الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعاون الإقليمي

نجيب المدفعي

2008 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من النشاطات الإقليمية، و التي محورها العراق، الاجتماع الدوري لدول الجوار العراقي. و أصل انعقاد هذا التجمع هو النظر في شؤون العراق التي تتأثر بمصالح دول الجوار. و مما يلاحظ مؤخرا أن نشاطات هذا الاجتماع الدوري صارت تبحث على هامشها شؤونا أخرى تخص دول الإقليم، و هو أمر حسن. فجمود العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية صارت جهود تـُبذل " بوساطة عراقية " لإذابته. و حلحلة الوضع السياسي المتعثر في لبنان و أمن تركيا، يـُبحثان على هامش أعمال المؤتمر.

الملاحظ أن مشكلات أمنية و سياسية، تخص دول الإقليم، صارت تـُطرح في أروقة هذه الاجتماعات الدورية. و التساؤل الذي يمكن أن يثار: لـِمَ لا يـُصار إلى تطوير اجتماع دول الجوار العراقي إلى فضاء للتحاور الدوري بين دول الإقليم؟ و ليـُطلق عليه أي تسمية (اجتماع، لقاء، منتدى...الخ) ليتولى محاولة الوصول لتفاهمات أو رسم سياسات مشتركة في ما يخص قضايا تخدم هذه الدول، دون القفز مباشرة إلى اتفاقيات أو منظمات أو تحالفات...الخ. مثل هكذا فضاء يمكن أن يُـنشئ تفاهمات و رؤى مشتركة بين مجتمعات صارت آفاق تنميتها تتطلب انفتاحها على بعضها. و هي مجتمعات تحمل العديد من المشتركات الثقافية، يأتي في مقدمتها الدين.

و مع حضور فاعل ـ في الاجتماعات الدورية ـ للقوى الدولية (الأعضاء الدائمون لمجلس الأمن، مجموعة الدول الكبرى الثمان)، منظمة الأمم المتحدة، منظمة المؤتمر الإسلامي، و جامعة الدول العربية، يمكن الحصول على ضمانات تعاون دولي مع ما يتم رسمه من سياسات مشتركة.

إن الانتقال من صيغة الردع إلى التعاون، هو نهج أخذت مختلف دول العالم تقتنع بتبنيه يوما بعد آخر بسبب ظهور العديد من المشاكل التي تتطلب تعاونا بين أطراف متعددة لمعالجتها، كالتغير المناخي الذي يهدد سكان الأرض جميعا. و على مستوى الفضاء الإقليمي للعراق، تمثل مسألة الأمن أولوية آنية. و أمن العراق هو من أمن الإقليم. فبدون التعاون بين دول الجوار لا يمكن، بالمطلق، الحفاظ على أمن الجميع. و يمكن إضافة مسألتين مهمتين تكاد تشترك فيها أغلب دول الجوار العراقي، و تتطلب التصدي لهما في أقرب حين. و المقصود هنا مصادر الطاقة و المياه.

و رغم أن المنطقة تشكل أحد المصادر الرئيسية للنفط في العالم، إلا أن بعض دول الإقليم تعاني من شحة أو انعدام النفط لديها. و هناك موضوعة المياه التي تعاني من سوء التوزيع بين بلدان الإقليم كما النفط. و قد يكون التعاون في رسم سياسات مشتركة في مجالي الطاقة والمياه، منطلقا لتعاون أوسع في مجالات أخرى مستقبلا. و ما فكرة قيام الاتحاد الأوربي منطلقا من اتفاقية مجلس الفحم و الصلب إلا خير مثال.

و العراق بموقعه الجغرافي يمكن أن يلعب دورا كبيرا في الربط بين عدة فضاءات، العربي ممثلا بالدول العربية، و الغير عربي إيران و امتدادها نحو أسيا الوسطى، و تركيا و امتدادها الأوربي. و هو موقع شكـّل نقطة احتكاك أفرزت صراعات مسلحة على مدى التاريخ القريب (صفوي ـ تركي) و من ثم (عراقي ـ إيراني). وقد يجد البعض صعوبة في تجاوز آثار مثل تلك الصراعات. إلا أن أوربا هي خير مثال يمكن الإشارة إليه. فلم تكن العديد من الشعوب الأوربية على استعداد لنسيان مشاعر الكره تجاه بعضها جراء صراعاتها الدموية التي تمتد إلى قرون مضت، و انتهت بالحرب العالمية الثانية. و حتى بعد توقيع اتفاقية مجلس الفحم والصلب عام 1951، كان هناك العديد من الألمان و الفرنسيين ممن لم يستطيعوا تجرع فكرة التعاون مع أعداء الأمس القريب.

و الفكرة مطروحة على المؤسسة الدبلوماسية العراقية لدراستها، خاصة و أن هذه المؤسسة بإدارة السيد هوشيار زيباري نجحت في استخدام لغة جديدة متحضرة، صار العراق يتواصل بها مع محيطه الإقليمي و العربي و العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -