الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أحبك ..؟

ابراهيم السراجي

2007 / 12 / 26
الادب والفن


لأنك كل الحكاية
وكل الكلام
ولأني أحس ومنذ وجدت
أنك عشقي وأنك سرّ ي الكبير
فلا تسأليني الحروف
فأنت أكبر مدة من الأبجدية
وأوسع من أن تحتويكِ القصيدة
وعشرين ألفاً مما سألتي
وأكثر مما طلبتي وما لا نهاية


بكِ كبرت
ومنك تلقيت علمي الجليل
ومنك سقيت العشق الكثير
وبكِ شقيتْ

أتعلمي كلما حاولت أن أكتب رسالة بكيت
وإن راودتني القصيدة بكيت
أحسست بالكراهية تجاه الجغرافيا والخرائط
هربت الى الكيماء
فهرعت الى وجهي معادلات صعبة
وهاجمتني مصلحة الجوازات
واجراءات الأمن
وعيون الحراس
فهل أنتِ مدينة عصية
أو وادٍ معبأ بـ (البترول ..)

لا عليكِ حبيبتي
رغم الحدود
يجمعنا المطر
تجمعنا الأغاني والصور
يجمعنا (أمل)

عصيةٌ أنتِ على القيود
وأنا لن أسأم من المحاولات الجادة


سألمس يوماً يديك
وألثم شفتيك
وسأنحني كما الفرسان بين يديك
وسيرسمنا نيسان من جديد
ويقسمه ميلادك كالعادة
نصفٌ لذكرياتنا
ونصفٌ للأيام القادمة
* * *
في عينيك غاص الربيع
وأتخذ الصيف من شفتيك أرضاً
لا مكان للشتاء فأريني
كيف تسقطي على شفتي كالخريف
وأريني هذه المرة
كيف يسقط المطر
كما شئتِ
لا كماء شاءت الفصول
وارقصي حقاً
هذه حقيقة لا حكاية (ماسنجرية ..)
سيدتي
في السنة الثالثة من حبك
يأخذني الصوت يجرني للبكاء
وتارة للإبتسام
في السنة الثالثة من حبك
يحرضني اللحن
يشعل في غرفتي ثورة ضد بعدك
ضد هذا الوقت الذي يستعصي على المضي

يا سيدتي في اليوم الثالث من القصيدة لم استطع
أن أكتب عناوين مطرية
أو أُلِمُّ بقصة نيسان كاملة
* * *
ما رأيك لو أخبرتك
أن هذه الكتابة لن تحمل نهاية
وأن حبك رغم بعدك
يفرض قوته ونموة
ما رأيك لو طلقت كل النساء ثلاثاً
كسنين حبك
كالشتاء الطويل
لو أخبرتك أنني لن أكتفيك ..؟!
ولن يكفني مليون حرف
وما رأيك
لو سجلتك رقماً قياسيا
في الحرف
لم يسبقني اليه
العصر الاموي
والعباسي
وعصر الجمهوريات
وعصر فوضوية الرجال
كما لم يسبقني الى عينيك وقلبك كل الرجال
الطامعون بنظرة واحدة يكملون بها مسيرة وهمهم
فأنت لي ..

* * *
لأنك مقيدة بألف مدرسة
لألف قرية في وطني
أصبحتُ أكثر عشقا لك
من بلدي
من أهلي
من حروفي الكاملة
ولأن عينيك تصدر ألف إشارة للروح
هربت الأرقام من كل العوالم لعالمك
ولأن خصرك لا يرسل إشارة شيطانية
لم أبالي وأنا أغير إحساسي بالقمر المكتمل
لأكتمل بك
ولإيماني أنك أكثر من الأرض
وعجائب السماء
وليس كثيراً أن يضع الله سره في تكوينك
* * *
حاولت أن أعدها
فأخْرَجَتْ أصواتك يديها
أمسكت وجهي
رافقتني حتى آخر مدى في تفكيري
"جننتني" وألغت جدول الليلة
وأربكت مواعيد الأفلام السينمائية
وبقيتِ أنتِ
تجريني الى جنة الحرف
الذي يسامر النجوم
فيناديني شيء ما لأجلك قائلاً :
(هييييي هيييييييي هيييييي)
إنما هذه النجوم مرسال
والحروف رسالة
أكتب.. أكتب لله درك
ولله دره عالم الغيب
فمالذي تفعله الآن
كيف تربك مواعيدي تلك النائمة على سرير كلماتي
تتأرجح في ذاكرتي
فتخرج الكلمات أغنية جاهزة
* * *
نعم .. نعم
ما زلت أحس أن عليكِ
قرض شفتيك
وأن عليكِ أن تقضي أكثر وقت ممكن أمام المرآة
فأنت أحق أن تري نفسك
وأنتِ أحق ان تري الظواهر المعجزة فيه
وأحق أن تلاحظي كيف أن الربيع
يغالط الشتاء
وكيف في شفتيك يولد الصيف
وكيف أنا نائم في قلبك
وحروفي تدور حول خصرك
تسبح لك
وتستجدي صوتك ليوم
آخر من الحرف والحب ..
* * *
ثمة أسئلة تشبه طفلاً
مدَّ يديه كعقارب الساعة
يحول دون خروج أمه
لماذا تحتلي كل وقتي ..؟!
لماذا أبحث عنك تحت غطائي
لماذا أتفاجأ بغيابك رغم علمي ببعدك ..؟
لماذا اعتراضاتي المتصاعدة ضد منعي
من لمسك
من تحسسك
من الإيمان الحقيقي
بعالدة القدر ..؟!
"لماذات كثيرة .."
ذات قدم غليظة تنزل عقوباتها على رقبتي
على أحلامي
على يدي التي تخالك بينها رغم معرفتي بأنها تمسك أصابعي
خوفا من السقوط
لماذا صرت أصدر أصواتا
غريبة مفاجئة
لي ولغرفتي
لماذا أضرب بيدي على طاولتي
لماذا دموعي ..؟!
لماذا ولدتِ بعيدة
لماذا هذه السجون العريقة
والعواصم القبيحة
والقنصليات اللعينة ..!
* * *
إنــما ماتت (لماذا ..)
حين قالت لماذا أحبك ..؟!
لأني أحبك هكذا
لأني رضيت بهذا العناء
لأني أحبك
أحبك
أحبك ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي