الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العربى التائة 2

مايكل نبيل سند

2007 / 12 / 31
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تفسيران أضافيان لكلمة عربى
تكلمت فى المقال السابق عن مفهوم كلمة عربى و عن الفرق بين الهوية الوطنية و اللغة التى يتحدث بها الفرد و الدين الذى يعتنقة و عرفت العربى على أنة أبن شبة الجزيرة العربية و ليس المتحدث بالعربية و لا المسلم ... لكن بصراحة هناك آراء أخرى مقبولة فى معنى كلمة عربى تستحق الألتفات أليها
* هناك من يعرفون العربى على أنة الأعرابى أى البدوى الذى يعيش فى الخيام فى الصحراء يعمل بالرعى و يتنقل من مكان لآخر .... طبقا لهذا التعريف يكون كل من تمدين و أستقر فى مكان ثابت و عمل بمهنة غير الرعى ليس عربيا .... و طبقا لهذا التعريف لا نكون نحن عربا و يكون العرب الوحيدين الذين يعيشون فى بلدنا هم أقليات البدو التى تعيش فى أطراف مصر و نسبة كبيرة منها لا تتحدث العربية ... و الملاحظ فى هذا التعريف ينفى العروبة عن المتمدنين من سكان شبة الجزيرة العربية
* و هناك تعريف آخر لكلمة عربى مبنى على محاولة معرفة أصل الكلمة .... فكلمة عربى تُظن أنها أُشتقت من أسم شخص أسمة "يعرب" جاءت القبائل العربية القديمة من نسلة و يعرب هذا من أصل سامى ... و طبقا لهذا التعريف لا يكون الأفارقة بما فيهم المصريين عربا لأن الأفارقة من أصل حامى .. بهذا يكون العرب هم أحفاد يعرب من سكان شبة الجزيرة العربية و ليس كل سكانها

لماذا تظن نفسك عربيا؟
لماذا ينسب شخص نفسة لشعب ليس شعبة و لوطن ليس وطنة ؟ لماذا ينسى مصرى مصريتة و ينسب نفسة لبلد أخرى ؟ لماذا هذا الخلل فى الأنتماء؟ .... هناك أسباب كثيرة لهذة الكارثة و سوف أناقش فى هذا المقال أول أثنان منها و أستكمل باقى الأسباب فى مقال تالى

السبب الأول : الشعور بأن العرب هم أسمى البشر كلهم و بالتالى يجد المستعربون رغبة فى نسب أنفسهم لهم ... و هنا أريد توضيح عدة نقاط
- أن يكون هناك شعب أسمى من بقية الشعوب فهذة عنصرية بحتة و فاشية فكر .... كل الشعوب خلقها ألة واحد من طينة واحدة و لم يميز بين شعب و آخر فى أى شئ فلا يوجد شعب لة أذن زائدة عن باقى الشعوب و لا يوجد شعب لة عين أو فم أو يد أو رأس زائدة عن باقى الشعوب
- أيضا التميز لا يورث ... فتميز شعب فى زمن معين يأتى من مجهودهم و ليس بعظمة أبائهم فأجر كل واحد يصيبة وحدة ... أجدادنا مثلا كانوا أعظم شعب فى العالم فى وقت من الأوقات و لكننا الآن لسنا أعظم شعب فى العالم لا حضاريا و لا أقتصاديا و لا علميا و لا حتى أخلاقيا ... و بالتالى فعظمة أجدادنا لا تحسب لنا .... ما أريد أن أقولة أنك أن نسبت نفسك لشعب عظيما فهذا لن يعنى أنك عظيما.
- حتى لو قلنا أن هناك شعب أفضل من غيرة يجب أن نبنى كلامنا على أسس منطقية .... فلو أعتمدنا على علم الأنثروبولوجى لقلنا أن الجنس الآرى ( الألمان ) هم أسمى سلالة بشرية و لو أعتمدنا على مقاييس الذكاء لقلنا أن اليهود هم أذكى شعب فى العالم و لو قيمنا الدول حسب النمو الأقتصادى أو الديموقراطية سنجد أنفسنا رقم 150 بين دول العالم (حوالى 200) حسب تقارير الأمم المتحدة
- كل الذين يدعون أنهم أفضل من باقى الشعوب هم شخصيات متقوقعة فى أرضها لم تتحرك من مكانها لترى هذة الشعوب قبل أن تحكم عليها
- ليس من أسلوبى أن أهين أى شعب مهما كان و لكن لنفكر قليلا ما الذى يجعل أولئك العرب ( أبناء شبة الجزيرة) أفضل من غيرهم ... الأهرامات التى بنوها ... الوطنية الجبارة ( على مدى التاريخ هاجر العرب عشرات المرات من شبة الجزيرة العربية تاركين بلادهم للأبد ) ... مركبات الفضاء التى صنعوها ... قدرتهم الخارقة فى تحقيق السلام مع باقى الشعوب ... فن الأتيكيت الذى أخذتة البشرية عنهم.... الموسوعات العلمية و الكتابات الأخلاقية التى كتبوها منذ آلاف السنين .... أبتكارهم للبيانو و الجيتار و الفلوت ( حتى الطبلة التى تستخدمها بعض القبائل الأفريقية البدائية لم يرتقى العرب ألى مستوى معرفتها ) ... لست أجد أى سبب منطقى يجعلنى أعتقد أن هذا الشعب أفضل من غيرة الذين لولا أموال البترول لبقوا بدوا يركبون الأبل و يسكنون الخيام
- أما ظهور الأسلام بينهم فهذا أيضا لا يميزهم ... حينما كتب العقاد كتاب "عبقرية محمد" كفرتة المرجعيات الأسلامية و قالت : أن ذكاء محمد ليس لة أى علاقة بالأسلام فهو كان مستلم لوحى و ليس صانع لة و بالتالى الأشياء التى تميز الأسلام مصدرها اللة و ليس عبقرية محمد ..... و هنا أتسائل : هل كان العرب مبدعين للأسلام أم متلقين لوحية ؟... فأن كانوا متلقين لوحيا لم يضيفوا علية حرفا فما الذى يجعلهم أفضل من غيرهم ... لو كان الأسلام ظهر فى أى مكان آخر ماذا كان سينقص و ماذا زاد بظهورة عندهم؟

السبب الثانى : الشعور بأن التمسك بالعروبة جزء من تدين المسلم
- الأنتماء فضيلة تجد أحترامها عند كل الأديان و عند الملحدين بل و تجدها أيضا عند الحيوانات ... و عكسها الخيانة و هى رزيلة متفق على تجريمها .... و علية فأن المتدين حقا و الذى يعرف اللة حقا هو شخص بالتأكيد لدية فضيلة الأنتماء .... ينتمى ألى وطنة و يرفض أن يخون وطنة ليُنسب لدولة أخرى
- اللة لا يطالب أى شخص بالأنتماء لدولة معينة ... لأنة ببساطة شديدة لو أراد اللة أن يولد هذا الشخص فى هذة الدولة ما كان هذا صعبا علية ... و بالتالى الأخرة الحسنة ليست مفتوحة فقط أمام من نالوا جنسية وطنية معينة .... فما ذنب شخص أنة ولد فى السودان أو العراق أو الصين أو حتى كولالامبور حتى يجازية اللة أسوأ من مثيلة العربى
- كما أننا كلنا نؤمن بالعدل الألهى ... هل سيفرق اللة فى تعاملة مع الناس بسبب الهوية الوطنية ؟ هل سيفرق بين الصينى و الأمريكى و الكينى و البرتغالى بسبب الوطن و يتغافل الدين و الأخلاق ؟ .. أن الهوية الوطنية شئ و الدين شئ آخر و أخلاق الأنسان شئ ثالث و اللة يعرف جيدا كيف يفصل بين الثلاث لكن هل يستطيع المستعربون؟
- أعرف أن هناك ألتباسا عند كثيرين بين مفهوم كلمة مسلم و مفهوم كلمة عربى , فكثيرا ما أقرأ لبعض أنصاف المثقفين جملة " كل مسلم عربى " .... و على هذا الأساس قد يرفض المسلم نفى العروبة عن نفسة لئلا يتهم بالردة عن الأسلام .... و لكننا شرحنا فى المقال السابق كيف أن الكلمتان مختلفتان و بعيدتان عن بعضهما بل قد تتعارضان ( كما فى حالة العربى الغير مسلم ) و علية فأن المثقف الذى يدرك هذا علية ألا يشعر بالحرج من أعلان الحقيقة و هى أنة مصرى و ليس عربي

للتعليق على المقال
http://ra-shere.blogspot.com/2006/10/2.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص