الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون المسئول حاضرا

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 1 / 1
القضية الفلسطينية


بالأمس القريب أي في يوم السبت 29/12/2007 -- عقدت جامعة القدس المفتوحة بطولكرم، وبالتعاون مع مؤسسة الإغاثة الزراعية الفلسطينية، ووحدة شئون الجدار بمجلس الوزراء الفلسطيني، مؤتمرا علميا متخصصا بقضية جدار الفصل والعزل العنصري.. وقد شارك بافتتاحه السيد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، والسيد يونس عمر رئيس جامعة القدس المفتوحة، والسيد إسماعيل دعيق رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإغاثة الزراعية، والسيد طلال دويكات محافظ محافظة طولكرم، والسيد فيصل عمر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر واسيدة لويزا مارتيني نائب رئيس البرلمان الوروبي وكذلك السيد محمود الجلاد رئيس بلدية طولكرم.. وقد جرى التحضير للمؤتمر بشكل جيد جدا، وحشدت له المؤسسات الشريكة كل جهودها، واستنفرت لإنجاحه كل أطقمها.. وكان من الواضح أن حضور السيد رئيس الوزراء، قد لعب دورا كبيرا في مضاعفة حشد الحضور، وخاصة من طبقة المسئولين الحكوميين، ومن شخصيات المجتمع الاعتبارية، ومن ممثلي المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص.. حيث قطع الجميع المسافات الطويلة، واجتازوا كل الحواجز، ليكونوا في المكان الذي يتواجد فيه دولة رئيس الوزراء.. وهو أمر طبيعي ولا غرابة فيه في بلادنا، وسلوك تعودنا عليه، ودأبت هذه الفئة من المسئولين على ممارسته، سعيا منها لكسب ود القادة الكبار، وطمعا بالتواصل معهم حتى ولو بالابتسامات عن بعد، والإتيان بأي حركة مهما كانت كي يلحظ ذلك المسئول وجودهم..
وجرى افتتاح المؤتمر بتغطية إعلامية واسعة، وألقى السيد رئيس الوزراء كلمته وكذلك فعل كل من كان على المنصة، وبعد ذلك استأذن رئيس الوزراء وغادر قاعة المؤتمر-- وهو أمر قد يكون مبررا لشخصية لها ارتباطات وعليها التزامات كرئيس الوزراء.. لكن المدهش والمحبط حقا هو التصرف الذي مارسه كبار المسئولين والعدد الأكبر ممن يعتبرون أنفسهم قادة وصناع قرار، حيث تسللوا بخفة إلى سياراتهم فور مغادرة رئيس الوزراء للقاعة، ومن بين ما لا يقل عن 600 شخصية لم يبقى في القاعة أكثر من 300 مشارك.. ونسي المغادرون أن دعوتهم كانت للمشاركة في جلسات بحث علمية جادة، سيجري فيها نقاش قضية الجدار مع نخبة من الخبراء والباحثين، الذين قدموا أوراقا علمية تستعرض الآثار الكارثية للجدار-- على مختلف نواحي الحياة الفلسطينية—
خرج الجميع وركبوا سياراتهم الفاخرة، وابقوا قضية الجدار للفئات الشعبية ومتضرري الجدار، وللمناضلين الحقيقيين ضد الجدار، وللجمهور الذي لطالما جلس وناقش قضية الجدار في مئات الورش والمؤتمرات ورفع آلاف التوصيات وأطنان الورق لصناع القرار، وانبح صوته من كثرة الصراخ والمناداة طلبا لوقفة جادة مسئولة، دون أن يجد من يمد يده ليساعد في درء مخاطر الجدار، ويساعد فعليا في تعزيز صمود المتضررين الفعليين من الجدار.
وابتدأت الجلسة الأولى والثانية وغاب عنهما صناع القرار، وكذلك الثالثة والرابعة والخامسة، ولم يعد إلى القاعات إلا أولئك الذين لم يغادروها.. وعلا الهمس بين الحضور وتساءلوا أين ذوي البدلات السوداء والياقات البيضاء.. أين هم من يحكمون باسمنا ويتربعون على الكراسي مدعين أنهم يقومون بخدمتنا.. ولمن نتحدث ونشكي.. ومن سيسمعنا حتى ولو ملأنا القاعة صراخا.. وهل نحن جالسون هنا نتحدث إلى بعضنا.. بينما يغيب عن المكان من هو واجب عليه أن يكون هنا.. ليسمع صوتنا ويشارك معنا بالنقاش ويجيب على تساؤلاتنا..
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من المهزلة واللهاث خلف صناع القرار، فقد عاتب الكثيرون ممن لم توجه لهم الدعوات وسمعوا بأمر المؤتمر عبر وسائل الإعلام.. عاتبوا القائمين على المؤتمر لأنهم لم يبلغوهم به واستثنوا من الدعوات.. وخسروا لحظة يراهم فيها رئيس الوزراء أو بعضا من أركان وزارته.. ضحكت من أعماقي بسخرية، وقلت آه لو يعاتبنا هؤلاء الأوغاد مرة على عدم دعوتنا لهم للمشاركة في تظاهرة على الجدار، أو في مواجهة عند حاجز مع جيش الاحتلال..!!

مخيم الفارعة – 31/12/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل