الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام حسين يحاول حمل سيف بن لادن

سمير عادل

2003 / 11 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


   هل هو محض صدفة، أم هو القانون الطبيعي الذي يحكم موظفي دائرة  CIA، بان كل من حمل راية الجهاد الاسلامي ضد الامريكان، لابد انه كان من احد الاصدقاء - العملاء المخلصين للمخابرات المركزية الأمريكية !فقبل صدام حسين "المجاهد -المؤمن -المنصور بالله"،كان اسامة بن لادن المعروف بتجنيده من قبل تلك الوكالة القذرة ايام اجتياح الجيش السوفيتي لأفغانستان، وهو  الذي أفتى في قتل الصليبيين واليهود، ليرتكب بعدها جريمته البشعة في نيويورك وواشنطن.ذلك البطل الارهابي الذي قسّم تاريخ العالم الحديث الى ما قبل وما بعد تاريخ الحادي عشر من ايلول ويطلق العنان للارهابيين في البيت الابيض ، وتوج نفسه رمزا وهميا وكاذبا لتحرير فلسطين ورفع الحصار الاقتصادي عن العراق ودفع مظالم امريكا عن "المسلمين والعرب"،ليبتلوا بمصائبه. وتجربة مجرمين مثل بن لادن وصدام حسين يثبت بان سيف الاسلام والجهاد يمكن سله بعد اكثر من اربعة عشر قرنا وان اصابه الصدأ، في هذا العصر، مع كل إفلاس أيدلوجي وانعدام الافاق في منافسة "الغرب الفاسد والظالم" بقيادة امريكا. ومن الممكن ايضا رفعه بوجه الالة الحربية والعسكرية الامريكية التي لم تقارعها فذلكات الحركة القومية العربية. فالبشر من وجهة نظر سيف الجهاد لا قيمة دنيوية لهم امام طائرات الاباتشي والشبح وصواريخ كروز، مادام يدافعون عن عرض وارض المسلمين، فالجنة تفتح أبوابها على مصراعيها للحمقى والمتوهمين والذين لم يقرأوا تاريخ صدام حسين الذي ارتكب وحزبه منذ شباط عام 1963حمامات من الدم ضد الشيوعيين والعلمانيين والتقدميين بالتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية .ايامها اعلن اباحة دماء اولئك الاحرار مثلما تباح "ارض العراق"  على يد "الغزاة" كما تقول الخطب الاسلامية للملالي والمعممين و آيات الله مثل صدام حسين وبن لادن .
 ولا يعرف المرء، هل هو ضربا من الحماقة السياسية، ام نوعا من الغباء الايدلوجي، عندما يعاد استخدام سلاحا جرب ولم يلحق غير الهزيمة به على يد قوى "الاستكبار العالمي". فلم يمض على الهزيمة العسكرية لابن لادن اكثر من سنتين، ليظهر بعدها صدام حسين، ويشهر نفس سلاح بن لادن لاسترجاع نظامه الاجرامي عبر خطاباته، وكان اخرها قبل اسبوع بمناسبة شهر رمضان، التي تعلمها من "مواطنه"، لتبثها الفضائيات المشبوهة والمساندة والمروجه لارهاب الاسلام السياسي والوقومي العروبي مثل الجزيرة والعربية.... وهكذا  يتطابق سيف الجهاد الاسلامي مع سيف الجهاد لبقايا البعث والقومي العروبي. فسيف الجهاد البعثي اقر  بأن الانسان العراقي مشروع دائم للاستشهاد منذ اندلاع الحرب العراقية-الايرانية. واليوم طّعم هذا السيف بالجهاد الاسلامي خوفا من ان السيف البعثي قد ثلم نصله منذ هزيمته العسكرية في حرب الخليج الثانية، وان الربط بين القضية الفلسطينية واحتلال الكويت من قبل جيوش صدام والادعاء بتوزيع القسمة العادلة بين اغنياء العرب وفقرائه داخل الامة العربية، قد فشل في الوصول الى غايته الديماغوجية، التي لم ينخدع بها غير الذين راهنوا على ترياق القومية العربية. فكلا السيفان لا يعيرا للماهية الانسانية اية قيمة، وبهما قطعت الاف من اعناق مخالفي الفكر البعثي والقومي العروبي والفكر الاسلامي، وارتكبت بهما مجازر بشرية ليس على صعيد العراق فحسب بل على صعيد ما يسمى بالعالم العربي والاسلامي .
وهكذا يحاول بقايا النظام البعثي الفاشي وقائده صدام حسين المجاهد في ارتكاب مجازر إنسانية، وان يضع رؤوس جماهير العراق على مقصلة سميت "بمقاومة الاحتلال". فأن لم يقطعها سيف الجهاد الاسلامي تطحنها الماكينة العسكرية البربرية الأمريكية. فكلا الطرفان عازمان على تحرير العراق من البشر ومن كل معالم الحياة، فالاول عن طريق شعار عملية " تحرير العراق" والثاني عن طريق "الجهاد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق