الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فداء الحوراني ، صباح الخير

مها حسن

2007 / 12 / 30
حقوق الانسان


إلا أنني لم أكن أعيش في حماه ، ولم ألتق بك ، ولم تأتي لزيارتي في العاشرة ليلا قبل مغادرتي البلاد بعدة أيام ، ولم تثرثري معي ، كما فعلت كل ذلك مع منهل السراج .
إلا أنني لم ألتقيك ، ولم أمتلك الوقت لأحبك وأعجب بك ، وفق شهادة منهل السراج بك ، بأن " أكثر أمهات حماة اللواتي يتمنين لو أن الدكتورة فداء كانت كنَة لهن" . كلا ، فداء الحوراني ، غادرت من حلب ، ولم ألتقيك .

إلا أني أفكر بك ، إنك تسيطرين على راسي منذ اليوم الأول لاعتقالك ، كلما شربت قهوتي في الصباح ، أتساءل كيف تشربين قهوتك ، وهل تشربينها أصلا ، وكيف تبدأين نهاراتك ؟

أنا يا عزيزتي ، أبدأ نهاراتي بالتنقيب عن أخبارك ، وأتوقع أن أقرأ خبر الإفراج " السلطات السورية تفرج عن المعتقلين السياسيين ، وتعتذر للدكتورة فداء الحوراني " . ولكن هذا ، وفي كل صباح ، لا يحصل ، وأعرف أنه سيحصل . ربما لن يعتذروا منك الآن ، ولكن الكثيرين سوف يعتذرون منك ، حتى لو لم يكن لهم يدا باعتقالك ، فإن موقعك في الاعتقال مخجل ، مربك ، حتى أني أتعثر بقهوتي ، وكأنني أكثر من مرتبكة لاعتقالك .

فداء الحوراني ، في كل صباح سأقول لك " صباح الخير " وسوف أفكر بك طيلة النهار ، وسوف أعتذر منك لأنك تدفعين ثمن صمت الكثيرين ، صمت الخائفين والمترددين والهامشيين ، أولئك الذين يعتقدون أن لا أهمية لصوتهم ، بل يجرجرون يأسهم ، بينما تمشيت أنت بأناقة تليق بك في ممرات السياسة والمعارضة ، وتألقت بجمال صوتك المطالب بالديمقراطية للوطن ، الوطن الذي يفخر بك .

ربما تعرفين يا عزيزتي ، أني أتضامن معك ومع كل سجين رأي ، سواء أكان معتقلا ، أو سجينا خارج السجن ، سجين عدم القدرة على التعبير ، ربما تعرفين أنني مؤمنة بأنه من حق أي كائن على الأرض أن يعبر عن رأيه بالرفض أو الموافقة ، أن يكون معي أو ضدي ، أن ينتقدني أو يمتدحني ، أنني مؤمنة بالديمقراطية المطلقة ، حتى لأقصى المتعارضين معي ، وبناء عليه ، فأنا أرفض كل أشكال الاعتقالات ، المرئية واللامرئية ، اعتقال الأجساد واعتقال الأذهان ، ولذلك ، فأني أتضامن مع الجميع ، معتقلي إعلان دمشق وغيرهم ، ممن أحبهم و ممن لا أتفق معهم ، إلا أنك تبقين أنت ، الشرف المضاء على جبين السجون ، السجون التي تخجل منك ، ومن نقاءك . فداء الحوراني ، كل صباح وأنت بخير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو حمزة: الطريق الوحيد لاستعادة الأسرى هو الانسحاب من غزة


.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع