يتجه إليه الأجانب، نظرت إليه الموظفة الجميلة باستغراب بعد أن رأت جواز سفره وقالت له : لماذا لم تذهب إلى الشباك الأخر ؟
قال : الشباك الآخر للمواطنين الإسرائيليين وأنا فلسطيني !!
قالت : الفلسطينيون والإسرائيليون يتلقون المعاملة نفسها .
قطب ما بين حاجبيه وتساءل في دهشة : هل أنت متأكدة من ذلك ؟
قالت : انتظر هناك حتى أنادي عليك .
وبعد فترة خالها دهرا جاء رجال الشرطة واقتادوه إلى غرفة الحجز في المطار .

15 - كتابة
قال الشاب المتحمس للكاتب العجوز : أريد أن تعلمني كيف أصبح كاتبا !
أجاب الكاتب بهدوء : اقرأ ألف كتاب في العلوم الإنسانية المختلفة .
ابتسم الشاب وقال : وماذا أفعل بعد ذلك ؟
أجابه الكاتب : لخص كل كتاب تقرؤه وحاول أن تناقشه مع أصدقائك .
تساءل الشاب: وبعد ؟
قال الكاتب العجوز:
بعد ذلك تصبح كاتبا.
وأردف : لكي تكون كاتبا جيدا يجب أن تكون قارئا جيدا .

16 - كهرباء
جلس أمام جهاز الحاسوب ليسجل خاطرة طافت بذهنه، وفجأة انقطع التيار الكهربائي فلعن كل السلبيات التي يعاني منها مجتمعه، وقبل أن يغلق الجهاز عاد التيار فجأة كما انقطع فأصيب الجهاز بصدمة أوقفته عن العمل وضاعت الخاطرة .
تساءل : ما عيب الورق والقلم ؟

17 - فحص أمني
قبل أن يسمحوا له بالتوجه إلى قاعة الانتظار في المطار فحصوا أمتعته للمرة العاشرة ، سألته موظفة الأمن الإسرائيلية ربما للمرة العشرين : ماذا كنت تفعل في مصر ؟
قال : قلت لك كنت في زيارة أحد أطباء القلب هناك .
ولماذا لم تذهب إلى إسرائيل للعلاج ؟
قال متأففا : لأن الأمر يحتاج إلى تحويلة لا أستطيع الحصول عليها.
وعند وصوله المطار الآخر فقد حقيبة أشيائه القليلة .

18 - مغادرة
عندما سمحوا له بمغادرة المطار أحضروا سيارة أجرة لتقله مع المسافرين الآخرين الذين احنجِزوا معه ، نظر السائق اليهودي إليهم بريبة وقال : لن أنقلهم إلى غزة.
قال الشرطي ولكن جوازات سفرهم ستظل معك وسنظل على اتصال مباشر .
قال السائق : لن أنقل هؤلاء المخربين .

19 - دهشة
رن الهاتف النقال ، كانت زوجة السائق الذي قبل أن ينقلهم إلى غزة هي المتحدثة ، سألته : أين أنت ؟ قال : في الطريق إلى غزة .
عقدت الدهشة والخشية لسان الزوجة فصرخت برعب : ماذا تقول ؟
ضحك الراكب الذي يجلس بجانب السائق وسأله : هل غزة سيئة إلى هذا الحد في نظركم ؟
قال السائق : ألا تسمع بما يحدث يوميا، انفجارات وقتلى وجرحى ! أردف السائق : كنت أعيش في أذربيجان مع جيراني المسلمين في أمان!
ومتى جئت إلى هنا؟ قال الراكب .
أجاب السائق :
قبل عشر سنوات ، أتمنى أن أعود إلى هناك .
وما الذي دفعك للمجيء إلى هنا ؟
البحث عن الرزق ، قالوا لي أنني يمكن أن أحصل على المال الكثير هنا بسهولة، ولكني لم أجد المال بل فقدت الأمن، سأعود إلى وطني قبل أن يصبح أولادي في سن التجنيد .

20 - الدوحة
نظر من شباك الطائرة فرأى مدينة الدوحة ترتاح في حضن الخليج العربي ، بدأت الطائرة في الهبوط لتعانق أرض المطار، وبعد أن لامست عجلات الطائرة أرض المطار انطلقت إلى المكان المخصص لها ، كان يتصور أنه سيرى منطقة بدوية متخلفة ، ولما دخل قاعة المطار فاجأه النظام وسرعة إنجاز المعاملات، شعر أن الإنسان العربي لا يقل كفاءة عن غيره من البشر .

21 - مستشفى جبل داوود
دعاه صاحبه إلى زيارة صديق لهما في مستشفى جبل داوود للعظام، كان الصديق يعمل في المستشفى، رحب بهما ودعاهما إلى جولة للتعرف على أقسام المستشفى ، طلب منه أن يتوجه إلى الحمامات بحجة قضاء الحاجة، أعجب بنظافة دورات المياه، وبعد أن أتم الجولة كتب مقالا عن المعجزة التي شاهدها، وأكد أن الإنسان الفلسطيني لا يقل قدرة عن غيره إن توفرت له الإمكانيات، شكره مدير المستشفى وسأله عن المكافأة التي ترضيه، قال مبتسما : الأمر لا يحتاج إلى مكافأة لأنني كتبت عن حقيقة واقعة ولم أجامل، أغلق المستشفى بعد ذلك بسبب نظافته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا