الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا له من كثرة تحالفات وتراجع عن السياسات

عبدالله مشختى

2007 / 12 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن التحالف الاخير الذى اقيم بين التحالف الكردستانى والحزب الاسلامى العراقى لم يكن مفاجئا للاوساط السياسية لان المداولات بين الطرفين قد بدأت منذ سنتين تقريبا واوتيت ثمارها الان بتوقيع ميثاق هذا التحالف الذى لن يكون بديلا عن التحالف الرباعى الذى وقع بين التحالف الكردستانى والائتلاف العراقى الموحد وحزب الدعوة سابقا وكان الحزب الاسلامى من ضمن هذا التحالف بشكل او اخر ، ولكن الذى نحن بصدده الان ماهى ماهية هذا التحالف الجديد هل هو امتداد للتحالف الرباعى ام عملية جديدة من اجل توسيع افاق المصالحة السياسية التى انشغل بها كل القوى السياسية العراقية بما فيها الحكومة الحالية والتى على ضوئها بقيت تمارس عملها الحكومى وكذلك الادارة الامريكية التى هى الاخرى بقيت منشغلة بهذه العملية ومحاولتها وضغطها على الحكومة العراقية من اجل تحقيق هذه العملية وجر الاطراف السنية إلى العملية السياسية لاخراج امريكا من المأزق الواقع فيه من جهة وكى يتسنى لحكومة المالكى التى تدعمها ادارة الرئيس بوش إن تسيطر على الوضع الامنى واستيعاب القوى المناهضة للحكومة والتى توصف بالمقاومة ضد الحكومة العراقية والاحتلال الامريكى .
إن هذا التحالف لن تكون اكثر حظا من التحالفات الاخرى كونها هى وقتية وتتوقف استمراريتها على مصالح القوى الموقعة عليها فكلما حدث حادث نرى بان هذه التحالفات تتهاوى باقل واخف ريح يهب كونها ليست تحالفات راسخة ونابعة عن مصالح الشعب العراقى بل انها تمثل مصالح احزاب وقوى سياسية فمتى ما تعرضت مصالح قوة من هذه القوى إلى تهديد او لم تتحق اهدافها من خلال هذه التحالفات نرى بانها تتهاوا وتنفصل عقدة التحالف وتعيد هذه القوى الكرة مع بعضها ومطالب ومقترحات جديدة ، والقضية الاكثر اهمية هى موضوع درجة الثقة التى تسود بين هذه القوى فكل طرف من هذه الاطراف تتوجس الخوف من الاطراف الاخرى ويعود مردها إلى انعدام الثقة الكافية بينها كي يمكن الاعتماد عليها وتتوفر القناعة عند هذه الاوساط وعند الشعب كي تؤمن وتعتقد بان هذا التحالف سيدوم او يحقق شيئا ما لعموم الشعب العراقى ، إن موضوع جر الاطراف السنية إلى العملية السياسية بات هم كل القوى السياسية العراقية عدا الادارة الامريكية التى لن يرتاح لها بال الا وترى نتائج كل تحركاتها فى هذا المجال والاجراءات التى تتبعها وخاصة تجربة مجالس الصحوة التى اشادت بها امريكا وخاصة بعد إن حققت نتائج لابأس بها فى بعض المناطق كمحافظة الانبار ولكنها لم تحقق تلك النتائج فى بقية المحافظات الاخرى اضافة إلى إن هذه الخطوة قد ابرزت إلى السطح خلافات جديدة بين الادارة الامريكية والحكومة العراقية التى تتردد فى تنفيذ مطلب امريكا بادخال قوات الصحوة ضمن تشكيلات الجيش العراقى والاجهزة الامنية ومخاوف الحكومة العراقية من إن تتحول إلى قوة عسكرية قد تتمرد فى وقت من الاوقات وتسبب للحكومة العراقية مشاكل تكون فى غنى عنها ، إن كل هذه المبادرات والمحاولات فى كسب الاطراف السنية إلى العملية السياسية قد ولدت لدى هذه الاطراف قناعة تامة وهم على حق فى ذلك كون لا تتمكن اية حكومة عراقية ادارة دفة الحكم بدون الاطراف السنية او بغيابهم وهم على حق فى ذلك وهذا هو الواقع بعينه وهم فى هذه الحالة بدؤا بزيادة مطاليبهم مقابل اندماجهم فى هذه العملية وهناك بعض من المطالب لا يمكن لها إن تتحقق وهم يدركون ذلك ولكنهم يصرون عليها مما يولد مشاكل كبيرة امام تألف واتحاد هذه القوى بالشكل الذى يكون منسجما مع تطلعات وتوجهات ومصالح عموم الشعب العراقى وقواه السياسية مما يؤدى فى نهاية المطاف إلى إن عقدة هذه التحالفات تنحل وتذوب وان المشكلة الكبيرة فيها هى موضوع انعدام الثقة بين كل الاطراف المشاركة فى الحكم وكون الشعب العراقى على دراية بكل ما يجرى فى الساحة فامسى لا يثق ولايهتم بهذه التحالفات التى تكون مدونة على الاراق فقط والشعب الذى عانى ما عاناه خلال السنوات الماضية يريد من السلطة إن تهتم باموره وان تحسن من معيشته وقد مل من السياسات المجردة والنظريات والتصريحات الخالية والتى تطلق لمجرد اسكات واقناع الشعب وهى كجرعات مسكنة تقدم للشعب واهتدى الشعب إلى هذه الطرق والاساليب فاصبحت بالنسبة لهم لا تساوى تلك القيمة التى تبرزها وسائل الاعلام المسيسة بسياسات احزابها و وسائل الاعلام الحكومية وتطبل لها هذه الوسائل وتضخمها فى نظر الشعب فى الوقت الذى انها لا تستحق كل ذلك التطبيل والتهويل ، إن الكثير من الاطراف السنية لازالت متأثرة بقوى حزب البعث المنحل والمنظمات الاسلامية المتطرفة والحركة السلفية التى تشجعها وتمدها بالقوة والدعم جهات سعودية وخليجية لتتقوى بوجه المد الشيعى الذى يعتقدونه بانه الان اصبح مسيطرا على مقاليد الامور وانه اى التشيع لاتعمل الا بتوجيه من مرجعياتها والتى هى متحالفة مع النظام الملالى فى ايران التى من احد اهدافه الرئيسية هو تصدير ثورته الاسلامية بل ثورته الشيعية إلى كل دول الشرق الاوسط مما تجعل هذه الاطراف السنية إن تتوجس الخوف من المستقبل والتى هى ايضا مرتبطة بالدول التى تدعم السلفية من دول التى تحكمها السنة وتشعر بالخوف من سطوة وتمدد الحركة الشيعية فكيف يمكن لهذه القوى إن تندمج فى اية عملية سياسية مع مع هذا التيار الذى يعرفونه جيدا ويعرفون اهدافه وخططه المستقبلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش