الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوميه لغه والشعر الشعبي عزله

هادي ناصر سعيد الباقر

2007 / 12 / 30
الادب والفن


القوميه هي لغه ... القدره على التواصل بين المجموع او القوم ...يتواصلون بالمشاعر والآللام والآمال... باللغه ينقلون ما في ضمائرهم من صور واحاسيس بعضهم للبعض ... وكلما كانت اللغه واسعه بمفرداتها قويه بتعابيرها .. جميله بصورها ..كلما كانت الرابطه بين مجتمع اللغه , روابط قويه متينه ومجتمع مشاعر قويه .. حضارته غنيه .. اللغه العربيه استطاعت ان تخلق حضاره وتوحد مجتمع .. ربطت بين جماعات بدو هم في الصحراء شتات .. في بيئة فقيره قاسيه ذات مفردات قليله .. ولكنه اي اللغه العربيه , استطاعت ان توجد من مفردات البيئه الماديه القليله .. معاني كثيره كبيره متنوعه ذات افق واسع يلتقي اوينتهي افقها اللغوي بافق الصحراء الواسع .. .. انظر فللاسد مئات الاسماء بحسب المكان والزمان والعمر والهيئه والحركه ..وللسحاب كذلك وللنجوم ... وو .. وو .. الخ . وكان الخيال الشعري الواسع ذي الجرس الموسيقي الخلاّب والمعاني الانسانيه العميقه التي تعكس ضمير المجتمعت العربي اثر في خلق الادب العربي المتوقد :
البيت لا يبتنى الاّ له عمد
ولا عماد اذا لم ترس اوتاد
و
حييت سفحك عن بعد فحييني
يا دجلة الخير يا ام البساتين

فالقوميه لغه.. والقومية ليست جنس ولا دم فهذه من خرافات الشيطان .لأن في ذلك عنف ودعوة حرب وعدوان .
والله سبحانه وتعالى قد وثّق اللغه العربيه (( بالقرآن الكريم )) وهو كلام الله , فالعربية لغته . ... فالقرآن وثيقة وحده جامعه للعرب ... والعربيه هي لغة اهل الجنه ... فالجنه جمال .. وسلام ...وامن وامان ...نقاء ...وخير ...فاللغه العربيه جميله كريمه نقيه سليمه سلام خير في مفرداتها ... تعابيرها ... صورها .
ان القضاء على القوميه والرابطه العربيه ...يتم بالقضاء على اللغه العربيه ..فيفقد العربي صلته وفهمه بلغته العربيه ويفقد قدرته على التواصل بمجتمعه ودينه ...
(( بن غوريون )) في اول عهد دولته صرّح )) : انّ العرب يتفوّقون علينا بالقوميه )) , اي بقدرتهم على التواصل فيما بينهم ... وانشدادهم البعض الى البعض الآخر .. الى دينهم .. الى تراثهم ...الى اشعارهم ... ظنّ البعض ان بن غوريون يشكو ميزة" للعرب على قومه .. وفي الحقيقة انه قد شخّص الطريق الى كيفية اضعاف العرب وتشتيتهم ... فعندما كان شعور التوحد العربي في اوج تأججه وعنفوانه ومهيىء ان يتوحد بتوجيه ويتبع اي قائد قومي يقودهم ..., جاء أقزام الانقلابات العسكريه ,,
- 2 -
بتهيئة الظروف الملائمه لهم .. ونصبوا انفسهم كقاده .. ودعاة للقوميه ... يوجهونها الوجهه الخطأ الى مهالكها وحتوفها المتعدده .. وبدأت الاحباطات تصيب المجتمع العربي وبدأ الشعور القومي يفتر ويضعف ويتلاشى ويفقد الثقه بقدرته ... مقرا" بهزائمه .. فارتبطت القوميه بشخص جمال عبد الناصر ... فانتهت بنهايته ...واستلم بقيتها صدام حسين , فعندما ذهب ذهبت انتهت القوميه العربيه بضربة قاضيه وتحوّل دعاتها الى العنف الدموي ... ذلك اننا لازلنا نعبد الافراد .. ونربط المبادىء بالافراد لا نؤمن بالمبادىء والافكار والافعال ... لازلنا نعبد القوه والعدوان والقوي .. ونسميها شجاعه وشجاع ودائما" نحن ضد المسالم الخيير ونسميه هوان وضعف ... حتى امثلتنا الشعبيه ... نتمسك بالعضلات والقوّه ... نتمسك بالمسدس والعضلات والشجاعه ... انظر (( القانون لايحمي الضعفاء )) .. من يحميهم اذا"" وهل يحتاج الاقوياء الىمن يحميهم , بل نحتاج ان نحمي الضعفاء منهم .. نقف في طريق ان تاخذ المراه حقوقها .. لأننا الاقوى عضلا" ونعتبرها سلعة" وبضاعه نعتبرها سلعة": لنا ... نريد للطفل ان يكون نسخة" منّا فهو الضعيف لخدمة الكبار وليس كما بيّن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام (( ربّوا اولادكم على غير ما درجتم عليه , لأنهم مخلوقون الى زمان غير زمانكم )) ... من يجوب وتجوب الشوارع مستجديا: او مستجديه ... نتهمهم بانّ مهنتهم مربحه وندعو الى عدم التصدق عليهم .. ونحن لهم حاسدون .. ورسول االله عليه وآله الصلاة والسلام يقول (( اصنع المعروف مع من هو اهله ومع من هو ليس اهله .. فان اصبت اهله فقد اصبت اهله وان لم تصب اهله فانت من اهله )) ........ لننظر الى مجتمعنا بموضوعيه .. نجده قائما" على علاقات العنف .. وعداء بعضنا للبعض .. وثقافة الشك هي السائده في مجتمعنا.. والمقياس بسيط لذلك نراه بيننا يوميا" ... انظر الى دكاكين السوق او البيوت والسيارت وحتى عربات الحماله ...الخ , تجدهم يعلقون شعارا" (( ابعين الحسود عود )) .. اليس هذا عدوانا" منه لمن يتبضع منه ... فهو مستعد ان يضع العود بعينيه ...وهو يتهم الباقين انّهم يحسدونه ... وذلك (( يا ناس يا شر كفايا ار )) ... و (( الذنب ذنب المقتول وليس من القاتل )) .. اترانا على المقتول عونا"..
ان المرحله الاخيره من مؤامرة القضاء على اللغه العربيه انتقلت الى داخل كل قطر عربي .. الى داخل العراق مثلا" ... فلتمزيقه داخليا" وعزل اوصاله ... بالتركيز على تمجيد اللهجات المحليه ... فظهرت بدعة الشعر الشعبي والتركيز عليه وتمجيد هذه الفئه من ( الشعراء ) ... اللذين اصبحوا هم الاساس في الشعر واتحاد الادباء .. ومهرجانات الاذاعه والتلفزيزن ... والاحزاب ... والدوله ...وظهر هناك من يدفع الاموال لشراء قصائد شعبيه كي ينسبا البعض لنفسه يلقيها في مؤتمر او مناسبه او برنامج تلفزيوني ...ليقف كاطاووس .. عادي قبيح الرجلين ... فانحسرت اللغه العربيه ... وبدأ الجهل ... واللحن باللغه العربيه يزداد اللحن في اللغه العربيه في خطب المسؤلين ... والمذيعين ... والكتاب .. واختفى ... او بدأ الشعر الشعر العمودي القريض .. ينحسر ويختفي .. وسيأتي اليوم الذي فيه يحتاج الى من يقرأ ويفسر لنا القرآن ... كالاعاجم ... يقودنا الى ذلك صاحب عمامه ... سنفقد الصله بربنا .. ويتمزق البلد بفدرالية اللهجات المحليه ... فدرالية العزله والغربه داخل الوطن الواحد ... بين النيل والفرات ارض فرغت من الروح العربيه , واصبحت مرتعا" لمن (( حلومهم حلوم الاطفال وعقولهم عقول ربّت الحجال ))....... (( ومقولة الحسن الثاني المال العربي والعقل الاسرائيلي )) ...
و (( بلادك يااسرائيل من النيل الى الفرات ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو