الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...

يونس العموري

2007 / 12 / 27
القضية الفلسطينية


من الواضح ان ثمة لعبة من الممكن تسميتها بالتذاكي تدور رحاها من قبل الحكومة الإسرائيلية هذه الأيام، حيث اطلاق بالونات الإختبار تارة، ومحاولة تكريس الأمر الواقع تارة اخرى فيما يتعلق بالوقائع العملية على الأرض بقضية القدس حيث تكثيف الإستيطان والمضي قدما بكل جزئيات مسلسل التهويد والأسرلة للقدس وطمس معالمها العربية الوجودية وفي هذا السياق فقد عادت اسماء المستوطنات لتطفو على السطح وفي بازار التداول الإعلامي (عطروت، هار حوما، جبل أبو غنيم، معاليه أدوميم، باب المغاربة)، كل هذا يجري تحت بصر وسمع العالنم ورعاة ما يسمى بالعملية السلمية التفاوضية، بل ان التوسع والبناء الإستيطاني قد جاء وبهذا الزخم في توقيت دقيق وحساس ومدروس من قبل الجانب الإسرائيلي اي انه قد جاء بعد أسابيع من مؤتمر أنابوليس وقبل أيام من إطلاق مفاوضات الحل الدائم بين إسرائيل ورئاسة السلطة الفلسطينية.
وهنا فمن الواضح ايضا ان الحكومة الإسرائيلية تحاول فرض حقائق على الأرض تتصل بفرض رؤويتها لماهية السلام الذي تريد ولماهية المفاهيم التسووية، ولابد هنا من التذكير بأن اسرائيل تفاوض وتلعب لعبة التفاوض على اساس التفاوض ذاته دون ان تملك رغبة حقيقة بصناعة هذه التسوية وهي تعلم تماما اثمان عملية التسوية ان اردت بالفعل انجاز التسوية السياسية، الا ان الوقائع الإسرائيلية الداخلية المتصلة الى حد كبير بالوقائع الإقليمية وبالتالي الدولية تجبرها ان تعبر مسار التسوية ليس أكثر بمعنى ان اسرائيل تجد نفسها مجبرة للجلوس الى طاولة صناعة التسوية دون الإسهام بشكل فعلي وعملي بصناعة هكذا تسوية... الأمر الذي يتضح على ارض الواقع بالظرف الراهن.... وللتذكير فقط فعشية أنابوليس، تعهد إيهود أولمرت، في إطار رزمة بوادر حسن النية التي قدمها للفلسطينيين، بوقف البناء الاستيطاني وبإزالة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية. الموقف الإسرائيلي الراهن من الإعلانات المتوالية الأخيرة عن مخططات لبناء وحدات سكنية في الأماكن المذكورة أعلاه (إضافة إلى بناء الجسر في باب المغاربة) يرتكز إلى مبرر رئيسي: عدم انطباق تعهد أولمرت على المخططات إياها لأنها تتعلق، أولاً، بأماكن «سيادية» إسرائيلية (باب المغاربة وجبل أبو غنيم الواقعين ضمن الحدود البلدية لمدينة القدس المحتلة). وثانياً، لأنها تتعلق بتوسيع مستوطنات قائمة (معاليه أدوميم) لا بناء مستوطنات جديدة في ضوء التشديد على أن تعهد أولمرت قبيل أنابوليس يتصل بالأخير لا الأول.
كل هذا يجري دون ان نجد ما يمكنننا ان نسميه وقفة عربية دولية حقيقة لهذه الخروقات الإسرائيلية لأبجديات واخلاقيات عملية التفاوض ذاتها، فالكل الدولي يعي تماما ان القدس مطروحة على طاولة التفاوض وانها لربما ايضا تشكل اعقد واخطر قضية فيما يتصل بالصراع العربي الإسرائيلي، ولانجد بالشكل العملي والملموس ضغطا على صُناع القرار الإسرائيلي لوقف تلك الخروقات وتكثيف الفعل الإستيطاني المتناقض وكما اسلفنا ومسار عملية التسوية...
من هنا اعتقد ان الجانب الفلسطيني وعلى مختلف مستوياته الرسمية والشعبية لابد من ان يحدد وبالشكل الفعلي ايضا ثوابت المرحلة وحقائقها المتصلة والمرتبطة بالحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني في القدس غير القابلة للتفسير او التأويل وذلك على شكل وقف كل اشكال التفاوض والتعاطي ومسار التسوية لطالما ان الجانب الإسرائيلي يلجأ الى ممارسة الإستيطان والتهويد في القدس، وبذات الوقت فمن الضروري جدا ان يلجأ الجانب الفلسطيني الى التأكيد على عروبة وفلسطينية القدس بالخطوات العملية الفعلية جهارا نهارا على اساس ان القدس جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك عبر خطوات عملية فعلية لمواجهة ومجابهة المخطط الإسرائيلي بالضم والتوسع والتهويد للقدس وذلك عبر العديد من الخطوات المتصلة بالجهد الرسمي المستند للقوة الشعبية الجماهيرية التي لابد لها من تتلاقى في اطار ثوابت القدس من خلال الإطار الشعبي الوطني للقدس وهو ما يمكن تجسيده بالمؤتمر الوطني الشعبي للقدس العتيد، والذي لابد من ان ينعقد تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده.. واعتقد ان عقد هذا المؤتمر يمثل الرد الفعلي والعملي على كافة المخططات الإسرائيلية حيث لابد لهذا المؤتمر من ان يطلق المؤشرات البرامجية للقدس استنادا الى حاجات واحتياجات القدس ومتطلبات فعل الصمود لجماهير القدس بالشكل الملموس والعملي وعلى مختلف المستويات الإقتصادية والإجتماعية وتلك الأمنية بهدف تعزيز التواجد العربي الفلسطيني في القدس وجعله تواجدا مؤثرا في أتون الصراع على القدس وفي القدس.... وهو الأمر الذي لا يمكن ان يستوي دون ان تحديد مرجعية القدس الوطنية الشعبية التي من المفروض ان تأتي من عمق الإرادة الجماهيرية والشعبية القادرة بذات الوقت على استيعاب الكل الوطني المقدسي بكافة الشرائح واطياف اللون السياسي العامل في القدس وهو الأمر الذي يفرض شكلا من اشكل الإنتلاف الوطني الجبهوي المتوافق على البرامج والثوابت ومفاهيم القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية وهو ما يفرض توافقا جماهيريا وطنيا شعبيا على وثيقة ميثاق وعهد القدس التي تجمع في طياتها الخطوط الحمراء للقدس والتي لا يمكن لكائن من كان ان يقفز عنها، بل ان هذه الوثيقة المستقاة من تراث الأمة وتاريخ القدس والمتصلة بحقيقة الواقع وتطلعات المستقبل والرؤية القومية العروبية للقدس ستعتبر وحينما يكون الإلتفاف عليها وعلى قسمها العقد التعاقدي ما بين القدس وجماهيرها وما بين القدس وقيادتها وما بين القدس والقيادة الرسمية الفلسطينية كون هذه الوثيقة ستشكل الصوت الحر لجماهير القدس المنبثق من اروقة المؤتمر الوطني الشعبي للقدس والذي بالضرورة ان يكون تمثيلة وطينا بإمتياز....
ان عقد والتئام شمل المؤتمر الوطني الشعبي للقدس سيحدد ادوار ومسؤوليات الكل الوطني والجماهيري في القدس حيث ان معركة القدس معركة تتطلب حشد الطاقات في بوتقة واحدة مؤثرة تتركز في في إطار وحدوي جامع قادرة على استيعاب احتياجات القدس ومتطلبات التحديات التي تفرضها قوانين الصراع عليها، ولعل اولى الأولويات تتجسد بتعزيز اسباب الصمود وعلى مختلف الأشكال والسؤال الأكبر دائما كيف من الممكن توفير اسباب الصمود على الأرض ودعم مشاريع القدس واحتياجات القدس في ظل تسارع وتيرة المشاريع الإسرائيلية الهادفة لفرض الحقائق الإسرائيلية على الأرض وبالتالي خلق قدس وفقا للمعايير والمقاييس الأسرائيلية مما يعني ضرورة التصدي لهكذا مخططات اعتقد ان الكثير منها قد تم انجازه.... وحتى نتمكن من الإجابة عللى هذا السؤال فلابد من إشراك الكل المقدسي الرسمي والشعبي في في إطار المؤتمر الوطني العتيد لوضع التصورات والمخططات التي من شأنها ان تباشر بالخطوات العملية والفعلية.... كما ان هذا المؤتمر سيوفر الحاضن لكل المبادرات العربية والإسلامية التي من شأنها الإسهام في معركة القدس....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا