الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العراقية واشتراطات المرحلة

امجد نجم الزيدي

2007 / 12 / 30
الادب والفن


ماهي الثقافة سؤال تردد منذ ازمان طويلة واثار الكثير من الاشكاليات بالمفهوم والاصطلاح، ولكن الجواب بقي مفتوحا على اجتهادات المفكريين والمثقفين، واثيرت من حوله اسئلة اخرى لاتقل اهمية عنه، وارتبطت هذه الاسئلة واجوبتها المحتملة بامور اكثر تعقيدا وتشعبا، وذلك لتشعب مناهج الدرس، ولست اليوم في مقالتي هذه ابحث عن جواب او اجوبة لمعنى الثقافة حتى لا اقع بالمحظور الذي كنت سابقا احذر منه صديقي الذي ربطها بفلسفة الشيء والاشياء، ولعبة التجميع والترقيع، بيد ان السؤال الاكثر جوهرية بالنسبة لي والذي يفرض نفسه بقوة مؤجلا كل المحاولات لجتراح خط منتظم للفهم، وهو العلاقة الجدلية بين التغيير كفعل والمتغيرات كواجهات تعكس حجم هذا التغيير، والسؤال الذي يضمر الكثير من الاسئلة الاخرى والشكوك، هل ان التغيرات الفوقية تسير كلها جنبا الى جنب وتنطلق كلها من نفس المنطلقات على اعتبار الاسس النظرية والعملية التي قامت عليها، ام ان عالمنا الشرق اوسطي يترك نفسه الى العشوائية والافتراق العملي والنظري بين بناه الفوقية والتي تعتبر الثقافة احداها، وهذا يدعونا الى تفحص واقعنا الثقافي وربطه بسيرورته الواقعية لنعيد صياغة السؤال، هل ان التغيير الذي حصل في العراق في بنيته السياسية، والانتقال من مفهوم الشمولية الى الديمقراطية، رافقه انتقال اخر في البنية الثقافية العامة؟ وهل ان طروحات مابعد التغيير تلائم الواقع العراقي، او البنية المعرفية والثقافية التي يجب ان تتوفر فيها، انعكاسا لحجم التغيير الذي حصل؟ ام انها تتخبط في محاولة اكتشاف ذاتها. فطروحات الثقافة العراقية الان لاتتلائم بالمرة مع حجم التغيير، ولم تظهر بصورة واضحة حلول ناجعة لأشكالياتها الحالية، اذ لم تنهض المؤسسات الثقافية العراقية بأعبائها، بل شغلت بالصراعات الجانبية والتي هي انعكاس عن الصراعات السياسية، وليست وليدة اشكاليات في صميم الثقافة، فهناك محنة حقيقية تعانيها الثقافة العراقية ، وتنعكس على المثقف العراقي، وهي محنة الغياب، الذي كان بصورة قسرية في العهد الدكتاتوري السابق، واصبح اليوم اهمالا متعمدا مارسه السياسيون والحكومة تجاهها، وانعكس هذا الاهمال بدوره على المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني التي لم تلتفت الى المثقف العراقي، ولا الى الواقع الثقافي العراقي واحتياجاته، مما ولد غيابا حقيقيا للمثقف، والخطاب المعتدل الذي يمثله بمجاورة الخطابات المتشنجة للسياسيين وغيرهم، مما دفع بسؤال اخر الى الساحة، هل ان للمثقف دور حقيقي في الساحة العراقية، وهو يسعى بصورة جدية الى احتلال موقعه ؟ بيد ان ما يظهر على السطح العراقي اليوم لايعكس لنا اي انفراج في ازمة المثقف، بل ان دوره اقتصر على المراقبة من بعيد.. انا لا ادعو كما دعي من قبل الى تأسيس حزب سياسي للمثقفين،حتى يكونوا في خضم المواجهة الواقعية، اواللعب في مضمار اخر مجاور، بل على العكس من ذلك، انا ضد اي توجه الى معالجة مشكلات الثقافة العراقية واشكالياتها، بأدوات هي خارج عن بنيتها واشتراطاتها، بل ان دعوتي هي الى البحث عن نواحي القصور ومكامنها، ومحاولة معالجتها بروية ودون الخوض بالصراعات الجانبية وتصفية الحسابات التي لاتفيد ولاتغني العمل الثقافي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_