الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الحالمين

مرتضى الشحتور

2007 / 12 / 24
كتابات ساخرة


في العيد قررت ان ابتعد عن السياسة واخبارها واطوارها وشؤونهاالمؤلمةمنها وحتى الملهمة،البديل كان الفن ،طبعا من غير المتصور انني سارتاد مسرحا او معرضا في بغداد،اتجهت الى حوارية في الشرقية حيث رقية وعباس جيجان والى حاسوبي ونزار قباني و نهج البردة لام كلثوم ،في العيد عدت الى ذكرياتي وشؤون جيلي ،جيل يقرأ لنزاراشعاره، ولنجيب محفوظ رواياته ويسمع ام كلثوم ،يهتم بالفكروالنثر والشعر واليسارواليمين،ومن قناة بغداد كانت ارملة راسم تعرض سيرة عذابات الفقيد الحاضر راسم رحمة الله عليه،واينما وليت وجهي وجدت السياسة ، فالشعر غارق في السياسة ، الفن وجدته نشيدا من اراجيزالسياسة ومثلما يقول نزار الادب عبادة لها طقوسها،اؤيد ن السياسة دخلت طور العبادة ،قضية السياسة الان تدخل في صلب العبادة،ثم شئت ام ابيت عدت من حيث هربت عدت الى شجون وطني واحلام اهلي،وحسرات اخوتي.
في العيد استحوذ وداع العام على تفكيري،عنوان العام العنف ،نعم تراجعت مستويات العنف
تأملت الصورة الراهنة ،كانت تبعث شعور اخر!تحدثنا عن تصور اخر ،تصور حائر تصوريثيرعشرات الاسئلة يحتاج الى اجابات لادعايات ، قلق مشروع ومفزع يستحوذ علينا!
ذلك ان حال من التذمر بمدى متزايد وحالة استياء شاملة تلف الشعور الوطني العام تلقي بظلالها القاتمة الان.
وبعدما اعتقدنا ان الحكومة ستدفع كل شيء من اجل الوئام الوطني والالتحام الوطني لمسنا اليوم بوادرشتى وظواهر شتى محبطةكلها ومثبطة تكشف عن تنصل الحكومة عن جميع شعاراتها المعلنة.
نستطيع الان ان نلقي نظرة جزئية على الصورة القاتمة.
في الجنوب تذمر شامل نرصده في كل مكان ، الجريمة المنظمةثم لهيب الاسعاروالبطالة الواسعة ونقص مفردات البطاقة التموينية،فئوية الحكومة ،وذهاب الوظائف وفرص العمل لمافيات الاحزاب المتنفذة هناك الفساد والمقاولات الصورية والمشاريع الوهمية.
الاغتيالات والتصفيات التي تمارس باشنع صورة نهارا جهارا.
لماذا تتسع سلوكيات العنف هناك ؟في الديوانية او البصرة او الكوت؟
ان ملايين الشباب الذين ينظوون تحت لواء التيار الصدري هم من المظلومين من غير المستظلين او المتحزبين و الذين لم يفكروا في الانتماء الى ائتلاف الاحزاب الحاكمة.لقد قررت الحكومة ان تكون بوابة العمل في دوائرالحكومةتبدأ من نافذة احزابها .وبكل تأكيد فأن ملايين من الناس غير مهتمة ولا مكترثة بالانتماء لهذه الكيانات .
في الوسط تذمر بوتيرة اعلى ،هناك اندلعت معركة شريفةووثبة عملاقةحسمت الامورواتاحت للحكومة ان تتحدث عن نجاح مجنح، وكما علمنا، انطلق الاف من ابناء المحافظات المضطربة في ثورة عارمة لاجتثاث الارهاب ،ولقد كان النجاح الاخير ثمرة تلك الوثبة العراقيةعلى الطارئين على الوجود العراقي.
في مقابل هذه الوثبة كانت الحكومة قد شاحت بوجهها وتنكرت لهذه الحقيقة ،ان الوية الصحوة تواجه اهمالا رسميا وتشكيكا ظالما في هويتها ، هناك حقيقة خطيرة ،فضمان بقاء قوى الصحوة اذا مااستمر الجفاء الرسمي والخذلان الحكومي لها ، او حتى ضمان حيادها في النزاع الدائرامر محل شك كبير.
في الشمال يأخذ التذمر شكل اكثر خطورة الحليف او الشريك الكردي الذي حال دون سقوط هذه الحكومة ينتابه شعور غاضب ان موضوع كركوك(حسب الرئيس مسعود) قضية الكورد المقدسة.
اتسم سلوك الائتلاف بالتسويف المتجدد ان الاعتقاد السائدلدى الحليف الكردستاني الان،يقول ان هذه الحكومة لن تجرؤ على حسم هذا الملف في ظل وهنها وهشاشتها وعدم جديتها.
بامتيازتبدو غلة حكومة الياسمين باعتبارها حكومةالروحانيين او اليائسين باعتبارها خيار المحرومين غلة مريرةوجد مرة .
لقد اطاحت الحكومة عشية العيد باهم المرتكزات المرحلية في خطة المصالحة ومع انه من الخطأ ان نتحدث عن عفو عن الابرياء ،استنادالقاعدةالبراءة لاتحتاج عفو. ،ومع ان المنطق ان البريء هو من يملك اعطاء العفوعن مضطهٍديه .فأن وعد الحكومة باطلاق سراح الابرياء قد ذهب ادراج الرياح.
ان الشعور الشعبي العام بكل تأكيد شعور محبط يعبر عنه الناس بتذمروسخط ويأس واسع يرتقي الى الضد وقد يتحول او ينتج العنف احيانا.
في غلة العام 2007 جندت الحكومة المليشيات الاف مؤلفة تقول تقاريرتسربت من الدفاع والداخلية ان من تم منحهم رتب قيادية من الاميين يتجاوز عديد كل الضباط الاكاديميين الذين تخرجوا من المؤسسات العسكرية العراقية منذ تاسست الدولة العراقية وحتى ربيع 2003.
في العام 2007 اتحفت الحكومة المؤسسة العراقية المنكوبة بافواج من الجنرالات الجهلة.
في الوزارات الاخرى يوجد مئات الوكلاء والمستشارين من نفس الطراز.
ويوجدمدراء عاميين من مستوى ادنى.
في العام 2007 .كان برلمان الياسمين .
او برلمان اليائسين توجه من الخضراء تفوجيا الى مكة مرتين اكرر مرتين مرة في اوله وثانية في اخره لقد حجوا جميعا وتركوا الميزانية والبطاقة التموينية والرواتب البائسة للناخبين.
في العام 2007 قررت الحكومة عدم قبول 20000 طالب تخرجوا من الاعدادية وتلقت وزارة التعليم الامر فقررت منع من يقل معدلهم عن الستين من الدراسة حتى في الجامعات المسائية،ووزارة التربية من جانبها قررت حرمانهم من الدراسة سنة اخرى لغرض تحسين المعدل.
في السنة 2007 قالت الامم المتحدة ان الطفولة صهرت في الفرن الديمقراطي العراقي.قالت ان خمسة ملايين طفل يتوزعون على ناصية اليتم والفقر والتسرب وانهيار التعليم.
احيي الحكومة وكل عام والعراق الصابر اقوى قدرة على الصبر.كل عام وانتم بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل