الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاهل؟ أم ظالم؟

أيمن رمزي نخلة

2007 / 12 / 26
كتابات ساخرة


كتب الأستاذ مدحت قلادة مقالة متميزة بعنوان: نفاق الرئيس. وتحدث فيها عن النفاق الاجتماعي المنتشر في بلادنا العربية كالشهيق والزفير. وتناول أخطر وأسوء ما هو موجود من نفاق، ألا وهو نفاق الرؤساء من المحيطين به.
وتناول مقولة الرئيس حسني مبارك في اجتماع مؤتمر الأفروأوربية من دول وحكومات 81 بلداً إفريقياً وأوربياً حين قال: "نعمل على آليات إرساء الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان".
وكتب الأستاذ مدحت قلادة أهم جمل المقال حين قال: "إن الرئيس مبارك لا يتجمل ولكنه يؤمن أن كلماته سليمة 100% وهي نتيجة طبيعية للنفاق الاجتماعي الذي أدمنه من الحاشية المحيطة به لانعدام ضمير مَن حوله".

لكن يا صديقي العزيز مدحت الذي تقطر من كلماتك حب مصر، وسعيك الدائم على رقيها وتقدم شعبها، اسمح لي بالحوار معك حول شخصية مبارك في هذه الجملة المحورية من خلال الاحتمالين التاليين:-

***الاحتمال الأول: هل مبارك جاهل؟
لو كان مبارك جاهلاً بما يحدث من اضطهاد للأقباط، وتجويع وفقر للشعب، فتلك مصيبة!
ولو اعتمد على تقارير الخادعين له، فهو المسئول عنهم. فالشعب لم يختار أي من القيادات التي وضعها على رقاب الشعب. لكن طبقاً للقوانين ـ العرجاء ـ والدستور ـ المشوه ـ فإنه هو الوحيد الذي يختار المحيطين به بدأً من رئيس الوزراء وحتى أصغر عامل، بناء على تقارير أمن الدولة.
وبناء على ذلك فلو كان لا يعرف ما يجري خلف ظهره، فإنه يكون جاهلاً عن عمد ولا يستحق أن يستمر في مكانه 26 عاماً.

***الاحتمال الثاني: هل مبارك ظالم؟
لو اعتمد مبارك على المنافقين ـ منعدمي الضمير ـ المحيطين به فقط، فهو ليس موضوعياً. وبناء عليه فإن الدولة تسير طبقاً للأهواء الشخصية. وهذا ما يحدث في كثير من المواقف أحادية القرار طبقاً للدستور المعطل في مواقف أخرى طبقاً لتطبيق القوانين العسكرية أو قانون الطوارئ.
كما أن افتراضنا بأنه جاهل نتيجة تقارير الخادعين ومنعدمي الضمير من المنافقين المحيطين به، هذا لا يعفيه من مسئولية الظلم الواقع على كل شعبه، لأن الصحافة الخارجية تتكلم وتتناول الظلم والفقر والفساد المتسبب فيه مبارك نفسه والنظام المحيط به. والدليل على معرفته بذلك هو طلبه الدائم بعدم تدخل الصحف الخارجية والمنظمات الدولية في الشئون الداخلية. وكأن القتل والظلم والعنف واغتصاب حقوق الأقليات واضطهادهم أصبح من الشئون الداخلية في عصر العولمة.
هذا يعني أن الرئيس حسني مبارك يعرف باضطهاد الأقباط. إنه يعني أنه يعرف ويسمح بنشر التطرف الديني.
إنه هو المسئول الأول عن جعل البلد ثكنة عسكرية. لقد انتشر المرض والفقر والجوع والتخلف الديني والحضاري بمباركة مبارك نفسه والمحيطين به من المنافقين له. إن ازدياد التطرف الديني والإرهاب والصراع الدموي والاضطهاد للأقباط والأقليات بين شعبه هو المتسبب الرئيسي فيه بمشاركة معدومي الضمير من المحيطين به الذين اختارهم هو بنفسه. لتكون النتيجة استمراره في الحكم الفردي العسكري للبلاد، وتوريثه الشعب المُحتل منه المُغيب لابنه.
نعم لأنه علمنا أن الاحتلال يريد الشعب فقير وجاهل ومريض وعاجز حتى يستمر في الحكم.
إن مبارك ليس جاهلاً نتيجة نفاق المحيطين به، لكنه مشارك في ظلم شعبه وفقره. إنه المسئول الأول عن هذا الظلم.
إنه لا يحتاج لمن يقول له: لا تبيع مصر للوهابيين وأغنياء الخليج.
إنه لا يحتاج لمن يقول له: لا تكمم الأفواه المطالبة بالحرية والديمقراطية.
لا تُضيع سمعة واسم مصر عالمياً بأفعالك المميزة بين أبناء الوطن الواحد.
لا تضطهد الأقباط.
لا تجعل مصر دولة بوليسية عسكرية دموية، ينتشر فيها الإرهاب والتطرف الديني والتخلف الفكري ومصادرة الحريات.

إن مبارك يحتاج لمن يقول له:
كفى ظلماً.
كفى قتلاً وتجويعاً.
كفى اضطهاداً وتمييزاً للأقباط وفئات المجتمع الأخرى.
كفى بيعاً للبلد، وإهداراً للثروات.
كفى سلباً لحقوق الإنسان المصري بكل فئاته.

كن يوماً محترماً وتنحى عن العرش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: حفني مش بيعمل جناس عا


.. عوام في بحر الكلام-الريس حفني ترك المعمار واتجه إلى الغناء..




.. عوام في بحر الكلام - أسطورة شفيقة ومتولي .. الشاعر محمد العس


.. رواية جديدة حول مكان السنوار




.. عوام في بحر الكلام -ليه نظلم شفيقة.. الشاعر جمال بخيت يحكي ق