الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام ونعال الاطفال المحرومين وجنود الاحتلال وحيرة ضحايا قهر الحرمان

سلام فضيل

2008 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كان العراقيين يمرون قرب تمثال صدام القاتل سرعان ما يشيحون بانظارهم عنه‘ ويمدون‘ يدهم لتتحسس رقابهم ويلفهم الحزن والتوهان بين وجوه احبة مروا‘ وقت الغروب فتلقفهم التمثال وفرق بين اجسادهم ورقابها‘ ليستمتع بلوعة وشجن غناء فراق الرأس لخله الجسد وعشيقتهم الروح التي يرموها بعيدا كي لاترى لحظة هجرها بعد كل ما قالوه عن هواها‘ لتظل تضاجع الحياة بجسد ورأس يعيشان معا ملتحمين عند الاكتاف وقرب الارض فوق ارداف الساقيين.
يسارعون في خطاهم نحو بيوت الصفيح التي تركوا فيها اطفالهم يبكون البرد والجوع‘ التمثال يقف فوق مرتفع‘ يخاطب منه كل اهل المدينة ويصرخ بالجياع والمحرومين ليخلدوا الى النوم وقت حفلات القتل والتعذيب‘والحروب.
من هناك يقفز عشاق النفط ويتسلق جنودهم التمثال‘ فيخرس ذليلا وينحني دون النظر لبصاقهم على وجهه الذي ارعب المدينة وجياعها المحرومين ‘ ويسقط لتضربه الاطفال بما توفر لهم من نعال‘وعلى مسافة ‘يقف المناضلون يرقبون انحناء ذلك التمثال النازي الذي لم يحتمل انين اطفالهم من البرد وسط الصرائف وبيوت الصفيح بل و حتى مرورهم قرب قصوره.
يرقبون صفعات نعال الاطفال وهم يسحلون نظاما نازيا‘ ركلهم بقسوة عندما اخطتف ابائهم وتعلقوا باطرافهم‘ يبكون ويستصرخون إلة السماء الصامت ابدا‘ لينقذهم من وحش التمثال‘ ويضحكون‘ برائة لعب الطفولة المحرومة من دفئ الشتاء وقبلات الاهل المقتولين‘ كلما مرغوه في الوحل.
‘ينظرون في صمت حائرا‘ هم ناضلوا من اجل الحرية والانعتاق ‘حيث‘جندي الاحتلال كان يسهر مع التمثال يوم دفنوا احياء في المقابر الجماعية‘ وفي جوف الحوت الساكن في اعماق البحار البعيدة ؟
وجوار حدود قسوة التمثال‘راحوا يتحسسون خدودهم حكام المنطقة كلها ويطلبون مزيدا من فناجين القهوة عسى ان تساعد في التقليل من ارتجاف الاطراف واهتزاز الكراسي وعبوس وجه عشيقتهم‘ لذة قهر الناس‘ واستعبادها.
توقف لحظة دعني اسألك‘ هل كل هذا الحوار دار مع التمثال؟ هذا ما قاله‘ مقدم برنامج الكتاب الاسبوعي في محطة جورنال الهولندية القناة الاولى ‘ فيم براندس‘ في حواره مع الكاتب تاييس خيلديس خيميدل (,tijs Geldisgmidl)‘ عندما قاطعه وهو مسترسل في اعطاء الامثلة ‘ التي توضح وتؤكد فكرة كتابه الذي يحكي عن حوار الفن بكل الوانه.
من كتابة‘ ونحت الى الموسيقى وحركة الاجساد في الرقص‘ مع الانسان والطير وكل الحيوانات‘ يوم الاحد 30-12-2007 ‘فقال تاييس: نعم هذا الحديث دار مع تمثال صدام الذي كان يمثل نظام القسوة والتوحش‘ وهناك ايضا‘ امثلة أخر في الكتاب‘منها علاقة دب ابيض قطبي مع كلب اسود صغير ومربوط في سلسلة ‘ وهناك حديث الجسد الاكثر وضوحا وانتشارا.
فرقصة ‘ الجوبي العراقية ‘ والدبكة اللبنانية‘ تحاورك حوار الحب وهوى جمال الحياة ورفقة رحلتها‘و الى‘ سيريناما( مستعمرة هولندية سابقا يتحدثون اللغة الهولندية )‘ وترى كيف يرقصون ثم الى نيويورك وفنزويلا والبرازيل‘فترى كلا‘ منهم له‘ رقصة مختلفة عن الاخر‘
ولكن كلها تعطيك ذات المتعة والجمال‘ وبلغة واحدة هي لغة الجسد‘ الذي تعيش وسطه الروح والعقل‘و بهما ترى وتحاور وتعشق كل جهات القرية وما حولها من سماء وبحار وخيال ما وراء ذلك البعيد.

















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى