الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشتائم في حياتنا !!!!!

رحاب الهندي

2008 / 1 / 1
العلاقات الجنسية والاسرية


نمط من سلوك أعراض المجتمع وعاداته!

التفكير في كتابة تحقيق يتحدث عن مفاصل الشتيمة في حياتنا قد يبدو جديدا وغريبا في عالم الصحافة، وقد لا يجد طريقه الى النشر لأكثر من سبب.. لكن ما الذي يمنع المحاولة؟
تعتبر الشتيمة ركنا اساسيا في حياتنا، في البيت والشارع وحتى عبر "الاعلام المريء" كالفضائيات في برامجها المختلفة خاصة السياسية منها.
ولا ننسى ابدا ان لغة الشتيمة قفزت وتربعت بين أحضان بعض الأبيات الشعرية لمبدعنا الكبير مظفر النواب الذي ما ان يشتمنا بألفاظ نابية حتى تلتهب الأكف بالتصفيق.
والشتيمة غالبا ما تدور في فلك الأم والأدب وعذرا من الجميع تنحصر بين "الحمار والكلب" اللذان هما أكثر حيوانين خدمة للانسان، لدرجة ان الكاتب الكبير توفيق الحكيم دافع بحرارة عن الحمار واعتبره صديقا وأهداه كتابا أسماه "حماري" والكل يعرف صفة الوفاء التي تلتصق بالكلب، فلماذا تنحصر الشتيمة في هؤلاء؟ اضافة الى شتيمة الصفة التي تؤخطر الانسان بالهبل او الغباء او قلة الادب!!
الشتيمة جزء من الانسان
لماذا نشتم؟ يبدو السؤال بديهيا لكن الاجابات لها نظريات يقول الاستاذ مصطفى ضاحكا: الحقيقة السؤال محرج ومحير ومضحك في الوقت نفسه لكني اعتقد ان الشتيمة جزء من تركيبة حياة الانسان، اي انسان مهما بلغ من مستوى ثقافي او علمي لكن هناك فروقات في طبيعة استخدام الشتائم فهناك أناس لا يمكن ان يتلفظوا بالسباب او الشتيمة الا في حالات الغضب الشديد، وهناك أناس يستخدمون الشتيمة كما يستخدمون كلمة "صباح الخير".
الشتيمة حالة دفاعية
عباس محمد عبر عن رأيه قائلا: أعتقد ان اللجوء للشتيمة يمثل حالة دفاعية للانتصار على شيء لا نستطيع مجابهته، وهو اسلوب يدل على سادية دقيقة لتهشيم وتشويه الكائن الذي تتصدى له بمعنى ان هذه الحالة تعيد التوازن النفسي الى حد ما وتدل على قصور في مجابهة الانسان، ويبدو ان الشعوب الشرقية اكثر ميلا الى الشتيمة من الشعوب الغربية بوصفها شعوبا تعيش على وهم الانجاز حتى على مستوى الشتيمة، فاللجوء الى اقبح الالفاظ هو قمة العجز، وهذا النمط من السلوك العصابي يكشف عن الخواء الداخلي ومحاولة التعويض عن النقص، غالبا ما يلجأ البسطاء الى النكتة السياسية بصيغة الشتائم والألفاظ البذيئة كنوع من الانتصار السياسي الوهمي لانهم ينفسون عن غضبهم من عدم ارتياحهم للظروف السياسية التي يعيشونها.
أمهاتنا عورة!!
ابراهيم الحريري "كاتب صحفي" علق ضاحكا: هذا الموضوع فيه كثير من الطرافة، اذكر ان احد الباحثين في مصر تناول هذا الجانب وها أنت توجهين لي السؤال!
نعم أكثر الشتائم توجه للأم لأن الأم لدينا تعتبر عورة والعورة مسألة خاصة وحساسة، في مجتمعاتنا اسم الأم وحده يعتبر عورة!! فكيف يشتمها، والقصد بالطبع ايصال اكبر ما يمكن من إهانة للشخص عن طريق شتم الأم والأب ثم لا يمكننا ان ننسى الموروثات الشعبية الشخصية في تاريخنا اما بالنسبة للحمار والكلب فنحن نشتم الاشخاص بها لانها اكثر حيوانين متعايشين معنا! المجتمعات الغربية لا تشتتم الكلب مطلقا بل شتائمهم تعبر عن البذاءة فقط في حالة الغضب او السرور، ونحن ايضا لدينا هذا التصرف اي الشتيمة بالموقف.
الشتيمة قلة ادب
الاستاذة ذكرى اعتبرت الشتيمة نوعا من قلة الادب والادب مهما كان نوعها، والغريب اننا نحاول ان نربي اولادنا في البيت تربية صالحة لكن عصبيتنا عند مشاغبتهم تضطرنا احيانا لشتمهم وبالتالي يتعلمون لكن هناك فروقات في نوعية الشتيمة حسب البيئة والبيت، فقد تنحصر الشتيمة في البيت بمواصفات الحيوانات لكن لا تستخدم الألفاظ البذيئة ابدا، وهذا أهون الشرين، لكن المصيبة انك لا تستطيع تجنب سماع الشتائم القبيحة في الشارع او السوق فيسألك ابناؤك عن معناها ولا تجد اجابة!
الشتيمة ملح الشعوب
صفاء ربة بيت ضحكت طويلا وهي تقول: الشتيمة ملح الشعوب أعطيني شعبا لا يشتم، هي متوافرة حتى عبر اجهزة الاعلام، نسمعها في المسلسلات والافلام.
ألم تستمعي لسهير البابلي وهي تشتم احمد بدير بصورة مغزلة؟
وتحدث الكثيرون في هذا الموضوع واجمعوا ان الشتيمة متوارثة في كل المجتمعات برقيها وفقدها وثقافتها وتخلفها وتستخدم بوجهين في تبادلنا للنكات السياسية والاجتماعية وهي تعبر عن احساس الفرد بعجزه واحتقاره لجزيئات السياسة احيانا وقد كانت بعض النكات واشعار السخرية سببا في سجن البعض.
تبقى الشتيمة جزء من كينونة الانسان يسمعها ويتداولها منذ طفولته من ذوي العربي والغرباء والشارع والاعلام. لكن تبقى اخلاقياته تسحبه بعيدا عن مجاراة مثل هذا الوضع الا في الأزمات مع الغرباء او في حالات الاسترخاء الممتعة مع المقربين الى نفسه.
وتبقى الشتيمة ملح الشعوب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس البلدي لمحافظة ظفار آ


.. لمستشارة بوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية




.. نائبة رئيس مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب


.. أميرة داوود من مكتب ديوان محافظة الجيزة في مصر




.. رئاسة الجمهورية اليمنية فالنتينا عبد الكريم مهدي