الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة .... أم..... اغتراب

جورج سامى

2008 / 1 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


أيديا في جيوبي وقلبي طِرب سارح في غربة بس مش مغترب
رباعيات صلاح جاهين

تطلق كلمة الغربة على شخص يعيش فى دولة ليست وطنه الاصلى فهو فى غربة أو شخص يتعرف على مجموعة أشخاص جدد فهو غريب عنهم وفى معظم الأحوال يشعر الفرد فى تلك الغربة بالحنين الى وطنه الاصلى أو بيته أو أصدقاؤه ومعارفه.
أما الاغتراب فيفسره علماء النفس على أنه شعور بالوحدة والانعزال والتقوقع داخل الحياة الشخصية أو العامة فمثلاً يوجد شخص مغترب حتى عن ذاته أو شخص لا يشعر بالانتماء إلى الوطن المنتمى له ويرغب فى الانعزال عن المجتمع فشعوره بالسلبية والانهزام وعدم الرغبة فى المشاركة الاجتماعية هو الاغتراب.
وبنظره أكثر عمقاً إلى وضع المؤمنين فى وطنهم نجد الاتى:
المؤمن أصبح يعيش فى غربة واغتراب معاً فالكنيسة تعلمنا منذ الصغر على أننا مؤمنين مغتربين فى تلك الأرض فهذا ليس وطننا الحقيقي بل لنا وطناً سماوياً هو الأعظم وينبغى الاستعداد له ونحن بعد على الأرض وهذا حقيقى وكلمة الله -الكتاب المقدس- يعلمنا ذلك ويحثنا عليه.
ولكن أخذ القساوسة والخدام والمؤمنين على عاتقهم دوماً ترسيخ تلك التعاليم فى نفوس الصغار والشباب لدرجة تصل بالمؤمن من الغربة إلى الاغتراب الحقيقى.
فالطفل منذ نعومه أظافره يواظب على مدارس الأحد وعندما تتاح له فرصة المشاركة فى أنشطة المجتمع من خلال المدرسة او غيرها من المؤسسات نجد الأسرة تعزله تماماً عنها وتشركه فى أنشطة كنسية من مؤتمرات ورحلات حتى ممارسة الرياضة تتم فى قاعة للألعاب داخل الكنيسة وتبرير ذلك الحرص على سلامته وعدم الاختلاط بالغرباء ، وعندما يكبر ويصبح شاب نجده أيضاً يقضى أكثر من نصف وقته داخل جدران الكنيسة من حفلات واجتماعات ومؤتمرات وإداريات وغيرها.
ماذا عن المجتمع لا يوجد شئ فى قاموسه ومصطلحاته كلمة تسمى المجتمع!!!
مجتمعة هو الكنيسة واصدقاؤة من داخل جدران الكنيسة ودورات الكرة تحت إشراف الكنيسة والتأثير والثقافة هى من الكنيسة والتعاليم المسيحية فقط.
صدقونى لو تحدثت الحوائط الأسمنتية للكنائس إلى المؤمنين لطردتهم جميعاً من داخلها لشعورها بالملل والتكرار والانعزالية!!!
هذا هو الاغتراب الحقيقى الذى يشوه صورة المؤمن الذى هو على صورة الله ( لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السماوات) متى 5 : 16
سؤالي للجميع هل تلك الدعوة من الله؟ هل يدعونا الله إلى الانعزال عن العالم الخارجي والبيئة المحيطة من حولنا؟!!
بالطبع لا فدعوة الله هى اذهبوا للعالم أجمع ، اختلطوا بالشعوب والثقافات ولكن حافظوا على أنفسكم ولكن للأسف الشديد نريد أن يأتى إلينا العالم بدلاً من الذهاب إليه وحتى عندما يأتى نتردد فى قبوله.
السيد المسيح يدعونا دوماً لكى نكون ملح الأرض ونور للعالم فماذا عنا أصبحنا ظلام دامس وملح فاسد باستثناء البعض والملح الفاسد مصيره ان يطرح خارجاً ويداس من الناس .
الرب يسوع فى صلاته الأخيرة فى انجيل يوحنا 17 يقول ( لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير)
نعم نحن لسنا من العالم وغرباء عنه ولكن الله وضعنا فى العالم لأهداف عظيمة ومجيدة ليس من أجل مناقشة أمور مالية أو إدارية أو تنظيم اجتماعات و........
نعم كل هذا مطلوب ومهم ولكن الأكثر ألحاحاً وأهمية هو نظرة بسيطة نحو العالم وتغيير البوصلة نحوة ورمى حجر داخل بركة راكدة متعفنة لأحداث حركة بها.
المسيح لم يأتى للأرض ليجلس داخل معابد ليعلم فقط بل جال يصنع الخير ويشفى المتسلط عليهم إبليس.
دعوتى ليست ترك الكنائس والذهاب إلى العالم دعوتى هى الاهتمام بالعالم كما الكنيسة والمشاركة فى أنشطته ومؤسساته المدنية مثل الأحزاب والنقابات ومنظمات حقوق الإنسان بفاعلية وايجابية، أيضا المشاركة فى مساعدة الفقراء والأيتام وسد عوز المحتاجين.
الدعوة هى العيش فى غربة بدون اغتراب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: ما الغاية من زيارة مساعدة وزير الدفاع الأمريكي تزامن


.. روسيا تنفي ما تردّد عن وجود طائرات مقاتلة روسية بمطار جربة ا




.. موريتانيا: 7 مرشحين يتنافسون في الرئاسيات والمجلس الدستوري ي


.. قلق أمريكي إيطالي من هبوط طائرات عسكرية روسية في جربة التونس




.. وفاة إبراهيم رئيسي تطلق العنان لنظريات المؤامرة • فرانس 24 /