الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالفات مشبوهة

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2007 / 12 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل يومين تم توقيع تحالف جديد بمدينة السليمانية ما بين الحزبيين الكرديين العلمانيين والحزب الأسلامي العراقي الذي يتزعمه طارق الهاشمي ! وقد جاءت في حيثيات الأتفاق الثلاثي هذا مواضيع طرقت منذ سنوات ما بين غالبية الكتل السياسية وليس فيها من جديد بالنسبة للوضع العراقي المتأزم وبخاصة على الساحة السياسية برمتها .

وقبل هذا التحالف كان ثمة تحالفاً رباعياً ما بين الحزبيين الكرديين ايضاً وحزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية ، ونفس الحيثيات والقضايا المتعلقة كانت في هذا الاتفاق ، ولم يتوصل رؤساء الأحزاب الى ما يصبون أليه بتنفيذ هذا أو ذاك الأتفاق .

وهذه التحالفات عادة ما تكون هي سبب رئيسي لتفرقة الصف الوطني العراقي ، كونها تستبعد أطرافاً أكثر أهمية من تلك التي توقع في كل يوم على مثل هكذا تحالفات مشبوهة الهدف منها الحصول على الكثير من المكاسب على حساب أطراف اخرى كما يبدو واضحاً من نصوص الاتفاقات التي أبرمت رباعياً كانت أم ثلاثية !

في الوقت نفسه يرزح العراق من شماله التي تجول وتصول فيه الطائرات التركية لتقتل الابرياء من الفلاحيين والفقراء الاكراد في كل يوم وبمساعدة الولايات المتحدة الامريكة الحليف الاول للحزبيين الكرديين ! هذا من جهة الشمال ، أما من جهة الجنوب وحيث ثغر العراق الباسل مدينة البصرة التي تتعرض الى أكبر عملية قرصنة وسرقة من قبل الميليشيات الشيعية التابعة للجارة الغير عزيزة ايران ! وكيف بنا لو أنتقلنا الى مدن العراق الاخرى التي أخذت حصتها ومازالت من الارهاب التكفيري والبعثي والميليشيا الشيعية والسنية ، وصولا الى العاصمة بغداد تلك المدينة التي ثكلت أبناءها وهي مضرجة بدمائها التي لا تتوقف ! وبالمقابل تستمتع بليالي الأنس والسمر أحزاب المنطقة الخضراء التي أعطت لنفسها الحق بأن تسكن قصور الطاغية المقبور وأبناءه وتوزع هداياها على الحكومات العربية في كل سفرة لمسؤول عراقي يقوم بها هنا وهناك ..

وإذ تفتقر الحياة بالنسبة للمواطن العراقي من شماله الى جنوبه الى أبسط مقوماتها ، فغالبية العراقيين يعيشون تحت خط الفقر بأستثناء بعض الطبقات المنتفعة والتي ظهرت ما بعد سقوط النظام وهي تمثل غالبية الأحزاب التي تتخذ مقاعداً داخل البرلمان العراقي ، وهؤلاء في ليلة وضحاها أصبحوا يمتلكون الملايين من الدولارات وتتدرج فئات هذه الاحزاب حتى تصل الى أصحاب مئات الآلاف من الدولارات ، ترافقها الرواتب الضخمة التي يأخذونها من واردات النفط العراقي والتي هي حق الشعب العراقي المغلوب على امره ! ناهيك عن الغلاء الفاحش الذي داهم المدن العراقية من دون أستثناء ، ففي أربيل مثلا العامل البسيط أو الموظف راتبه لا يتجاوز المئتان دولار وأيجار بيته الصغير أكثر من راتبه الضعف ، فكيف يستطيع العيش هذا الانسان ؟!

بينما منتسبي الاحزاب الكردية يتصارعون على شراء القصور والشركات داخل وخارج العراق ويبرمون العقود مع شركات أجنبية ، وفوق هذا وذاك تدك القرى الكردية يومياً بالطيران التركي والطلباني والبرزاني في السليمانية لتوقيع أتفاقية مع طارق الهاشمي !! وطبعاً كل البنود التي ذكرت بهذه الأتفاقية وما قبلها غير قابلة للتطبيق بسبب أستبعاد أطراف عراقية أخرى كما قلنا سلفاً وسيكون لها ثقلها الواضح في الشارع العراقي فيما أذا أجريت أنتخابات جديدة خلال الاعوام القادمة !!

قبل أيام قرأت تصريحاً للسيد مسعود البرزاني عن عدم قدومه الى العاصمة العراقية بغداد ورفضه لقاء بوزيرة الخارجية رايس ، قائلاً : أنه ليس من المعقول أن آتي بغداد وقرى كردستان المحاذية لتركيا تتعرض للقصف ، فقلت في قرارة نفسي وأنا أقرأ ، جميل هذا الشعور الانساني ، لكني صدمت وأنا أشاهده في السليمانية ليجتمع ويوقع على الاتفاق الثلاثي ! هل أن طارق الهاشمي بيديه حلول العراق ؟ أم عند رايس والادارة الامريكية ؟!!!

تصرفات أحزابنا بهذه الطريقة سواء كانت الاحزاب الكردية أو الاحزاب الاسلامية التابعة لايران والسعودية وحزب البعث !! تصرفات غاية في الغباء والتفرقة وتمزيق العراق !

هذه التحالفات مشبوهة ما لم تشترك فيها القوائم الاخرى وبخاصة القوائم العلمانية التي على ما يبدو نسي ذكرها هذه الايام وتيار الصدر صاحب أكبر قاعدة جماهيرة داخل العراق ولو خاض الانتخابات بمفردة لاستحوذ على السلطة داخل العراق والجميع يعرف ذلك ، ألا أن الله جل وعلا قد هدأ من روع التيار الصدري وقائده المفدى هذه الايام ! وقد يفاجئ الجميع بالايام القادمة ويجعل عاليها واطيها ويفسدها على الاعدقاء !!.

التحالفات التي تدير ظهرها عن الانسان العراقي الفقير وطامعة بمكاسبها التي لم تتحقق ابداً هي تحالفات خاسرة شكلا ومضموناً ، لا بل سوف تقلب الشارع العراقي رأساً على عقب وعلى ممن أنتخبوهم ، فلا تستبعدوا في الانتخابات القادمة ، أن الشيعي سينتخب العراقي الوطني الحقيقي بغض النظر عن مذهبه وقوميته وكذلك السني والكردي والتركماني والاشوري والايزيدي ، حينها سوف لا ينفع الندم !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح