الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرصة أخرى لاجتثاث العلم الصدامي

طارق الحارس

2007 / 12 / 24
دراسات وابحاث قانونية


نصت المادة ( 12 ) من الدستور العراقي الجديد على تشريع قانون جديد ينظم علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الدولة .
هذا الأمر يؤكد على أن ساسة العراق الجديد قرروا تنظيم علم جديد للعراق لا يعتمد على أيدلوجية أو مزاجية جهة معينة مثلما حصل في السابق حينما أقدم قادة الانقلابات والثورات على تغييرعلم الدولة العراقية بعد نجاح انقلاباتهم أو ثوراتهم ، إذ أقر الدستور الجديد على تشريع قانون ينظم هذا الأمر .
السؤال الآن هو : على مَن تقع مسؤولية تشريع هذا القانون ؟
الجهة التشريعية هي البرلمان العراقي . هنا نضع سؤالا آخر هو : لماذا لم يشرع البرلمان العراقي قانون تنظيم العلم الجديد مع أن مدة ليست بالقصيرة قد مرت على سقوط النظام السابق وعلى كتبة الدستور العراقي الجديد ؟
قبل أن نجيب عن السؤالين لابد لنا من الاشارة الى أن سبب مطالبة الغالبية العظمى من أبناء العراق بتغيير العلم هو لأنها تعرضت الى القتل والتدمير والتهجير والفقر تحت سلطة هذا العلم الصدامي ، فضلا عن كونه يمثل حزب دموي انتهى عهده بعد سقوط نظامه الحاكم ، إذ يشير قانون العلم العراقي الصادر من " مجلس قيادة الثورة " في قراره المرقم 202 الذي استند فيه الى أحكام الفقرة ( أ) من المادة الثانية والأربعين من الدستور الى أن المجلس أصدر قرارا بالرقم ( 33 ) لسنة 1986 شرح فيه معنى النجوم الثلاث في العلم العراقي ، إذ جاء فيه ( وتمثل النجوم الثلاث مبادىء الوحدة والحرية والاشتراكية ) .
أما عن سبب تأخر البرلمان العراقي في تشريع هذا القانون فلأن جهة سياسية اعترضت في وقت سابق على تغيير العلم بحجة أنه سيثير " فتنة سياسية " في ظل الوضع الحرج الذي كان يعيشه العراق . لا ننسى هنا الى الاشارة بأن تلك الجهة قد ساهمت في تعطيل العديد من المشاريع بالحجة نفسها .
استجابت الجهات السياسية الأخرى التي تمثل الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي والتي تطالب بتغيير العلم العراقي الى رغبة تلك الجهة محاولة تمشية أمور البلد .
ظل العلم الصدامي يرفرف فوق المباني الحكومية في كل أرجاء العراق ، لكن السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان رفض رفعه على مباني كردستان الحكومية وسكت الجميع على واقع الحال على أمل أن يناقش البرلمان العراقي هذه القضية ، لكن البرلمان ظل صامتا ، بل أنه انشغل في قضية رواتب أعضاء البرلمان وتقاعدهم وسفرهم الى بيت الله الحرام ! .
عاد السيد مسعود البرزاني اليوم وبسبب قرب موعد انعقاد مؤتمر البرلمان العربي في أربيل ليثير قضية العلم العراقي الجديد ، إذ من المفروض أن يرفع علم العراق الرسمي في قاعة الاجتماعات التي ستحتضن مؤتمر البرلمانيين العرب ، وبما أن البرزاني وشعبه الكوردي يرفضون رفع علم البعث الدموي فقد رمى الكرة بقوة في مرمى البرلمان العراقي مرة أخرى فأما أن يشرع علما جديدا وفق المادة ( 12 ) من الدستور العراقي الجديد خلال المدة المتبقية التي تسبق انعقاد مؤتمر البرلمانيين العرب في أربيل أو عدم رفع علم نظام صدام الدموي في قاعة الاجتماعات واستبداله من قبل حكومة كردستان بعلم عبدالكريم قاسم .
الحل بيد البرلمان ، بحجاج بيت الله وبغيرهم فيه ، فأما أن يجعلوا العراق اضحوكة للعرب أو يعيدوه الى موقع الصدارة حيث يستحق وهذه فرصة جديدة أتاحها مسعود البرزاني لتطهير العراق من العلم البعثي ، الصدامي .
أما المتباكون على علم حزب المقبور صدام فعليهم أن يفهموا أن تغيير العلم قضية تعني الكثير لأمهات وآباء وزوجات وأبناء وأشقاء وشقيقات ضحايا هذا العلم وقد طال انتظارهم .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023