الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان

مصباح الغفري

2003 / 11 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 " الثُلـمُ الأعْـــوَج ، من الثــوْرِ الكبيــر" 
(مثل شعبي)
حدثنا أبو يســار الدمشــقي قال :

طَــوّحَـــت بي عــوادي الزمن ، بعيــداً عن الأهــل والوطــن . وجريمتي هي إطالــةُ اللســان ، وانتقاد مولانا الســلطان . فهربت من البلاد ، قبل أن أصبــحَ كقوم عـــاد .
واســتقرّ بي المُـقام في باريــس ، مع رفاق النميمــة والتدليس ، بين أبي ياســر وابن ســركيـس .

كنت أســمع عن أبي ياســر ، وعن ما أتى به من مآثر . فالرجل من أعوان الوالي المقربين ، أين منه أصحاب المعالي والمسؤولين . وهو مدير مؤسـسـة الإســكان العسكري ، وليس بالشخص الهمشَــري . لكن الصحبــة مع أصحاب الســلطة ، كالصحبـة مع المهربين وتجار الشــنطة ، لا تنتهي إلا بورطــة ! غضــب عليه عظيــمُ الأمــة ، وأصبح في نقمــة بعــد النعمــة ، وغادر الوطن لتفريج الغمــة .

توثقــت بيننا عُــرى الصــداقة ، واستحكمــت العلاقــة ، وصــارَ يُحَــدّثني بألفــة وطــلاقـة . وفي يوم من الأيام ، كتبت مقالاً عـن المسـؤولين والحكام . قرأ أبو ياســر المقال عــدّة مرات ، ثم تلفت حوله سِــت الجهات . قال أنت لا تعرف ما أعرف ، فلا تَهْـــرِف بما لا تعــرف ! ســأروي لك هــذه الحكايــة عن أبي جمــال ، نائب الرئيس المزمن العضــال . دعـاني يومــاً إلى العشــاء ، وقال لي بين الدمــوع والبكـــاء :
ـ ألا ترى يا أبا ياســر أن  رئيس الوزارة ، لا يصلُــحُ أن يكــونَ شَــيخ حــارة ؟ في كل يــوم يصــدر القرارات ، فيؤذي الألوف والمئــات ، وتزداد ملكيــته من الأطيان والعقارات . إنه أحــمق وجاهــل ومغرور ، وفي عهد وزارته ســاءت الأمــور ، وانتهكت القوانين وغاب الدستور .

وتابع أبو ياســر الرواية ، واستمر في الحكاية ، قال :
ـ أردت معابثة أبي جمال ، فقلت له بصــوت عال : أتَشـــكُّ بقائــد مســيرة الحزب والشعب ، أم أنت  من حكمتــه في ريب ؟  قائدنا هو الذي كلفه بهذا المنصــب الخطير ، وانتقادُكَ له يحمل من المعاني الكثير !
إصفرّ وجــه نائب الرئيس ، وتهاوى على كرســيه كالثاكل التعيس . قال مُعـــاذ الله أن يراودني هذا الخاطــر ، يا أخي يا أبا ياسر . وأستغفر الله العظيم ، إن كنت فكرت بهذا الفكر السقيم . وطفرت من عينيه الدمــوع ، وبات لا يعــرف النوم والهــجوع !
أشفقت عليه من هذه الحال ، قلت هَــوّن عليك أيها الرجال . أتريــدُ أن يُعفى الوزيرُ الأول ، وأن يُصبِحَ مغضوباً عليه ويَتبَهْـــدَلْ ؟
قال أبو جمال : أجــل ثم أجــل !

قلت : إذهــب إلى مولانا السلطان بزيارة ، وامــدَح رئيس الوزارة ، بحماســة وحــرارة . قل إنه يتمتع بحب الناس ، ويسير في الشوارع بدون حراس . لا تنسَ أن تثني على ما قام به من إصلاحات ، ومن تعبيد الطرقات . وعن أنه رجــلٌ شــريف ، نظيف اليــد عفيف . وتأكد أنه سَــيُعفى من المنصب قبل أن يرتدّ إليك طرفُــك !

شــكر نائب الرئيس أبا ياسر على هذه النصيحة ، وانتهى رئيس الوزارة بعد أسبوع بفضيحــة . أعفي من الوزارة ومُنع من السفر ، ثم أعلنت السلطات أنه انتحر !
ثم إن أبا ياسر أطلق الزفرات ، وراح يُنشِـــدُ هذه الأبيات :

يَـرْتـجي الناسُ أن يَـقـومَ إمــامٌ          ناطِـــقٌ في الكتيبــــــــة الخـرســاء
كَـذبَ الظــن ، لا إمامَ ســـوى           العقل مُشـيراً في صُـبحه والمســاء

                                                 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تحضر مقبلات وسلطات سعودية مع الشيف مهن


.. أزمة السودان.. الاشتباكات تتصاعد في الفاشر | #رادار




.. هكذا تجسس #السنوار على الفلسطينيين .. من تحركاتهم إلى حياتهم


.. إسرائيل تحيي ذكرى إعلانها الـ 76 على وقع حرب غزة | #مراسلو_س




.. حرب الشوارع.. هل تكون الفخ الذي أوقع نتنياهو بفشل استراتيجي؟