الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريقا واحدا للأمام : دولة واحدة

أماني أبو رحمة

2007 / 12 / 30
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


ستيف كوهين- مجلة "حرية العمال" – العدد 212
ترجمة: د.أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس العودة

اتفق مع ولقد تعلمت الكثير من تحليل الصهيونية ومعاداة السامية في كتيب , أمتين ، دولتين. الذي أصدره موقع "حرية العمال" ""Worker s Liberty wl)) ولكن لا اعتقد أن حل الدولتين (أو حتى الحل المؤقت) هو النتيجة السياسية اللازمة للتحليل. وأود أن أوضح النقاط التالية في روح المساهمة في النقاش. أنتم على حق في القول أن الاستثنائية التي يعامل بها معظم اليسار دولة إسرائيل هي من قبيل معاداة السامية . أفدح الأمثلة على ذلك هي الاحتجاجات على متاجر ماركس وسبنسر لحساب من يفترضون ملكيتها لليهود. ولكن الصهيونية ، الإيديولوجية التي تبرر الدولة ، هي استثناءيه حقا.
لا اعرف أي إيديولوجيه أخرى تحتمل تناقضاً داخليا بهذا الحجم من حيث أنها تحيط بنظرائها المركزيين . الصهيونية هي عنصريه ومعاديه للعنصرية في الوقت ذاته . ومن هنا يمكننا أن نتفهم سبب أن ذلك يثير ردود فعل متطرفة على الجانبين.
وهي ، على الأقل في شكلها المنتصر ، عنصرية بلا أدنى شك تجاه الفلسطينيين. وحتى في حدود ما قبل 1967 فان الفلسطينيين و بشكل واضح مواطنون من الدرجة الثانية. وفي الوقت نفسه فان الصهيونية مناهضة للعنصرية حين تطرح نفسها جواباً ، جواباً ، لقرون من المذابح التي بلغت ذروتها في المحرقة. وكماركسيين كنا نتمنى جميعا (كما فعل قليلون) لو أن ذلك كله حُورب وفقا لذلك. وكنا نتمنى وحوربنا لأننا حاولنا وأكدنا على انه كان يتوجب على الحركة العمالية الأوروبية أن تحطم النازية و تمنع المحرقة. وكنا نتمنى وحوربنا في فلسطين من اجل العمل المشترك من جانب العمال الفلسطينيين واليهود ضد القيادات الرجعية وسلطة الانتداب البريطاني. ولكن على الرغم من أننا يمكن أن نتعلم من التاريخ إلا انه لا يمكننا إعادته إلى الوراء أو أن ندعي انه لم يحدث قط. النتيجة اليوم هي تناقض الصهيونية .
في رأيي أن إنشاء دولتين - ليس من خلال التضامن العمالي ولكن من خلال تكاتف بوش ، بلير ، شارون وعرفات – من شأنه وببساطة زيادة احتمال- ، إذا كان من المكن تحقيقه أصلا ،- هذا التناقض. و بعيدا عن أن يكون ذلك رأس جسر لاتحاد العمال فانه سيكون تعميقا للفصل القائم بين الشعب اليهودي والفلسطيني. وسيكون وصفة لحرب أبدية (المقارنة مع باكستان والهند). ولن يؤدي ذلك إلى فشل إعادة التاريخ إلى الوراء فحسب , ولكن ومن شأنه أن يكرره مع الثأر والانتقام .
اعتقد أن "حرية العمال" كانوا على حق في الماضي في دعم حق اليهود الفارين من المحرقة الوشيكة في أن يكون لهم حق الدخول إلى فلسطين ( قانون العودة ). أي موقف آخر من شأنه أن يعني ليس فقط الوقوف مع الرجعية العربية وقيادة قوات الانتداب البريطانية - بل قد يعني في الواقع الوقوف مع النازيين.
أن نختلف ، كما يحدث اليوم حين نحتج ضد الصهيونية والصهيونية وحدها ، فان ذلك بطريقة ما مبدأ مطلق في الاشتراكية: أن المقهورين ينبغي أن يستمروا وان يكافحوا القهر في أماكنهم - حتى بعد الهزيمة – لان ذلك في واقع الأمر من شأنه أن يؤدي إلى رفض دعم جميع طالبي اللجوء مهما كان مصدرهم وأيا كان البلد الذي يقصدونه. استخدام هذه الحجة ضد اليهود الهاربين من النازية لا يعني كثيرا ضبط الهجرة باعتباره شكل غريب من ضبط الهجرة. انه استثنائية. انه معاداة للسامية .
ولكن ، إذا سلمنا لمرة واحدة بحق اليهود في الدخول إلى فلسطين / إسرائيل ، فاني اعتقد سياسيا وأخلاقيا أن الفلسطينيين ينبغي أن يكون لهم بالضبط نفس الحق. قانون العودة الفلسطيني منكر من جانب دولة إسرائيل الحالية. وهذا الإنكار من شأنه أن يتكرس ويتعزز في حال إنشاء دولتين.
إنكار "حرية العمال" لهذا الحق الفلسطيني هو غير منطقي تماما. قلتم أن ... اقتراح حق العودة العربي هو اقتراح من اجل أن يستعيد الناس الذين لم يعيشوا هنا إسرائيل من الناس اللذين ولدوا فيها . بيد أن الصهاينة الأصلين كانت صلتهم اقل (في الحقيقة لم يكن لهم أي صلة) مع فلسطين / إسرائيل من غالبية الفلسطينيين اليوم اللذين ولد معظم وغالبية أسرهم ، هنا.
أظن أن "حرية العمال" ستقول أن حالة اليهود الهاربين من النازية لن يكون نفس حال الفلسطينيين بمجرد قيام دولة فلسطينية مستقلة – لان الفلسطينيين لن يكونوا لاجئين فارين من الاضطهاد. ولكن هذا يثير مسألة أوسع بكثير - متعلقة بضوابط الهجرة. "حرية العمال" تعارض كل ضوابط الهجرة. إنني أوافق على ذلك. بيد أن المعارضة لجميع الضوابط يعني رفض قبول أي تمييز بين اللاجئين وغيرهم من المهاجرين أو من المنتقلين من أماكنهم . لا ضوابط تعني حرية التنقل للجميع. خلافا لذلك سينتهي بكم الأمر إلى قبول التمييز الرجعي :التمييز بين وافدين حقيقيين و مزيفين .
فعلا ضمن سياق مقترح الدولتين وضعت "حرية العمال" بدائل أخرى غير صالحة وتناقضات موازية بنفس القدر – وتحديدا بين حق الفرد الفلسطيني في الهجرة إلى إسرائيل ، والذي تدعمونه ،و الحق الجماعي بالهجرة – الذي تعارضونه لان من شأنه أن يقوض "الهوية المشتركة" اليهودية الإسرائيلية . ولنترك جانبا الآن الإشكالية البالغة لما هو المقصود من ، إذا كان ثمة شيء ، الأمة اليهودية ب الهوية المشتركة . والنقطة الأساسية هنا هي أن هذا الادعاء بتقويض الهوية هو نفسه تماما الذي استخدمه العنصريون في هذا البلد لمقاومه الهجرة .
إذا كانت "حرية العمال" تعتقد حقا بضوابط الهجرة ضد حق العودة الجماعي للفلسطينيين أي أن تكون تدريجية في سياق التقسيم الجديد لإسرائيل فان المنطق سيكون أن على رفاقكم وأنصاركم مساعدة الشرطة على حدود الدولتين وان يكونوا بمثابة ضباط الهجرة (أو بصورة أكثر واقعيه ضباط الجيش).
منطق تركيزكم على هوية مشتركة للإسرائيليين وبالتالي دعمكم للدولتين تحمل بعض العواقب المروعة. أولا ، انه من المفترض انها تتطلب التنقل القسري للسكان - مما سيجعل من خطة التشتت القسري الحالي بموجب قانون اللجوء البريطاني تبدو حميدة بالمقارنة. صدمت حين قرأت في كتيبكم أن اليسار الإسرائيلي مستعد للتفاوض على عدد الفلسطينيين ليتم توطينهم في إسرائيل. أنتم تقولون هذه التدابير ، من المؤكد أنها مستحسنة .
وفي رأيي انه غير مرغوب فيها على الإطلاق. إذ ماذا عن الفلسطينيين الذين لم يقرر اليسار بحكمته أو بغطرسته التفاوض لإعادة توطينهم ؟ ويبدو لي هنا أن ما تدعمونه هو شرق أوسطيه تعادل ضوابط "عادلة" للهجرة - لا تكاد تكون عادلة لأولئك اللذين سيبقون خاضعين للضوابط.
ثانياً ، أي تسوية على أساس الديموغرافيا هي رجعيه ومنكوبة على حد سواء. في رأيك ما الذي سيحدث لحل الدولتين (و الهوية المشتركة الإسرائيلية ) إذا كان معدل المواليد الفلسطينيين في إسرائيل يؤدي بحد ذاته إلى الأغلبية الفلسطينية؟ أظن أن اليمين الإسرائيلي سيقترح الطرد أو التعقيم القسري.
وهناك العديد من الحجج ضد إنشاء دولتين حصريتين . وليس اقلها هو الفصل المادي بين غزة والضفة الغربية – انظر إلى ما حدث لمحاولة تشكيل كيان حصري في شرقي وغربي باكستان.
وأنا لا اقلل من المشاكل الضخمة في إقامة التحالفات السياسية الضرورية لخلق دولة واحدة مما يتيح البديل الاشتراكي لهذا المأزق. ومع ذلك هنالك ما هو غريب تماما فيما يتعلق بفكرة الدولتين بالنسبة للفلسطينيين إنهم كشخص فقأت إحدى عينيه عمدا عام 1948 ثم فقأت عينه الأخرى عام 1967 والآن يمنح رؤية مطموسة تماما كحل وسيط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟