الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعارة الإلكترونية وزواج النفاق

جمال هاشم

2008 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من المخاطر التي تعرض لها الدين الإسلامي عبر مختلف العصور ، التأويلات المتناقضة للقرآن والسنة ، والتي وظفت لتبرير مصالح مختلفة ، فالطوائف والفرق الدينية أولت الآيات والأحاديث حسب مواقفها السياسية ، وحسب إيديولوجيتها الخاصة( كالمعتزلة والأشاعرة والشيعة والخوارج والمرجئة ...) فمنها المعتدل ومنها المتشدد ، ومنها المكتفي بظاهر النص الديني ، ومنها من يتجاوز الظاهر ليصل إلى الدلالات العميقة للنصوص . وقد استمر هذا الوضع إلى العصر الحديث ، حيث اختلفت التيارات الدينية حول تبرير أعمالها ومواقفها ، فالذين اختاروا العنف اعتبروا ذلك جهادا في سبيل الله ،والذين اختاروا العمل السياسي السلمي والمتسامح ، اعتبروا العنف والقتل أكبر إساءة للدين لأن الله حرمه . ولعل آخر إبداعات من يغلفون انحرافاتهم بالدين ، ظهور عدة مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنيت ، متخصصة في زواج المتعة وزواج المسيار ، وهي للعلم أشكال من التحايل الإجتماعي لممارسة دعارة > أو زنى مغلف بالدين ، فيكفي أن تعلن عن > بمن أعجبتك ، كي تتمتع بها المدة التي تريد وتنفصل عنها بسهولة ، أوتتزوج ما حلا لك من النساء في مدن أو دول مختلفة وتتركهن عند أهلهن كي لاتتحمل أية مسؤولية ، إلا مسؤولية معاشرتهن عند حلولك بتلك المدينة أو الدولة ، والتخلص منهن متى شئت . وبسبب تحمس إخواننا العرب لهذه الأنواع من الزيجات ، أكد المشرفون على هذه المواقع الإلكترونية ، أن عدد المبحرين الزائرين لمواقع الزواج ، تجاوز عشرة ملايين زائر ، وأن واضعي طلبات الزواج تجاوز الخمسين ألف .الشيء الذي يعكس تحمس <<رجال>> العرب لهذه الأنماط من العلاقات التي يسميها بعض فقهاء آخر زمان . كما تدل هذه الظاهرة على طبيعة المنطق الذي يحكم العقليات العربية ــ الإسلامية ، التي تبدو في ظاهرها محافظة وتقليدية ، لكنها في جوهرها تبحث عن التغطية الدينية على انحرافاتها وأشكال تفجير مكبوتاتها ، ويؤكد ذلك أشكال النفاق الإجتماعي والديني الذي تعاني منه مجتمعاتنا ، حيث تسود جرائم <<الشرف>> والإحتجاج الشكلي على زانية أو لواطي ... لكن أغلبية المجتمع تمارس انحرافاتها في الخفاء وبعيدا عن الأماكن المقدسة... في ازدواجية خطيرة تجسدها بوضوح شخصية سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ . إن الذين احتجوا بالمآت في مدينة القصر الكبير بإيعاز من الإسلامويين ، اعتبروا مدينتهم مدينة ملائكية ، لا ينبغي أن تدنس بحفل تنكري لبعض <<المنحرفين>> وكأن المدينة قضت على كل انحرافاتها وبلغت عالم المثل ! ولم يتبق إلا بضعة عناصر وجب رجمهم في الشارع العام بتضامن ضمني من طرف<<رجال القانون>> الذين رفضوا الدفاع عن <<المدنسين>> هذا هو مجتمعنا العربي المنافق يقول ما لايفعل ويمارس ما لايعترف به . جمال هاشم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز