الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوق المراة

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2008 / 1 / 2
الادب والفن



انا رجلٌ أجهشُ بالكتابة
إذا ما اندلعتْ إمراة بين أوراقي
تُخرمشني بعطرِها
وتُخرمِشُ وجهَ المخدة ... بكٌحلِها

***

أنا رجلٌ أجهشُ بالكتابة
كُلما رأيتُ إمراة تتكسرُ فوق بالكونة ذكرية
تصرخُ باعلى اُنوثتِها
علّ قطار الشمسِ يمحو خطيئتها!
او تمرُ سحابة اللؤمِ دون ان تجلِدُها

***

أنا رجل أجهش بالكتابة
إذا ما شُنقتْ إمراة بأمرْ العشيرة
وإذا ما دُنِستْ كعود الكبريت
بحجة الأوامر الشرعية

***


أرسلتُ كلماتي شرقاً... وغرباً
ولعقتْ حروفي نهود نسائي دهراً
فضاعنْ في محيطاتهنْ
كسرب طيرٍ خرجَ مِنَ الاعصارِ
بلا ريش وبلا هوية

***
لمْ يبقى في جُعبتي ما أسكرُ بهِ !
غيرَ ذِكرى شَعرُكِ
وهو يهرهرُ ثملاً بين أصابعي
لمْ يبقى لي ما أسكرُ به بعدُكِ !
غير قصائدي الغبية

***
كلما زُرتُ كلماتكِ
أشعرُ ان البحرَ نقص حورية
وان لمْ أقلْ شيء في عينيكِ !
تفقد اللغة عذريتها
وترجمني بالنسيانِ قوافيها الانثوية
***
عندما أرى إمراة تبكي حروفُها
تصبحُ أصابعي عود ثقابْ
يُشعِلُ كلَ شيء
حتى مياه المحيطاتْ الملحية
وتنفجر اضلاعي
بوجه الأحزاب الذكرية
وبوجه قانون الرجولة
في دولِنا النصفُ رُجولية

***

زرعتُ شعرُكِ ... وعَينيكِ بين أسطُري
كفلاح في زمن الثورة النرجسية
يسمعُ عنْ مُنجزاتها
ولايرى سوى لغة العصيّ
وتكبيل الأفواه بطريقة دينوقراطية !
فأضعتُكِ ألفَ عامٍ كلوحة طينية
لاتظهر إلا بطوفان خرافي
او بظهور رسول
لايجيد التكلم بالحروف العلنية

***

أفتقدُكِ يا إمراة مِنْ سجيلْ
يا أمراة غمرتْ فراشي بكحلتها
وأحالتْ تُربتي إلى مَعبدْ قديم
***
بكيتُ كثيراً
حتى صارتْ اوراقي مبكاً يهودياً
فهل ياترى كالعادة صرت جزءاً مِنْ متحفي ؟

***

أفتقدُكِ يا أنوثة كانت تمرّرُ بينَ شَعري أصابِعها
فأصهلُ كفارس مقدوني
لا يرتجل إلا وتحتَ قدميه نصف الأرض مستعمراتْ
فأحتلُكِ شبرا شبرا
خصراً وسُرة
ِمنْ الشَعرِ الى اخمص القدمان

***
أفتقدُكِ يا سرً لايكابده بشراً
ولا يهمسُ بهِ أحد
إلا وصارَ طعاماً لللبواتْ

***

أفتقدكِ يا قمراً يلتحف نُجيماتي
ويا مُهرة تصهل كأيامي
ويا أجمل مُراهِقة زاولتْ الحبَ فوقي
يا أمراة حلقتْ بلا هوية فوق اعاصيري
وهزمت رياحي
وبراكيني
وسجلت هزاتها الفُ درجة
على مقياس ابن الملوح للرعشات العشقية

***

لاتخشيني ...
فأصابعي سرقنهنْ نساءٌ قبلكِ
وحروفي تهُن على نهدٍ قبلكِ
فلمْ يبقى لي مِن ديني شيء يُعبدْ
ولا مِن قمري ضوءُ يخُلدْ
ولا مِن صلواتي
آية يُسجدُ لها
او بالسوط كالعبيد تُجلدْ

***

نسيتُ ان أخبركِ ...
بانني رجل إذا ما رأيت إمراة تجهش بالحب
تصبح اصابعي منجلٌ
يحصد الكلماتْ بهمجية
ويقص شعر السُلطان
إذا ما صادر حقي في تقبيلكِ
بطريقة هوليودية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى