الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بين المثقفين العراقيين وأقرانهم المثقفين العرب

فاخر جاسم

2003 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


   تثير العلاقة الراهنة بين المثقفين العراقيين وأشقائهم العرب الكثير  من التساؤلات ، نظراً لاستمرار أجواء الجفاء بين الطرفين ، حتى بعد زوال الدكتاتورية. رغم رفض معلن أو مكتوم لذلك من قبل أوساط عديدة من المثقفين العرب والعراقيين . ولأجل تفادي الإشكاليات التي يسببها الجفاء والانطلاق لبناء علاقات جديدة بين الجانبين، لابد من معرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة والسبل الكفيلة لعودة العلاقات إلى مستواها الطبيعي.
  كما هو معروف، بذلت السلطة الاستبدادية البائدة، جهوداً متنوعة لتزييف الوعي عند العديد من شرائح المثقفين على الصعيدين الوطني والعربي.  فعلى الصعيد العربي، نجحت جهودها في احتواء أوساط عديدة من المثقفين العرب عبر وسائل عديدة، من أهمها: 
    ـ استعمال المساعدات المالية التي يقدمها للمؤسسات الثقافية والإعلامية ، لشراء الأعوان ورشوة المثقفين، لدفعهم للمساهمة في الحملة التي شنت لتشويه نضال القوى الوطنية العراقية التي رفضت سياسات السلطة الخاطئة على الصعيدين الداخلي والاقليمي.
   ـ  استغلال  الصعوبات التي تواجهها السياسة الأمريكية ، ومعاييرها المزدوجة تجاه قضايا المنطقة،  مستفيدة من التأييد الأمريكي لسياسة اليمين الإسرائيلي المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، لتأكيد صحة مواقفها " المعادية للإمبريالية الأمريكية ". 
    ـ المتاجرة بالحالة الإنسانية للشعب العراقي التي نتجت عن استمرار العقوبات الدولية ضد العراق.  
 وكان من أبرز نتائج سياسة النظام المقبور، تأليب المثقفين ضد بعضهم البعض ،وإحداث انقسام في الوسط الثقافي العربي حول تقييم  سياسات الدكتاتورية ونتائجها المدمرة على الأصعدة العربية المختلفة ومنها الصعيد الثقافي . وجاء كمحصلة لذلك تدهور في العلاقة بين المثقفين العراقيين والمثقفين العرب الذين تأثروا بطروحات السلطة الصدامية أو الذين تمكنت هذه السلطة من شراء ذممهم وأقلامهم. إضافة إلى  تشويه الوعي القومي من خلال خلق وعي زائف عن دور الدكتاتورية الصدامية في النضال القومي ، وخاصة القضية الفلسطينية .
ومن أجل الانطلاق نحو علاقة أفضل بالوسط الثقافي العربي، يتحمل المثقفون العراقيون المسؤولية الرئيسة عن تبديد الوعي الزائف الذي نشرته ثقافة السلطة في الوسط الثقافي العربي وهذا يتطلب:
  ـ التحدث بموضوعية عن التركة الثقيلة التي خلفتها السلطة الاستبدادية على كافة الأصعدة ، وخاصة على الصعيد الثقافي، حيث لا يكفي سقوط الدكتاتورية وافتضاح جرائمها بحق الشعب العراقي وشعوب المنطقة، لإزالة الوعي الزائف الذي خلقته الدعاية التضليلية للسلطة البائدة طوال أكثر من ثلاثة عقود، بل ينبغي إقامة حوار بناء مع جميع المثقفين العرب بما فيهم الذين ما زالوا مصرين على مواقفهم السابقة.     

   ـ عدم الخلط بين المثقفين العرب الذين تعرضوا للتضليل وبين الذين تطوعوا للدفاع عن الاستبداد من جهة، وبين الذين ما زالوا متمسكين  بأوهام توحيد قوى النضال القومي ضد الإمبريالية على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان العربي.
    ـ الابتعاد عن الأسلوب الهجومي في نقد الممارسات السلبية لبعض المثقفين العرب الذين يحملون تصورات مغايرة عن التطورات الراهنة في العراق.
   ـ فضح وتعرية العناصر التي باعت نفسها للنظام لمساعدة الوسط الثقافي العربي في عزلها كطفيليات ضارة بروحه وجسده ودوره التطويري.

 ختاماً،  لا نبالغ إذا قلنا أن استمرار حالة التجاذب والصراع الراهنة بين المثقفين العراقيين وأشقائهم المثقفين العرب، لا تستفيد منها إلا الأوساط التي يهمها استمرار حالة الجهل بحقائق الوضع العراقي الحالي. لذا فإن أهم ما ينبغي تجاوزه، التخلص من " عقدة صدام "  التي تحكمت بالعلاقة بين المثقفين العراقيين وأشقائهم العرب. إن الوسط الثقافي العراقي يتطلع إلى نسيان هذه العقدة وبناء علاقات تعاون تقوم على الحوار الحر والتعاون المشترك مع زملاء المهنة من المثقفين العرب أولاً، واحترام الخصوصية الثقافية لكل بلد عربي ونبذ الأحكام المسبقة التي تؤدي إلى تكريس  حالة الصراع الراهنة ثانياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يربط الحوثيين بحركة الشباب الصومالية؟ | الأخبار


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟




.. -هدنة تكتيكية- للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة ونتانياهو ي


.. جرّاح أسترالي يروي ما حصل له بعد عودته من غزة




.. حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. والترددات على تطورات الحرب في غزة