الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية القومية إسرائيل /فلسطين

أماني أبو رحمة

2007 / 12 / 24
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


هيلانة كوبان
ترجمة : أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس العودة
نيويورك - يمكننا أن نسأل ، "من الذي قتل خارطة الطريق للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟" أو يمكننا أن نبدأ بالتفكير من خلال الآثار المترتبة على حقيقة أن السلام ميت. وفي كلا الحالين فان التفجير الفلسطيني يوم السبت الذي أدى إلى مقتل 19 شخصا في حيفا ، إسرائيل ، و تلاه القصف الإسرائيلي لأحد المواقع في سورية ، يشير إلى أن خارطة الطريق – التي انتهجتها إدارة بوش وحلفاءها طوال العام الماضي - لا يمكن إنقاذها الآن .
هدف خارطة الطريق المعلن هو :إقامة دولة فلسطينية بصلاحيات غير معرفة وحدود غير مؤكدة إلى جانب إسرائيل ، في الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.
حزب الليكود الحاكم في إسرائيل لم يرحب بالفكرة ابدأ ، وقيد "قبول" خارطة الطريق بقائمة تضم 14 تحفظا رسميا.
القيادة الفلسطينية - بما فيها ياسر عرفات ، الذي انتخب رئيس فلسطين في انتخابات عام 1996 ، والتي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية ،و رئيسا الوزراء الفلسطينيين المتتاليين - أعربوا عن القبول غير المشروط لخارطة الطريق.
كل ذلك الآن يعتبر ماضياً . خارطة الطريق ، التي لم يكن لديها الكثير من الزخم الحقيقي ، ميتة . موتها لا يشكل آخر حلقة في سلسلة طويلة من كوارث محاولات واشنطن صنع السلام الإسرائيلي – الفلسطيني فحسب . ولكن يمكن اعتباره أيضا نهاية لفترة طويلة من السعي إلى مفهوم الحل القائم على أساس الدولتين.
إذ انه إذا كان الحل القائم على أساس دولتين يسعى لتوفير الاستقرار والأمن لكلا الشعبين المتعطشين بشدة لذلك ، فانه يتعين أن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة قابلة للبقاء تماما كالدولة الإسرائيلية ذلك أن مصيرهما سيكون دائما متداخلا .
ولكن استمرار زرع المستوطنتين الإسرائيليين و توفير جميع أسس البنية التحتية الداعمة له في الضفة الغربية أدى إلى حالة تبدوا معها ا إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة مستحيلة.
على مر السنين ، زرعت إسرائيل أكثر من 400000 مستوطن في الضفة الغربية ، بما فيها القدس الشرقية. إن جميع الأراضي - مثل غزة ، ومثل الجولان السوري - لها وضع في القانون الدولي بأنها "أراضي محتلة " ، واتفاقية جنيف الرابعة تنص صراحة على انه من غير المشروع للدولة المحتلة (إسرائيل) نقل أي من مواطنيها إلى هذه الأراضي المحتلة. (سيكون ذلك كما لو قررت الولايات المتحدة ، التي تسيير الاحتلال في العراق الآن ، نقل مئات الآلاف من مواطني الولايات المتحدة إلى العراق في محاولة منها للسيطرة على موارده وعلى الحكم فيه إلى الأبد.)
الآن ، فان أكثرية ال (400000 مستوطن إسرائيلي) في الضفة الغربية يريدون البقاء في المجتمعات الفاخرة التي وفرتها لهم الإعانات الحكومية العالية . سياسيا ، فإنه يكاد يكون من المستحيل على أي حكومة إسرائيلية أن تقترح عودتهم إلى إسرائيل - أو تركهم حيثما يكونون تحت حكم فلسطيني . ولكن إذا بقوا حيث هم ، وتحت السيادة الإسرائيلية ، ثم تركت الأرض للفلسطينيين فان ذلك لا يمكن أبدا أن يوفر الأساس اللازم لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وكما مع "البانتوستانات" التي أنشأها نظام الفصل العنصري البائد في جنوب إفريقيا فان المناطق التي ستخضع للحكم الفلسطيني - ستكون فقيرة الموارد تماما وتحت السيطرة الكاملة للسلطة الأقوى. هذه ليست وصفة لاستقرار طويل الأمد لا- للبيض في جنوب إفريقيا ، ولا للإسرائيليين.
هذا الدرس في التاريخ يقترح نهجا لصنع السلام يمكن أن ينجح إذا كان ، وكما هو في الواقع ، لا يوجد أمل لإيجاد حل قائم على أساس دولتين.
في جنوب إفريقيا ، وبمجرد أن استنتج مؤيدو الفصل العنصري انه لا يمكن لأي قدر من قمع أو حصار السود ولا لأي أي قدر من الغارات العسكرية العقابية ضد جيران الدولة أن يحقق لهم السلام ، وافقوا أخيرا على تسوية قائمة على الذخيرة الجيدة للديمقراطيات : نظام صوت واحد للشخص الواحد داخل دولة وحدويه.
القرار لم يكن سهلا بالنسبة للبيض أو السود الجنوب إفريقيين. فعلى كلا الجانبين كانت هناك قرون من العداء والأذى يتوجب التغلب عليها قبل أن يكون بوسعهم قبول "الآخر" كمواطن . ولكن بحلول عام 1990 ، اصطبحت الحالة لا تطاق - للأبيض وكذلك السود في جنوب إفريقيا. تحول الدولة إلى الديمقراطية كان صعباً على البعض ، وكما هي الحال في جميع الديمقراطيات ، لا تزال هناك مشاكل. ولكن بصفة عامة ، كان النجاح ساحقاً والإلهام عميقاً.
فلماذا لا يكون الأمر كذلك في إسرائيل / فلسطين؟ إذا كان المستوطنون الإسرائيليون يريدون البقاء في الضفة الغربية - اسمحوا لهم بالبقاء! ولكن إذا كانوا يريدون البقاء كجزء من مجتمع مبني على سلام طويل الأمد ، بحيث لا يستطيعون أن يرفضوا إعطاء الحقوق المتساوية داخل جميع أجزاء الدولة الموسعة إسرائيل / فلسطين لجميع الفلسطينيين الذين يريدون أن يكونوا جزءا منها .
نهاية حلم "دولة يهودية" أحادية الثقافة ؟ نعم. الأراضي المقدسة ، كما هو الحال في جنوب إفريقيا ، يمكن أن تكون بداية لفصل جديد مفعم بالأمل في التاريخ البشري. الإسرائيليون اليهود ، كما الناطقين بالانكليزية والناطقين بالافريكانية في جنوب إفريقيا ، يمكنهم أن يعيشوا في دولة متعددة الثقافات بحيث أن لغتهم ، وثقافتهم ، ودينهم سيتم تبنيها بالكامل.
اقترحت فكرة الدولة الثنائية (العربية / العبرية) في فلسطين التاريخية ، بداية في الثلاثينات من قبل المفكرين اليهود مثل مارتن بوبر ويهوذا ماغنز . والآن ، فإن أعدادا متزايدة من المثقفين في كلا الجانبين بصدد مناقشتها مجددا.
في الوقت الذي يسود فيه الكثير من اليأس في الشرق الأوسط ، فان هذه الفكرة القائمة على أعمق مفاهيم حقوق المساواة والاحترام بين الشعوب ، قد تكون أملا جديدا لنا جميعا.


• هيلانة كوبان : مؤلفة خمسة كتب حول القضايا الدولية.
- http://www.csmonitor.com/2003/1009/p09s02-coop.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات