الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و أُوتيت بلقيسُ : شِعرٌ على هيئة السُّنبلةْ .. !!

سَعْد اليَاسِري

2007 / 12 / 29
الادب والفن




عن دار الخيّال في بيروتَ ؛ صدر الديوان الشعريُّ ( و أوتيت بلقيسُ ) , و هو الأوّل للشاعرة السعودية المقيمة في الكويت (عنود عبيد ) , و يقع في ستٍ وتسعين صفحةً من القطع المتوسط ؛ ضمّ بين دفّتيه اثنتين و عشرين قصيدةً .

مدخل :

تأبى ( عنود عبيد ) ؛ إلاّ أن تصدّر لنا الإنسان المشرق كما تعتقد هي , دون أن تمنحنا ما يكفي لمناقشة تلك الفكرة ومدى جديّتها . إذ أنّ الشاعرة تركّز على مضامين تدخل معانيها القريبة و الأبعد في تأويل النفس البشرية من خلال ( الحب – الزيف – الحزن – الوطن – الرغيف – القمح – السنبلة – النهر – النور – الأمل – الغيب – الفصول – الضعف – الضفيرة – الله – الفداء ... إلخ ) و كل مفردة مما سبق تحتل مكانةً في قصيدة ( عنود عبيد ) , تلك القصيدة التي تتبنّى نهجًا شجاعًا برأيي في زمن يلجأ الكثيرون فيه إلى استسهال الشِّعر .


العنوان :

( بلقيس ) ؛ اسم ذو دلالة طاغية في العهد القديم ( سفر الملوك الأوّل ) , و القرآن ( سورة النمل ) , و قصتها شهيرة . و إذا كانت الديانتان ( اليهودية – الإسلامية ) تتّفقان على وجود المرأة ولكنّهما لا تتفقان على مجريات الأحداث , فإنّ الأكيد لدينا بأنّها التقت النبيّ (سليمان) و اختلفت الروايات ( إسلاميًا ) حول زواجهما أو عدمه .
نحن نعرف – عبر الأقوال التأريخية المتواترة الحقيقي منها و الأسطوري – ما الذي كانت عليه ( بلقيس ) أو ( ملكة سبأ ) كما يرمز لها عادةً ؛ إذ يقول القرآن في سورة النمل – الآية 23 : ( و أوتيت من كل شيءٍ و لها عرشٌ عظيمٌ ) . لكنّ ( عنود عبيد ) تستخدم الفعل ( أوتيت ) لتضفي على ( بلقيس ) بعدًا شاعريًّا لا ينقصه الغموض , و كأنّها تريد أن تقول – من خلال العنوان - : و أُوتيتْ بلقيسُ القصيدةَ .. !!


في الديوان :

أحبّ أن أتأمّل الديوان كاملاً ؛ و لكنّني سأقف بشكل دقيق على معنى ( السنبلة – القمح – الرغيف ) في ديوان ( و أوتيت بلقيس ) و أترك ما سواه لمن سيتناول العمل بعدي .
في نص ( بين القلوب وبين الوله ) الغارق في عاطفية ترتكز بمرفقيها على الأمل تقول الشاعرة :

شتاءٌ ..قدمتُ إليهِ بطيفينِ
منذُ استوى الطيبُ
ذاتَ دعاءٍ .. بصورةِ أمي .. !
وحينَ عزفتُ لسنبلةٍ
كبرياءَ الرغيفِ ..
عقدتُ الضفائرَ بالياسمينِ !
اجتبيتُ صباحاً يكافئُ لونَ الغصون

ويمكنننا أن نلمس أهمية ( السنبلة ) لدى الشاعرة ؛ حيث أنها تزاوج بين دعاء الأم و كبرياء الرغيف , وهي دلالة معتادة في تقريب صورة أكفّ الأمّهات و وجوههن بثراء الرغيف أو بتدوّره في بعض الأحيان .

في حين أنّها تبتكر وجهًا آخرَ للقمح في نص ( تأمَّل ) الذي يعتمد على ذاكرة شخصية وجدانية تم توظيفها بالتوافق مع استشراف للقادم وإن كان بعيدًا :

وكيف تتيهُ ثكلى لم تجد زمناً
لجمعِ القمحِ !

و أيضًا :

يكبرُ .. ينحني ..
ويمرُّ مختلطاً بلونِ الأرضِ أو ..
قمحِ السماواتِ الحزينةِ

فالقمح في المقطع الأوّل أخذ شكل التراب الذي تهيله الثّكالى , فيما يتّجه في المقطع الثاني إلى معنى يقترب من المطر بسبب ورود لفظ الحال ( مختلطًا ) .. على اعتبار أنّ المطر – وإن كان حزينًا – هو في مقام الخير الذي تجود به السماء .

تعلم الشاعرة – فيما أزعم – بأنّ لكل مفردة في اللغة دلالة وإن لم تكن –أي المفردة - في محلّها الأنسب ستذبل و تكون في عداد العدم . و من هذا المنطلق تحاول الشاعرة – و نجحت إلى حد بعيد – أن تبتكر معاني لثلاثية ( السنبلة – القمح – الرغيف ) و إن كانت بعيدة عن المتداول في العادة , وهذا أمر محمود في رأيي , إذا ليس أسوأ من تجميد المفردة على معنىً يتيم . و نجد بأنّ النص ( عازفة ) يبتكر للسنبلة معنىً أحمرَ , يقترب من الشريان و يتحد مع الوتر :

عازفةٌ..سنبلةُ القلبِ
إذ لامسَ هذا الوترُ / الجوعُ أناملَها
ثقُلتْ من حزنٍ مودعةً
في الكفِّ رغيفْ .. !

والمقطع أعلاه يقوم على متتالية ترتكز على الإحساس العالي بالزمن واللحظة و الصراع الذي يصل بالنص إلى معنى لا يحفل بالسطحي مطلقًا ؛
حيث أن ترتيب المقطع رياضيًا سيمنحنا :
شعور – خفقة قلب – حب – انتظار – رحيل – حزن – بكاء – قصيدة .

يقترب النص ( بلا عبثٍ ) من كمال التوظيف لـ ( السنبلة ) ؛ حيث أنّ النص أنثوي النزعة , حاد الفكرة , رؤوفٌ بالتلقّي :

قرِّبوني من نخيلِ اللهِ في دمها .. ، وقصّوا حمرةَ التفاحِ من خجلِ الغزالةِ ، لا خطيئةَ في رؤاها حينَ يحضنها البياضُ .. وحيدةً ، لا غصنُ يسندها إلى عرشِ السماءِ .. سوى سنابلَ حلمها ؛
تلتفُّ كالدفءِ الحميمِ بحضنِ أغنيةٍ .. وترحلُ ؛
تارةً للسربِ تطعمهُ رغيفاً خلف نافذةِ السحابِ ؛
وتارةً .. ترقى إلى " فلكِ الشناشيلِ " التي رقصتْ .. على إثْرِ النساءِ بلا .... عبثْ !!

يروق لي أن أرنو إلى دم يساقط رطبًا , و غزالة بوجنتين حمراوين , و حلم بلا دنس يتمُّ إطعامه خلف المدى , و ارتقاء دون سلّم , ورقص بلا عبث . ولأجل كلّ هذا قلت أعلاه بأنّ هذا النص يقترب من كمال التوظيف بوعي .


في نص ( و أوتيت بلقيس ) الذي ارتأت الشاعرة عنونة الديوان باسمه ؛ يتم استعمال ( السنبلة ) و مرادفاتها .. بشكل صوفي و عاشق :

" وأوتيت بلقيسُ .. " من ورقي حجاباً للشعورِ .
رأيتها صبحاً .. تقيمُ بعرشها مدنَ الحمائمِ .. والسنابلِ / والصلاة .

و أيضًا :

حملتُ في رَحلِ " الخيالِ " سنابلَ الأرضِ التي ناحتْ بها " ثكلى " النساءِ ؛
ومات في كفي رغيفٌ .. لم أجد جوعاً هناكَ
بكيتُ للقمحِ الذي عبرَ الحدودَ .. وأعدموهُ .. بحكم خائنة العيونِ .. ؛
" وإن ربي سوف يؤتي عبدهُ .. قلبي " .

بشكل يتحد مع الصلاة و الخشوع والمساجد والأعياد و ما إلى ذلك . فيما يتخذ ( القمح – الرغيف ) شكل الحب الذي تقتله القبيلة دومًا .

في قصيدة ( آية ) ؛ تتناول الشاعرة شخصية الإمام ( الحسين ) , بشكل روحاني يبتعد عن نمطية التناول المعتاد . و تربط حضوره في القصيدة بنفس الثيمات التي تبني عليها الديوان كاملاً ( القمح – الخبز ) التي تأتي مترافقة مع معنى معتاد وهو ( الجوع ) . فيما تستعيض عن الخيل بغيمة , فهي - كما يبدو لي - تحب أن ترى ( الحسين ) ممتطيًا ظهر الغيم :

" حسينٌ " فوق ظهورِ الغيمِ ..
وأحفادُ الجوعى يبكونَ .. !
فلا قمحٌ يعتنقُ القطرَ ..
ولا جوعٌ بالخبزِ تعفّفَ
يأتي معجونَ العبراتِ !!

في النص تناول يقترب من نقد الطقوس البريّة التي تُمارس في إحياء ذكرى الحسين من كل عام , و هو سبب كاف – بالنسبة إليّ – كي أحترمَ النص .

تقف الشاعرة موقفًا منحازًا للشِعر أكثر من أي وقت آخر في قصيدة ( لأنّ الخيول تخاف التّنائي ) و هو نص يحتشد بالصور الأنيقة , ولا يتعارض مع الثيمة الأمّ ؛ إنّما يحتويها :

لِيَ العِشْقُ دونَ ضَجيجِ النِّسَاءِ ..
وخوفُ الظَّباَءِ
وَمَكْرُ الرَّغيفِ ؛
ولي خَصْرُ أُنْثى
يَشُقُّ النِّطَاقَ ؛
ويلْبَسُ كَفَّيْكَ !

في هذا المشهد – تمامًا – تمسك عنود بالخيط المؤدي لطريق القصيدة الأهمّ , وهذا لا يعني قصور القصائد السابقة , ولكنْ كما أسلفت هي في هذه القصيدة منحازة للشِعر دون سواه .

في قصيدة ( الملائكة ) التي كُتبت في أجواء تأبينية بعد رحيل الشاعرة ( نازك الملائكة ) , تجتهد – وليس بالضرورة أن تكون ناجحة - الشاعرة في الخروج على الطريقة المعتادة في الرثائيات , وهي تحاول أن تقول الكثير دون الوقوع في فخّ المباشرة , وتنجح في أماكن عدّة , مثل :

لا زلتِ على مرمى فراتينِ ،
لكِ الخبزُِ .. ؛ شناشيلُ " ابنةُ القمحِ
على خارطةٍ بيضاء أرخى زهركِ العطرَ
.. وأسدى جسدٌ حرٌّ لطفلِ الأرضِ
منديلاً .. !

كما نرى في المقطع أعلاه ؛ هناك محاولة جادّة للوصول إلى معمارية تمنح الصورة الشعرية بُعدًا آخرَ . و لهذا السبب تمّ توظيف ( الشّناشيل ) بما تحمله من نكهة عراقية | تراثية في جانب , و جمالية و تجسيم للأبعاد من جانب آخر . و أيضًا ؛ لا أدري إن كانت الشاعرة قد انتهبت للأمر بأنّ ( الشناشيل ) تخفّف من وزن الأبنية على أرض ( البصرة ) الرّخوة , و الشاعرة أتت بها هنا لتخفف وقع كلمات مثل ( المرمى – أسدى .. إلخ ) لأنّها مفردات تحتاج إلى الحذر في استعمالها كي لا يتحوّلَ النصُّ إلى مقال . ولذا كانت ( الشناشيل ) حلاًّ ناجعًا في هذا الجانب , أمّا في الجانب الآخر من الصورة و لسائل أن يسأل : " كيف تكون شناشيل القمح .. ؟ " , وهذا سؤال لا يجيب عليه سوى صاحبة الشّأن , و لكن الجملة - كاملةً - ألهمتني بعدًا هندسيًا للقمح .

أمّا في قصيدة ( المسك .. من صمت الغزالة ) المؤلَّفة من خمسة مقاطعَ أهمّها الأوّل و الأخير ؛ فتحاول الشاعرة أن تتحدّث بصوت أعلى عن أنثى تشتاق . القصيدة حافلة بالاستعارات والمجاز , و قيمتها الفنية والشعرية عالية . و هي لا تنسى أن تعود بالقارئ إلى ذات ( السنبلة ) كما في المقطع الأوّل :

ستجتاحُ السنابلُ لونَ شرفتنا
تُذهِّبها النذورُ ،
وتستحيلُ خرافةً تشتاقُ
_ في غنجٍ _
لنضجِ الخبزِ !

لوقوع مفردات مثل ( الشرفة – الغنج – النضج ) في تسلسل منطقي كهذا ؛ معنىً واحد .. و هو أن القصيدة وردية تقترب من الأحمر .

في قصيدة ( تورَّدي ) ؛ يتوجّه الخطاب إلى الأمكنة , وتحضر ( بغداد ) برمزية ( كهرمانة ) و بشكل قويّ . أمّا من ناحية المفردات فالنص يعتنق فكرًا روحانيًا متمثّلاً بـ ( التنسّك – الطوائف – النبيّة – الرعاة – الفوانيس – البصيرة ... إلخ ) , و لا تغيب عن النص مفردات الشاعرة التي اعتدنا على مدى الديوان مثل ( الرغيف – السنبلة – الجوع – الخبز – العبرات .. إلخ ) ... فتقول :

قمحٌ يسلسلُ للرغيفِ حكايةً في نحرِ سنبلةٍ تواترَ نبضُها ، لا بأسَ إن كفرَ الصغارُ بيتمهمْ ، وأتوا ليعتنقوا أمومةَ جوعِها ؛ أمٌّ تطوقها الحبالُ .. ولا رضيعُ يشقُّ أغنيةَ السكونِ ؛ كجذعِ بغدادَ الذي غطتْ مواجِعَهُ الكرومُ .. وجاءَ من قطفوا دموعَ صباحِها. تبدينَ عابقةً بريحِ الـ ” هَالِ ” إذْ خطرَ الزمانُ على ضفافِ القلبِ وابتسمتْ ” فوانيسُ ” البصيرةِ .. فيضَ حزنٍ سوسنيِّ العشقِ .. ،
قد ناموا .. وظلت ” كَهْرمانةُ ” تسكبُ العَبَراتِ في صدرِ الجرارْ .

النصّ الأخير ( قبل الميلاد .. وردة ) ؛ نصٌّ مطوّلٌ , تحتشد فيه الصورة بتتابع تختاره الشاعرة , لا يخلو من الصدق حتمًا , وليس من شكٍّ في أنّه يحمل بعض جوانبه الأرشفة لسيرة ذاتية , صوت الشاعرة طاغٍ على كل ما سواه في النصّ . راقت لي طريقة تقسيمه إلى مقاطع بمسمّيات مختلفة كي لا يصاب القارئ بشعور " الإطالة " , وتفاديًا لهذا أيضًا ؛ كتبت الشاعرة النص على بحرين مختلفين ( الكامل – المتقارب ) يتغيّران بين المقاطع المختلفة . النصّ يوظّف مرادفات ( السنبلة ) بشكل غير مفاجئ .
و أعتقد بأنّه من النصوص الجميلة , لا يحتاج لأكثر من رغبة في قراءة الشعر , و فنجان قهوة .. و سيجارة بالنسبة للمدخنين أمثالي .

لمحات :

1/ الديوان في جلّه تفعيلي ؛ و احتوى على نصّين عموديين فقط .
2 / كتبت الشاعرة مقدّمة للديوان بعنوان ( لكي يلتفَّ الظِّلُّ و تستريحَ الشّجرةُ ) جاء فيه :

" هَكَذَا وُلِدْتُ في شَرَفِ الذّاكرةِ التي تَوَحَّدَتْ بِآتٍ لا يَنْقُلُني مِنّي .. إلَيْكُم ؛ وَلكِنَّهُ يَنتَقِلُ بي وَإيَّاكُم إِلى مَلامِحَ قُدْسِيَّةٍ تَنْتَمي إِلى وُجُوهِنا البَيْضاءِ الّتي أَحْبَبْنا .. مُنْذُ اسْتَوَى الْمَطَرُ في َأعْيُنِنا الصَّغِيرة ! "

و بالفعل كان للذاكرة قول في الديوان .. أو هكذا يخيّل إلي .
3/ تفاوتت قيمة القصائد من الناحية الشعرية ؛ وذلك لاختلاف الفترات الزمنية التي كتبت بها النصوص , إذ أنني أتوقّع – لأنّني من مجايلي الشاعرة - أنّ أعمار النصوص المنشورة في الديوان ؛ تتراوح بين سبعة أعوام و عام واحد أو أقل .
4 / لوحة الغلاف منحت أبعادًا حرّة للمخيّلة , و أناقتها ظاهرة للعيان .


خاتمة :

بعد أن استعرضنا أهمَّ مراحل تطوّر ( السنبلة ) في ديوان ( و أوتيت بلقيس ) , نستطيع أن نلمس بأنّ الشاعرة تحاول أن تمنح المتلقى فرصةً لاقتناص المعنى المراد , دون أن يكون – بالضرورة – على صواب . لذا فكلّ ما خرجتُ به من تكهّنات حول معاني ( السنبلة ) ربّما لا تكون قد خطرت على بال الشاعرة , لأنّني أؤمن بأنّ الشِّعر يقوم على تعدّد المعاني والمفاجآت , و إلاّ سيقتله التفسير الأوحد والرّتابة .

( و أوتيت بلقيس ) ؛ ضربة أولى و ماتعة على وتر الشِّعر , و لا أشكُّ بأنّ ( عنود عبيد ) شاعرة صادقة تختار طريق القصيدة الأكثر كلفة , و تجتهد بحماسة في خلق قاموسها و أجوائها بعيدًا عن الضجّة .

سَعْد اليَاسِري
السُّوّيْد
كَانُونُ الأَوَّلْ / 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي


.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد




.. ما رأيك في فيلم ولاد رزق 3؟.. الجمهور المصري يجيب


.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا




.. فيلم -ولاد رزق 3- يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المص