الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ابواب المؤتمر الرابع لحزب الشعب الفلسطيني

وليد العوض

2007 / 12 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أسئلة لابد منها على أبواب المؤتمر الرابع
لحزب الشعب الفلسطيني
تتواصل الاستعدادات لعقد المؤتمر الرابع لحزب الشعب الفلسطيني ولهذا الغرض تعقد المؤتمرات القاعدية لمناقشة الوثائق التي تستعرض على المؤتمر لإقرارها، وفي خضم ذلك تجرى الانتخابات لهيئات القيادية ومندوبي المؤتمر العام من المنظمات القاعدية في عملية ديمقراطية تفتح الطريق لتقدم رفاق من المنظمات القاعدية نحو الوصول إلى أكثر المواقع تقدمًا داخل الحزب.
لكن بالرغم من هذا المنحى الديمقراطي الواسع في هذه العملية لابد من القول إن مستوى نقاش الوثائق التي ستطرح على المؤتمر لم تحظى حتى الآن بالاهتمام المطلوب، وكثير من الأسئلة الفكرية والسياسية والتنظيمية مازالت تنتظر المزيد من الاغناء وهذا لن يتحقق إلا بمزيد من الحوار والنقاش المعمق والجاد. خاصة وأن انعقاد هذا المؤتمر يأتي بعد أن تأخر عن موعده لفترة طويلة تراكمت معها الأخطاء بل والخطايا في مسيرة الحزب وعلقت بأطرافه العديد من الشوائب وجرت دماء كثيرة في عروقه في الوقت الذي تجمدت أيضًا الكثير منها وفي ظل ذلك حصلت تطورات سياسية كبرى عصفت بالساحة الفلسطينية حيث تعمق الصراع الداخلي وتفاقمت حدّة الانقسام وباتت تنذر بحالة انفصال حقيقي بين جناحي الوطن وعاش الشعب الفلسطيني حالة انقسام –أفقي وعمودي- لعب القطبين الكبيرين على الساحة –حركة فتح وحماس- دورًا أساسيًا في تعميقه وقد غاب في معمعان هذا الصراع الذي أخذ شكلاً دمويًا، تيار اليسار الفلسطيني صاحب الرؤية الأدق والأصوب للخروج من المأزق، والمؤسف أن هذا الصراع وحالة الانقسام الذي تعيشه الساحة الفلسطينية طغى بشكل واضح على الصراع الأساسي على الاحتلال الذي وجد ضالته في استغلال ذلك فعملت حكومته على مواصلة العدوان والاستيطان وأخذت جاهدة توظف الحالة الفلسطينية الناشئة لاعتصار مزيد من التنازلات من كافة الأطراف من الساحة الفلسطينية، وأمام هذه الحالة من استمرار العدوان والانقسام توالت مشاريع الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني الذي وقع بين حجري رحى الأول يريد قبر المشروع الوطني الفلسطيني في قطاع غزة وينشأ لهذا الغرض مؤسساته التنفيذية والقضائية والتشريعية وتحت عباءتها يمارس أقصى أشكال التعدي على حرية الرأي والتعبير والاعتداء على الحريات.
أما حجر الرحى الآخر فيتمثل في جنوح بعض التيارات التي تبالغ في مراهناتها على الوعود الأمريكية والإسرائيلية وتذهب بعيدًا بالمشروع الوطني الفلسطيني نحو أجندات تقود لا محالة للانتقاص من المشروع الوطني الفلسطيني برزت معالمه في اجتماع أنا بوليس وما تلاها من مشاريع إنعاش اقتصادي هلّت بشائره في مؤتمر باريس، نعتقد أن ثمنها السياسي سيكون كبيرًا، وفي ظل هذه الأوضاع من الحصار والعدوان والانقسام تعيش جماهير الشعب كل الشعب في ظل حالة من الفقر المدقع حيث مئات الآلاف من العاطلين عن العمل وانعدام فرص التعليم والعلاج ويرزح المزارعون تحت نفس الوطأة من الشدَّة وتكافح النساء بالكاد من أجل الحفاظ على أبنائها ومكتسباتها، ويلقي بالآلاف من الخريجين في سوق البطالة.
أمام كل هذا ينتصب السؤال المهم أمام حزب الشعب الفلسطيني وأعضاءه البواسل أي حزب نريد وما هو موقع هذا الحزب في الخارطة السياسية والطبقية والاجتماعية على الساحة الفلسطينية وما هو الدور الذي عليه أن يقوم به لتشكيل جبهة موحدة من قوى اليسار أو تلك التي تحسب نفسها لذلك وكيف يمكن لهذا الحزب أن يفرد جناحيه ويبني تنظيمه الصلب ليلبي ويدافع عن مصالح الفئات الواسعة من أبناء الشعب هؤلاء المتضررين من هذه الحالة وكيف له أن يدافع عن المشروع الوطني بعيدًا عن قبره في غزة أو الذهاب به نحو سقف أقل ما يتمناه ويسعى له شعبنا، وما هو دور الحزب المطلوب منه من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في ظل التصلب والتعنت التي تحكم طرفي الصراع، كلها أسئلة ما زالت بحاجة لإجابة وعلى المناقشات أن تسبر غورها بعمقٍ، بعيدًا عن المجاملات، وأعتقد أن الحزب حاول أن يقدم إجابات ميدانية حول ذلك ولكنها مازلت بحاجة إلى ما هو أوضح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر