الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة الحياة والبيئة الخضراء

هادي ناصر سعيد الباقر

2008 / 1 / 4
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


حركة الحياة والبيئة
الكرة التي نعيش عليها صالحة كلها لنمو الحياة. فالبحر، والأرض، والصحارى، والغابات، والبراري كلها مؤهلة بشكل خاص كي تعيش فيها النباتات والحيوانات. والكائنات تنمو وتتكاثر في الأمكنة الملائمة. كل كائن حي يتدبر غذاءه ويدافع عن نفسه ويتوالد الخ.

سكان الصحراء
تساهم الرياح وسلاسل الجبال في جنوب اميركا الغربي بخلق الصحراء : الرياح تهب من الغرب حاملة هواء مشبعاً بالرطوبة من المحبط الهادئ (الباسيفيكي). غير أن هذا الهواء الرطب لا يستطيع متابعة طريقه لأن الجبال الضخمة العالية التي يلتقي بها تقف دونه. وعندما تصعد الرياح المنحدرات باتجاه القمم تبرد وتتكثف رطوبتها بفعل إنخفاض الحرارة وتنقلب الى مطر وإلى ثلج. وعندما تجتاز الرياح سلاسل الجبال، تتابع سبيلها لكنها تكون الآن خالية من الرطوبة، فينعدم المطر فوق الأراضي التي تمر عليها.
إن التربة تكون رطبة في المناطق المروية عادة. وتمتص النباتات الماء فتنمو بشكل طبيعي. ورغم أن التربة تجف بالتبخر، بفعل الشمس، خلال النهار، فإن أوراق النبات تنتج بخار الماء الذي يخفف من حرارة الأشعة الشمسية ويحمل الطراءة والنداوة. أما في المناطق التي لا يهطل فيها المطر، فإن التربة تكون جافة، ويخلو الهواء من بخار الماء فتضرب أشعة الشمس بقسوة التربة والخضرة. وهذا هو شأن الصحارى.
وقد يأتي مطر قصير بعد شهور أو أعوام من الجفاف، لكن ما يهطل من ماء يتبخر سريعاً. ولذلك وجب أن تكون النباتات التي تعيش في الصحراء قادرة على الاستفادة من المطر الذي نادراً ما ينزل خلال وقت قليل. فهي إذاً مجهزة بجذور طويلة نامية تستطيع سريعاً إمتصاص كمية كبيرة من الماء.
إن بعض نماذج النباتات الصحراوية لا تعيش إلاّ أمداً قليلاً، بعد المطر. إنها تولد من الحبات التي لينها الماء. فتنمو وتزهو وتدع حبّات جديدة تسقط على الأرض وتموت. فإذا عاد المطر بعد شهور أو سنوات إنتشت هذه بدورها فيولد جيل جديد من النبات يحيا بدوره وجوداً عابراً.

عمل الشجرة
يتطلب نمو الغابات مناخاً رطباً جداً لأن الأشجار تحتاج الى كمية كبيرة من الماء كي تعيش. والجذور تنفذ في التربة بأن تنشر فروعاً عديدة، تمتد في كل الجهات، حتى تستطيع إمتصاص الماء الذي يجري في الأرض1. ويغطي أطراف هذه الجذور ملايين من الزغب المجهري التي تزيد من سطح الامتصاص.
ولو أننا إستطعنا قطع هذا الزغب، وفرشه لغطى مساحة تعادل عدة هيكتارات من الأرض. والشجرة تمتص رطوبة التربة بكل هذه المساحة الضخمة. ويمر الماء من الجذور إلى الجذع عبر أوعية صغيرة ناقلة تنتشر في جزء الشكير الداخلي، وهو الخشب الذي يوجد تحت اللحاء. وجذع الشجرة يمكن أن يصل إلى قد عظيم. وقد نصل السكوا، تلك الشجرة العملاقة إلى علو مائة متر، أي ارتفاع بيت من ثلاثين طبقة. وصعود الماء من التربة إلى قمة ناطحة سحاب يتطلب مضخة. فماذا يفعل النبات؟ ماهي اسباب هذا النمو الذي قد يتجاوز المائة لتر ؟ إنها عديدة، لكنها إجمالاً غامضة. وبوسعنا أن نقدر اليوم، أن هذه المسألة مازالت من دون حل. ومهما كان من أمر، فإن الماء وما يحويه من مواد يصل، بعض منه بالدفع، وبعض إمتصاصاً إلى أعلى أجزاء الشجرة وإلى الاوراق.
إن المواد الذائبة في الماء التي تصعد في النبتة هي على نوعين. فهي مجموعات ذرات ناجمة عن معادن التربة، والآزوت على شكل مختلف المركبات.
فهل الماء نفسه الذي ينقل هذه المواد ضروري لتكوين الشجرة ؟ إن جزيئات الماء، عندما تصل إلى الأوراق تتفكك بفعل إشعة الشمس ويتحد ما تحويه من الهيدروجين، بثاني أوكسيد الكربون فيشكلان السكر والنبات يأخذ ثاني أوكسيد الكربون من الهواء بواسطة فتحات صغيرة واقعة تحت الاوراق (مسام).
ومن النباتات ما هو بحاجة للطاقة ولذلك تحرق بعض جزيئات السكر، كما أن بعضها ينتهي في سلاسل طويلة كي تكّون جزيئة السيلولوز، وهو المادة التي يتألف منها غلاف كل الخلايا النباتية، كما أنه مكون الخشب الرئيسي.
أما السكر الضروري لكل الخلايا النباتية من أجل إنتاج الطاقة، فإنه يجب أن ينتقل من الأوراق التي يتشكل فيها إلى كل أجزاء النبات : الأغصان والجذع والجذور. والسكر المحلول في سائل سميك يسمى بالنسغ، ينزل فعلاً، على طول الجذع، حتى الجذور بأوعية دقيقة منتشرة تحت اللحاء تماماً.
والشجرة بحاجة إلى مورد مهم من الماء. ولكي تتم هذه العملية كما ينبغي، فإنها بحاجة إلى ألف جزء من الماء كي تكّون جزءاً من الخشب. كما يجب أن نلاحظ أن نسبة قليلة من الماء الذي يمتصه النبات يتحلل ويعطي الهيدروجين والباقي يتبخر عبر الأوراق ويطرح من المسامات نفسها التي امتص منها ثاني أوكسيد الكربون.
وهذا بدوره إذا ذاب في الرطوبة التي تحيط بالفتحات الصغيرة أمكن ان تمتصه الأوراق.
إن التبخر الذي يحصل على مستوى الأوراق هو من الاسباب التي تفرض صعود الماء من الجذور حتى أعلى جزء من الشجرة. وبالقدر الذي ينتشر فيه الماء في الأقسام المحيطة بالنبتة فإن ماءً جديداً يظل يصعد من التربة.

مجتمع الغابة
تنتج الغابة ملايين الأطنان من الأوراق، والأغصان، والجذور، والجذوع. ولو أن هذه الكتلة الحية تستمر جميعها بالنمو من دون توقف لنضب الآزوت ومواد التربة المعدنية، ولما بقي أمام الشجر غير الموت. لكن الأمر مختلف. إننا نلاحظ، على عكس ذلك، كثيراً من الظواهر المهمة.
إن الاوراق الميتة والأغصان تسقط وتتكدس على التربة في كومات رطبة، وتشيخ الأشجار وتموت وتسقط. ولما تتحلل بقايا النباتات الميتة فإنها تكون غذاء لعدد كبير من الكائنات الحية. إن السرفات (دودة الخشب) والنمل تحفر أروقة عبر الخشب المتعفن، وكذلك تفعل اليرقات، والدود وبنات وردان. كما أن فطور النباتات وهي أخوات الفطور الحقيقية، تنمو على لحاء الجذوع والأغصان الساقطة. لكن قبل أن يظهر الجزء الخارجي للفطر تمتد إلى الداخل ألياف شاحبة.
ويقتحم عفن شبيه باللحاف قطع الاغصان التالفة فيغطيها. هذه الفطور، وهذا العفن هي نباتات ينقصها الكلوروفيل. فهي لاتستطيع إنتاج المواد العضوية، مثل النباتات الخضراء، وعليها، إذاً، أن تتزود بها على حساب كائن آخر. هو، في هذه الحال، النبات الذي يتحلل. والفطور والعفن تثبت على نباتات أخرى وتنتج أحياناً سوائل قادرة على إذابة سلولوز الخشب فتحوله إلى سكر تمتصه غذاء لها.
والتيرب هو التربة التي إغتنت بكل ما تحلل من بقايا تركتها النباتات وإستمرت تعمل فيها البكتيريات المجهرية. وهذه ايضاً تذيب وتأكل بقايا الخشب.
إن الحشرات وفطور النبات والبكتيريات تساهم، كل على طريقته، بتفتيت النباتات الميتة فتحول بقاياها إلى مواد بسيطة تستطيع الأشجار إستخدامها من جديد. وهكذا تستمر الغابة في الحياة عبر الموت والانحلال.
إن كثيراً من الحيوانات تجد في الأحراج الحماية والغذاء كالطيور التي تأكل الحشرات التي تتغذى بذورها من النبات، والسناجب والجرذان التي تأكل الجوز والحبوب. كما تأكل ذوات الأربع والمجترات الحيوانات الصغيرة التي تعيش على النباتات البرية. إن البوم وأبناء عرس تطارد الحيوانات الصغيرة آكلة النبات ويصطاد الكبير منها انواعاً مختلفة من أسرتي الكلاب والقطط. وتتغذى الدببة والظربان الأميركية بالنبات والحيوان.
تستضيف الغابة اذاً مجتمعاً كبيراً يعيش أعضاؤه المنتسبون إلى اكثر الأنواع إختلافاً، في الاوجار وعلى غصون الاشجار، أو الأوراق أو في التيرب المتحلل لكنها جميعاً من عفن الشجر، إلى الفطور إلى البكتريات، إلى الطيور، إلى اللواحم، متعلقة بالنباتات التي تنتج الغذاء للمجتمع بكامله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف