الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين السيد هوشيار زيباري ..اوقضوه لعله نائم!!

مالوم ابو رغيف

2007 / 12 / 30
كتابات ساخرة


عندنا وزير خارجية، مثل بقية الدول، وزير طويل عريض، ناعم الكلام وان كان ضخم الجثة، بارد رغم حرارة الاجواء، سياسيا او مناخيا، لكنه يحتفظ بدرجة حرارة واحدة، او برودة واحدة على الاصح تجعلنا في بعض الاحيان نرتجف لتصورها، بردا او حنقا. وزير خارجيتنا المقدام، يحافظ على صحته، وعلى مزاجه. هادئ الطبع والمزاج، هدوءه ليس فرضا من الدبلوماسية التي اصبحت في العرف الاتكيتي مثل خطوات عارضات الازياء، لا نسمع خطاها وان راينها تتحرك، نحيفة الى درجة الخوف من التلاشي. واذا كانت العرف الدبلوماسي الغربي يفترض برودة الاعصاب وعذوبة اللسان، فانه ايضا يفترض صلابة كالحجر، وانتباها كانتباه الذئاب، ومكرا كمكر الثعالب، وجراة كجراة الاسود. وبما ان التقليد لا يرتفع فوق النموذج، والتكحل في العينين ليس كالكحل، نرى وزراء الخارجية في الدولة الخائبة العاجزة، ودولتنا المؤمنة منهم، خائري الاعصاب، تنطلي عليهم الحيل كما تنطلي حيلة الثعالب على الدجاج، يخدعون باللبن كانخداع الجاهل، يركزون على مطمطة الحروف وكانهم يمضغون العلكة، يتثائب الحضور ويدب بالنعاس في مؤتمراتهم الصحفية، فكم من صحفي غفى، وكم من متفرج غلبته سنة النعاس، فهم يحيون في ملكوت خاص بهم، ملكوت هلامي، تخاله غير واقعي، لا يثبت من فرط السذاجة المفرطة. ولاننا نرى الوزراء العرب بميزات الدبلوماسية الغائبة عن الوعي، نعتقد بان وزراء الخارجية الغربين من العيار الثقيل، قد انعم عليهم الله باللياقة والحصافة، فما ان يطأ احدهم قدمه على مطار من مطاراتنا ، حتى يشعر الجميع بوجودهم وقوة حضورهم وخطورة طرحهم حتى قبل ان يتكلموا، ننسى انهم دبلوماسيين رقيقيين، ونراهم كمحاربين مقاتليين، عندما يغادرون، يتركون ورائهم تصريحات عصية على فهم سياسي الحكومات واساذة الجامعات، خريجي جامعات اللهم لك الحمد، ويشغل المحللون العرب اوقاتهم في حل الغازها من على شاشات الفضائيات العربية المضحكة، التي تقدم السياسة في علب ماكياج مقدمات البرامج، اللواتي يقدمن نشارت الاخبار وكانه في مشاهد البورنو، ويبحث المحللون المسلمون عن حلول لها في القرآن والاحاديث النبوية، وان وجدوا تلميحا او اشارة، فانهم يعتبرون ذلك اعجازا الهيا رائعا، ويكررون الكلام القرآني غلبت الروم في ادنى الارض وهم بعد غلبهم سيغلبون.
في عصر وزير خارجيتنا، هوشيار زيباري، مرت احداث وماسي ومجاز وكوراث وزلازل وعواصف، حتى ظن العراقيون، ولفرط الحشو الديني في الادمغة، بان القيامة قد دنت ساعتها، وان ضجيج الانفجارات اعلى واقوى من زمارة ميكائيل، لكن وزيرنا هوشيار زيباري كان الامر لا يعنيه، ولا يخصه، حتى يتخيل الفرد، بانه نائم مضطجعا يتقلب في فراشه كانه طفلا قد اسعدته نعومة البودرة المرشوشه على قفاه، فنام بلذة اشراقية وابتسامة خافته على شفتيه. فالقتلة والسفاحون ياتون من الدول المجاورة كالغيوم السوداء، ترعد وتبرق وتمطر دما في اراضينا، لم يبقى بيتا دون ان يُمطر فيه دما وعربا وتفقد عوائله اعضائها، ايادي ، اعين ، ارجل، اذان، عقول، قلوب. العراقيون يصخرون ان القتلة ياتون من دول الجوار، لا استثناء، وان اغلب الارهابيين سعوديين وهابيين قذرين، او زعران واولاد شوارع ياتون من بلدان العروبة، وان الحكومات تسهل لهم عمليات التسلل والدخول، تمنح مباركتها اضافة الى جوازات السفر، وان الشباب افسدهم الدين ورجاله، فغذوا بهم السعير الجنسي، حتى انهم يفجرون انفسهم غلمة وشوهة باعضاء منتصبة، فحور العين تخلع ملابسها امامهم، تتغنج لهم، تداعب اعضائعها، فيصبح الشاب المسلم كالثور الهائج فيوجهه المسؤلون العرب الى العراق حيث الموت.
لكن وزيرنا ان استفاق من نومه اللذيذ، لا يعرف ما الذي يجري، فيشيد بالعلاقات مع دول الجوار لا يستثني احد، لا ايران الفقيه ولا السعودية بالملك الامي الفقيه ايضا، ويمتدح مواقفها وتعاونها ومراقبتها لحدودها، ويشيد باستعداداتها وحرصها على سلامة العراق والعراقيين، حتى العدوان التركي على كردستان، لم نسمع من وزارة الخارجية موقفا حاسما، ولا ردا قويا، ولا شكوى عند مجلس الامن او الامم المتحدة، ولا في الجامعة العربية الخائبة، ولا مناشدة للدول الاخرى ان توقف هذا العدوان الهمجي عند حده والا تحركا لا على صعيد الداخل ولا صعيد الخارج.
المضحك ان السفارت في عهد وزيرنا ومولانا هوشيار زيباري اصبحت مثل الدويلات، فلكل سفارة سياستها الخاصة بها، فاما مع المقاومة الشريفة..طبعا..طبعا.. او ضدها، مع الاحتلال او ضد الاحتلال، لها ضيوفها الخاصين ومناسباتها الخاصة، واحتفالاتها الخاصة، وماتمها الخاصة، وناسها المغضوب عليهم او المنعوم عليهم، وكانها تمثل امرات او مشايخ او سلطانات او عصابات مختلفة. فهذا السفير حول السفارة الى بيت للعراقين، اما الاخر فانه بعثي صدامي، يجاهر علنا بمواقفه المعادية للحكومة، ويستضيف ما شاء له الاستضافة. الامر تعدى حدودة، اذ ان السفير العراقي في البحرين، اصباه مرض التملق والذل والخنوع والخضوع، فتمرغ بتراب التملق من راسه الى اخمص قدميه وتحول من سفير عراقي الى شرطي بحريني، فادان المواطنين البحرينين، وانحى بالائمة على المقتول، واشاد بالقتلة و بالشرطة وباهل الهراوات والخناجر ، والاستخبارت البحرينية، وبجلالة الملك البحريني الذي روح السفير له الفدى، ولام العراقيين والبحرينين وتطوع بكل صفاقة ولؤم بتبراة فدائي صدام ونفى وجودهم في البحريين، واعتذر نيابة عن العراق لكل العرب، بان الاتهامات لدولة البحريين الكبرى العظمى. بل ندد بالصحافة والصحفيين، وشتم الكتاب والطلاب ومحفزي الاضراب.
واين وزير الخارجية هوشيار زيباري من كل هذا، لا نعرف، لقد افتقدناه منذ زمن ، اذا بدات الحرارة تدب في اجسادنا، نود ان نراه ان نحسه، لحاجتنا الى قليل من البرودة.. لعله نائم بالله عليكم اوقوضوه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?