الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ينقذ النخاس من نخاس

علي شايع

2003 / 11 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 يحكى ان صحفيا  زار الأديب الأمريكي الساخر (مارك تو ين) ليجري معه مقابلة لأحد الصحف ،فبادره بالسؤال: هل كنت وحيدا لوالديك؟ قال: كان لي آخر توأم اسمه وليم وكان يشبهني تماما!! قال الصحفي : وهل توفي وليم؟ قال: لا ادري!! ودهش الصحفي من الإجابة وسأل:كيف ذلك؟ قال توين: صدقني إذا قلت لك لا اعرف ، هل هو الذي توفي أم أنا، فأن والدتنا وضعتنا معا في الحمام ذات صباح، فاختنق احدنا في الماء ومات ولم تعرف والدتي حتى الآن أي الابنين مات.. أنا . أم أخي وليم !!.
تذكرت هذه الحكاية مع حلقات برنامج حروب الصحاف،بين استغراب ودهشة من اسئلة مقدم البرنامج ،وإجابات وزير إعلام الطاغية،و محاولات استخفافه بالواقع، وليّ أعناق حقائق لازالت طازجة،وبين أسف كبير على تدني مستوى الذائقة والوعي عند المشاهد العربي، فبرنامج مثل هذا البرنامج وحقائق مزورة مثل التي يستخفّ بها الصحاف من عقول متابعيه، ستكون كفيلة بثورة عارمة في أي دولة من دول العالم المتحضّر.أقول كان أسفي يزداد لأن الإنسان العربي لا يدرك حدّ هذه اللحظة قيمة مشاعره.
ربما يكون الإعلام العالمي قد صنع من الصحاف تسلية يومية عن هول الحرب التي دارت على ارض العراق، وحاول بذكاء كبير تمرير أغراضه وصولا الى أهداف ضاربة في السخرية من العربي بكل طوباوياته وأوهامه، غير ان ثلّة قليلة من الأولين العرب،واقل منها بكثير من المتأخرين في وعي الواقع النكسوي، أدركت حجم ان يحوّل من يجاهدون في استنقاذه الى فكاهة ملئت أركان محال الدمى والإعلان الساخر، محقّقين بذلك منافع اقتصادية كبرى،لا يوازيها سوى منافع الصحاف نفسه باتجاره بحكايا الحرب.
لو ان حدثا مثل هذا في أي دولة من دول العالم المتحضر قد حدث، وتسبب في ضغط نفسي لإنسان هناك، لو ان صحافا تاجر بمشاعر احد منهم.. لرفعوا قضايا في محاكم ستجعله يدفع أضعافا مضاعفة عن كل ما كسبه.
لو ان شعبا آخر يحاول الصحاف استدراجه الى عبودية الوهم، مثلما يفعل الآن مع المشاهد العربي، لأعتبر انتهاكاً لأول فقرات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولأدركوا كيف يساوم الصحاف بكرامتهم وإنسانيتهم بنخاسة تنتهك كل ما تبقى من مقررات حقّهم ووجودهم، ولصرخوا نادمين، ومعرضين عن وهم الصحاف في حروبه ضد عدو يريد استعبادنا، بقول الشاعر العربي إيليا أبو ماضي :
        نرجو الخلاص بغاشم من غاشم       لا ينقذ النخاس من نخاس   








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة الأمنية والعسكرية


.. غانتس: يجب أن نعمل معا من أجل الوصول إلى انتخابات نشكل بعدها




.. وزير الخارجية الأميركي يبدأ جولة جديدة في المنطقة لبحث سبل ا


.. مصادر يمنية: مهمة إيصال الأسلحة إلى الحوثيين تنفذ عبر جماعات




.. تحقيق أمريكي يفضح فظائع الاحتلال في معتقل سدي تيمان