الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار على وتر مقطوع ..!!

محاسن الحمصي

2008 / 1 / 3
الادب والفن



"ولما صعّرتُ لها خدي وطاءً على الثرى
قالت : لكِ البشرى بلثم ِ لثامي "
عمر بن الفارض

يسكنُ فوق سحابة الكلمة ، يهطلُ الحرف من فمه كاللؤلؤ المكنون
قطرة ..قطرة ..
تروي جفاف العمر ، تردمُ تشقق النفس ، لتخضرّ أرض الجُدب ،
وتزهر حدائق الأمل الصدئة .
يرتجفُ أصغرُ ..أصغرُ شريان في أقصى زوايا قلبي ، تصتك أسناني
برودة الرهبة ، ترتعش أصابعي
أتخدر ، تدور الجدران ، يلتف السقف ، أراني لاعبة أكروبات صينية
تتسلق على مطلع قصيدة ، تقفز بين ردهات بيت قصة ، ترقص بين
الضمة ، الفتحة ، وتنثني على الكسرة بين الشطور والسطور..
زلزال يهز أطرافي ..فأنشطر ، يسقط كلي من كلي ..!
يهمس بصوت رخيم ، عابق ، مخملي .."يا حلوتي رددي معي" ...

يا
يااااااااااااااا
رررررررررربِ ..
"أتوقف ..(الله ربي ) لكني ارآه الليلة أقرب وأرحم "
لمَ توقفتِ ..؟
الله يا (*****)
أصمت حزنا ، ذلك الإسم موسيقي الرنة ، جميل المعانِ ، رقيق
الصفات ينساب شلال دفء في أذني ، كم هو لصيق وحميم أين
تراني سمعته من قبل ..؟
أقرص خدي ، آآآآآآآآآه غاب عني ، نسيتُ ( إسمي ) !
تتشابك الأهداب ، أتسلل خلف عسل حدقة العين الغارقة في دمعة
كبرياء لا تنزل ،
ألمحُ غُربةٍ ، كربةٍ ، كُحل حزنٍ أسود ، ينزلق في دهليز الروح
الشفافة ، يتوارى في كهف ذكريات لامرئي ، صراع بين شخصين
ضدين ، رجلين ، يرمقاني بوجل ، حنين ، وظنون ..

يستأذن التدخين في الشرفة ..أمدُ أصابعي أشعل العشرة ..
تتثائب السيجارة بين شفتيه تغويني وتغريني ، وأهيمُ على عتبات
شرودٍ يفرضهُ ، أمسك دمعا يتدفق ..
تفصلنا ( ثقة ) وبعد المسافة بالخطوات أرحم وأحّن من بعد
مسافة الفهم والادراك ..!
ألملم ضعفي المكسور أحوله رشاش كلمات ..
- يا سيدي ..لستُ الرسول يوسف في الجمال ، ولا محمد قي الكمال ،
لكني إنسانة تشعر ، تحس ، تتألم ..

حين أحب يهجرني الهدوء والسكون ، بركان قلبي يتقد في جنون
و حين أعشق ..أقيد ذاتي ..لا أخون ..!


أخبرني كيف تتجاهل الأرقام ، تتناسى الوجوه ، تمسح الأحزان ، تحذف
العنوان ..


أتبكي ، تشهق ، تزفر ، أم تضحك منتشيا في مجون ؟
- يا انتَ ..
أتوق لو مرة سألت الليل في شعرك طال على البعد ،خبى البريق
، نامت في ثناياه النجمات ، ثغرك لازال يتألق
ترقص على مسرحه بسمة ، ضحكة ، دافيء رطيب أم كأرض بور يشتهي
زخة مطر ، صدرك تراه ازداد رحابة واتساعا أم أثقله جسد رجل يرقد
في ظل (الله ) ووجه يتأرجح في سلسالٍ مُدلى يعُدُ الوقت ، يحسب النبض
ويحبس النفس ..
- أنا وحدي ، لن أكون محطة نسيان ، واحة راحة ، جسر عبور ..شهريار
استولت على لياليه شهرزاد بالخدعة، شمشون جزت دليلة شعره بالحيلة ،
يوحنا المعمدان قطعت رأسه سالومي برقصة ..
- وهل أساويك كأسنان المشط مع أحد ، أقارنك بمن كان ومن سبق..؟
- الماضي يعذبني يجرح رجولتي ..!
- أعترفُ ، لا أدّعي براءة الأطفال ، أحمل وجه البتول ، أرتدي ثوب
الحمل الوديع ، أختفي خلف ستار العفة .. لي خطايا وبي علل

ولا أنكر كبعض النساء أني شجرة لم يهزها الريح ..!
كأي انثى عابر مر في دربي
رفيق ، صديق ، مطب في طريق ..، عرفت الصالح والطالح تتلمذت على
يد الحياة
تعلمت من تجاربي ،صقلت شخصيتي, و متى أوقف و أتوقف عند حدي ،
أرفع رأسي ، لا أنزلق..في قشور الكلام ، الغرام ، والهيام !

وأنت.. أيا شرقي النزعة فكرت بي .. طائر جوال ، سندباد الترحال
تحط على القدود ،النهود والخدود وحين تتعب الى زندي تعود


لا أحمل آلة تحسب أين ، متى ، كيف ، ومع من قلبك يطوف ،أخنق غيرتى
كرمى لعينك ، أكتم آهة تشعل الثورة بي .
أستقبل برود احساسك أقول : " أحتضن أيهن شئت تجدني – أنا كل النساء-
طوع يمينك"
- اكره ضعفك أمقت استسلامك و خوفك ..!
- خارج حدودك أنا امرأة ، تكد ، تركض ، تحتل صدارة ، تعطي المجتمع
جُل العلم ، العمل والابداع
لبؤة تنهش من يصدم (ظلي ) حقي آخذه بالعقل والمنطق
لا أنام على باطل وأسامح على خطأ أتنازل عن مبدأ ..
معك انا الحلقة الأضعف استمد قوتي منك وفي حماك أشتد..
- كيف اتخطى عيون الشهوة ، رسائل الاعجاب ، وذلك الأحمق الراكض
خلفك ليل نهار يبعثر الوله المجنون كيفما استدرتِ وجلت ِ ؟
- لا أهتم ولا أبالي بمن يزرع الحب على مشارف الطرقات لأتعثر ..
وكم قلب مهزوز في دربي يسير ..

- اسمعني
تقبلني ، ترفضني ، لن أخلعك كضرس ، أبقي على شعرة معاوية
فيما بيننا حتى هذه اللحظة أشتريك ،وأحتويك ان شئت قطعها لن أخذلك ، أطلق
سراحي ، فك قيودي وأرحل أو اصمت الى الأبد ، كرتي الآن في ملعبك


فأنا امرأة( متخلفة) رجعية ، أطبق قول جدتي (الرجل اولا)..
يا سيدي دست على شوك الصعاب ، ادميت
أرجل الكبرياء ،لا أنافسك ، أصارعك في الحلبة ،
أستعرض قدراتي ، وادخل الذئب الى كرمك ..
توجتك (سي السيد ) باختياري وقراري
لست حضارية في المساواة بين الجنسين ، أحب أن أكون تحت جناح
رجل يسبقني خطوة ، رغم مكانتي ، صلابتي ، ثقافتي ، تحرري
حين أهوى أفرش له هدبي ، أبسط عمري ،
أعجن سنابل أيامي في خميرة الود أقدم رغيفي ساخن على مائدة الشوق
أحترف من أجله الصبر
والانتظار، أخلع نعلي (فتاة جيشا) انحني بباب محرابه ، ألقي ألف قصيدة ،
أروي الأساطير ، أحفظ النكتة ، ويكفيني منه الأذنين ..

..ولغيره مع كل الاغراءات لا أكون ، أصون مملكتي ، في غيابه والحضور ومادت على العهد معه .. لا أخون .

- لا أحب القيود ،العهود، والوعود ..

تعبتُ أريد أن أغلق النافذة وأناااااااااام ..

- تُغلق النافذة التي تربطني بك ..!

- متى تُقرب (المسافة) ؟
- حين يتبدد الشك ، أهدأ ، أنسى ، أغفر ، وأصفح عن الماضي
- متى يتبدد شكك ، تهدأ ، تنسى ، تغفر ، وتصفح عن ماض لم تكن أنت فيه
أعطيتك الوفاء ، الصدق ،دفتر حياتي شرعته لك ، قلت لي "نفسِي طويل "
فلماذا بات أقصر من حبل المشنقة ، وكلما حاولت التقاطتك تتسرب كقطرة
الندى من بين أصابعي ..؟

- حين أحبكُ ..أُبقي الباب مفتوحا ..!
يبتعد خطوة ، خطوة يدوس على روحي
- أهمس ..ومتى ستحبني ؟
يلتفت نصف التفاته
- أنا .... أُحبُك ِ..
أحمل نعلي على كتفي وأركض نحو الباب المفتوح ..!

كاتبة وصحفية
الأردن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني


.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار




.. تعمير - المعماري محمد كامل: يجب انتشار ثقافة البيوت المستدام


.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر




.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا