الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة العربية..أكذوبة كبرى!!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2003 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بداية نؤكد أن الصحافة جزء من المجتمع تؤثر فية وتتأثر بة، وما دعانى للكتابة عن الشأن الصحفى فى بلداننا العربية عدة اسباب، أولها.. تلك الفضيحة التى تتداول حاليا على المواقع المختلفة لشبكة الانترنت، ومفادها أن القوات الاميريكية عثرت على وثائق تدين عددا كبيرا من الصحفيين كان يمولهم صدام حسين ليصدحوا باسمة ليل نهار، وثانيها..أن الصحافة لعبت دورا مهما فى تجهيل وتغييب شعوبنا العربية، لدرجة أن رجل الشارع البسيط دشن مصطلحا صادقا لوصف ماتنشرة الصحف بأنة " كلام جرايد " يعنى كذب فى كذب، وثالثها.. أننى ارغب فى مناقشة قضية ملكية الدولة للصحف، والتى تعد السبب الرئيسى ان لم يكن الوحيد لفساد الصحف والصحفيين بل و المجتمع كلة!!ا
ولنبدأ بالسبب الأول.. فان كانت هناك حسنة واحدة للاحتلال الأميركى فهى أنة عثر على تلك الوثيقة التى تضم أبرز الصحفيين العرب والمصريين الذين كانوا يتقاضون ملايين الدولارات من صدام حسين، ليدافعوا عن نظامة باسم القومية العربية، ونحن نستعجل نشر هذة القائمة، حتى يظهر أمام القاصى والدانى أن هؤلاء مجرد حفنة من المرتزقة والمرتشين الذين نهبوا أموال الشعب العراقى للدفاع عن العصابة التى كانت تحكمة، بالاضافة لذلك فان القوات الاميريكية تجرى الأن تحقيقا مع بعض المسئولين العراقيين السابقين ومنهم طارق عزيز حول ذات الموضوع، بمعنى أن كل الأسرار سوف تتكشف الواحدة تلو الأخرى، وسوف تكون الفضيحة عظيمة ولكنها مفيدة حتى نستأصل ذلك السرطان الذى دب فى العقل العربى بسبب هؤلاء المهيجون والابواق والمرتزقة من الصحفيين المصريين والعرب، أعرف أحد هؤلاء الغوغاء الذى قدم من بلدتة الى القاهرة حافيا، و اصبح الان مليونيرا وظل يصدح ليل نهار فى الفضائيات المختلفة باسم صدام حسين والقومية العربية والناصرية والعسلية والمهلبية!!ا
نحن متأكدون من أن هذا البوق المرتشى وشقيقة - الذين مازالا يواصلان نفس الدور مع نظام أخر بعد زوال النظام السابق وينعقان ليل نهار ضد اميريكا واسرائيل - سوف تظهر أدلة ادانتهما من الوثائق التى لم يفطن النظام السابق الى اعدامها قبل سقوطة - وهذا من حسن حظنا بالطبع - ومن جانبنا نسعى للحصول على تلك الوثائق حتى يكون لنا شرف فضح وتجريس كل تلك الأسماء اللامعة فى سماء الصحافة والفن بل والمجال الأكاديمى وأعضاء البرلمان، وقد اعترف أحد هؤلاء أنة كان يبيع جريدتة بالعراق مقابل دولار للنسخة- لاحظوا أن الواشنطون بوست بجلالة قدرها ب 35 سنت - وعندما عجز النظام عن السداد بسبب شح العملة الصعبة، ارسل لة طة ياسين رمضان " بون بترول " يتضمن تفويضة فى بيع مليون برميل من النفط العراقى، وكأن هذا النفط ميراث ورثة طة عن المرحوم والدة حتى يتصرف فية بهذ الشكل!!ا
قارنوا هذا بموقف رئيس تحرير أميريكى عثر على وثيقة تؤكد أن ملكا عربيا كان يتقاضى مليون دولار سنويا من المخابرات الأميريكية مقابل تقديم معلومات عن المنطقة، فاستدعاة الرئيس كارتر ورجاة عدم النشر لأنة سوف يضر بالأمن القومى الأميريكى، ورد علية رئيس التحرير قائلا ان حق دافع الضرائب فى معرفة أين تذهب أموالة مقدم على الأمن القومى، وقرر النشر فعلا وكانت فضيحة مدوية فى ذلك الوقت!!!ا
أما عن دور الصحافة فى تجهيل وتغييب الشعوب العربية فهو واضح لا شك فية، وأمامنا حالتان.. أولهما هزيمة 1967 والتى حولها الاعلام الى نصر مؤزر، فقد كانت بيانات المذيع أحمد سعيد بصوت العرب تؤكد أن القوات العربية على مشارف تل أبيب، فى حين أن الجيوش الاسرائيلة احتلت سيناء والجولان وباقى فلسطين، والحالة الثانية فى العراق حيث كان محمد سعيد الصحاف يدعى كذبا أن جحافل القوات العراقية من النشامى والغيارى وفدائيو صدام سوف تجعل من بغداد مقبرة للغزاة، فان كان الصحاف بوقا للنظام وأفعالة، فأين الصحفيين الموجودين على أرض الواقع وأين المعلومة المحايدة؟، للأسف أن الصحافة شاركت فى الكذبة وأقنعت الجماهير العربية بامكانية التصدى، مما جعلها تتظاهر بل ويشارك رهط من شبابها مع الجيش العراقى فى مهزلتة!!!ا
وهنا يأتى الحديث عن أهمية خصخصة الصحف والغاء ما يسمى بوزارات الاعلام، وذلك لأسباب ثلاثة..أولها أن المعلومة لم تعد محتكرة بعد وجود شبكة الانترنت، وثانيها.. أن الاعلام يجب أن يتحرر من قبضة الدولة وهذا فى مصلحة الحاكم قبل المحكوم، لأنة فى حالة الخصخصة لن يوجد منافقين للحاكم، وبالتالى سوف يرى الصورة على حقيقتها بدلا من الزيف والوهم الذى يعيشة الحكام العرب بسبب هؤلاء المضللين، ونجزم أن العراق ما كان ليحدث بة ما حدث من خراب لو أن هناك صحافة حرة، والنقطة الثالثة.. أن الصحافة سوف تطرد من لا يصلحون للعمل بها سواء من المنافقين أو خاملى العقل، هؤلاء الذين تظهر صورهم فى الصحف وأيديهم أسفل ذ قونهم تعبيرا عن عمق التفكير، وبعضهم يضع خطوطا أسفل كل سطور مقالة تعبيرا عن أهميتة، ولكم أن تتخيلوا حجم المأساة عندما تعلموا أن هناك مؤسستين صحفيتان كبريان فى القاهرة تملكهما الدولة وتدفع رواتب لمئات الصحفيين والعمال تصل الى نصف مليون جنية شهريا، وتوزيعهما معا لم يتعد المائة وأربعون نسخة، فلصالح من يبقى هذا الوضع الهزلى على ما هو علية ومن يتحمل تلك الفاتورة؟!!!ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات