الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية والأقلام المأجورة...

بشار السبيعي

2007 / 12 / 29
حقوق الانسان


أصبحت المعارضة السورية اليوم بكل أطيافها وأشكالها فريسة لحملة إعلامية من النظام المستبد في سورية من قبل كتاب مأجورين همهم تخوين أي صوت وطني يصرخ لكسر القيود المدمية التي أنهكت أيادي الشعب السوري لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن. فبعد أن إستطاع إعلان دمشق أن يعقد مؤتمره في أوائل الشهر الحالي وبعد أن تعرض أعضاءه للإعتقالات التعسفية من قبل النظام المخابراتي الأمني وزج القيادين للإعلان في السجون السورية، نسمع اليوم أوسخ كلام في حقوق أولئك المناضليين من أجل الحرية و الديمقراطية من أصحاب الأقلام المرتزقة لتشويه سمعتهم وتخوينهم وتصويرهم بمأجورون من الخارج أو عملاء أمريكيون. حتى أن كاتب من أمثال السيد نضال نعيسة بعد أن أسمى عملية إجتماع الإعلان ب "تكويعة كبرى"، تجرأ على أن يوحي أن الإعلان نفسه ماهو إلا حركة معارضة تديرها أصابع الإمبريالية الأمريكية فيقول:
" إلا أنه يمكن بناء أو بلورة تصور كاف حولها، لجهة وجود العامل الأمريكي وراء كواليس الإعلان، ولن نذهب إلى حد القول بأنه هو ربما كان من أعطى إشارة البدء بعقد الاجتماع، ولاسيما بعد تلك التصريحات البارزة والنفي المتكرر عن روائح أمريكية نفاذة تحت السطح وخلف ركام الخطابات التهليلية، وتمثلت بترحيب أمريكي بالاجتماع، ناهيكم عن لقاء غير عادي أو مسبوق لجورج بوش مع أعضاء لا يخرجون أنفسهم عن دوائر الإعلان" ، (إعلان دمشق والأصابع الأمريكية) الحوار المتمدن 12-26-07 .

حملة إعلامية قذرة تحمل بين سطور مقالاتها وصفحاتها منهج أصبح مدرسة في التملق والوصولية. فقد أصبحت الوطنية في قاموس السلطة عند الأقلام المأجورة تُعرَفُ بالقذف في شخصيات كانت ومازالت رمز النضال من أجل الحرية والديمقراطية. عندما يشبه السيد نعيسة شيخ المناضلين الأستاذ رياض الترك ب"جلبي سوريا" لمجرد شكره للرئيس الأمريكي جورج بوش على تصريحاته المتضامنة مع إعلان دمشق، هل يظن أن له من سامع أو مصدق!!

المشكلة أن هاجس المؤامرة الأمريكية التي يتاجر بها إعلام الدولة والأقلام المقنعة التي لاتزال تجهر بالقومية العربية وتدعي الوطنية، أصبحت حقيقة فعلية سهلة الشرب والتصديق عند الشعب . ففي عصر الساتلايت والمحطات العربية أصبح المواطن السوري اليوم يتذوق مايريد من وجبات الحبكات العدوانية على الأوطان العربية التي تذاع يومياً في سوريا وغيرها في دول المنطقة. كثافة الصحافة الموالية لدولة عربية أو أخرى أصبحت من العوائق المفترية التي تقف ضد أي صوت حر يجرأ على إنتقاد السلطة والنداء بالتغيير الديمقراطي مهما كانت خلفياته أو تاريخه. أليس من العجب أن تُوضَعُ المعارضة السياسية في الداخل السوري المكونة اليوم من أعضاء إعلان دمشق والمؤلفة من أطياف عريضة لهم خلفيات واسعة ويتضمنها أشخاص قضوا سنوات في سجون الدولة فقط لدفاعهم عن حقوقهم وحقوق المواطن السوري، في خانة الإتهام وتُخونُ في نواياها وأهدافها النبيلة في المطالبة بحق الشعب السوري في تحقيق المصير؟ النظام المخابراتي السوري اليوم أصبح يرهب كل طبقات المجتمع من دون إستثناء لدرجة أن المعارضة نفسها في الداخل و الخارج أصبحت فريسة هذا الإرهاب. فبعد أن شنت السلطات في الداخل الحملة الإعتقالية المشؤومة على أعضاء المجلس في إعلان دمشق رأينا مالامثيل له في السابق من إنتقادات حادة من بعض أعضاء المعارضة في الداخل والخارج التي وجهت لقيادة الإعلان وتوجت بتجميد عضوية ثلاثة أعضاء لهم تاريخ مشرف في نضال حقوق الإنسان والحريات العامة. حالة إستثنائية لم توجد في أي من دول العالم الثالث!!

الخلافات الأيدولوجية والسياسية التي تعيشها المعارضة السورية اليوم تبدو للمواطن السوري في الداخل سخيفة الأصل و المنشاْ. فهي إن كانت تشكل عقبة في مسار المعارضة التوافقي في الداخل و الخارج، أصبحت رمز السخرية و الإشمئزاز عند المواطن العادي في الشارع السوري. هل من الممكن أن يؤمن المواطن السوري أن هؤلاء الذين يدعون أنهم يعملون لخلاصهم من الإستبداد والظلم قادرين على مواجهة دولة الأمن والمخابرات التي لها الخبرة في تطهير الأرض السورية من أي مجتمع مدني كان أو سياسي، تفوق أكثر من ثلاثة عقود من الزمن؟

لابديل عن رَصّ صفوف المعارضة وتجاوز تلك الخلافات الجانبية والعقائدية التي تضيع الطاقات والجهود وتزرع الشك عند الشعب السوري في قدرات أي حركة معارضة للنظام. إن لم تستطع المعارضة السورية تجنب هذه الحساسيات الشخصية في صفوفها فكيف لها أن ترد على الأقلام المأجورة وأصحاب المناصب الذي أصبح عددهم يفوق عدد أعضاء أجهزة الأمن السورية في الداخل والخارج؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن