الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خارطة الطريق إلى الفصل العنصري الإسرائيلي : نقاط خطة -السلام- لدولة سجن فلسطينية

أماني أبو رحمة

2008 / 1 / 2
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


خارطة الطريق إلى الفصل العنصري الإسرائيلي :
نقاط خطة "السلام" لدولة سجن فلسطينية
جيف هالبر
21 أيار / مايو ، 2007
ترجمة : د. أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس العودة
_________________________________________
حل الدولتين كحل عادل وعملي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يبدو ميتا – أو سيكون كذلك إذا ما نجحت مبادرة رايس –ليفني للسلام التي لم تحظ إلا باهتمام محدود من الصحافة.
على مدى ال 40 سنة الماضية ، وضعت إسرائيل " شبكة سيطرة "سميكة ولا رجعة فيها على الأراضي المحتلة ، تضمنت حوالي 300 من المستوطنات الإسرائيلية ، وبذلك قضت بفاعلية على إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
ولهذا السبب ، لا يمكن أن ينتخب أي سياسي إسرائيلي على أساس الانسحاب من الأراضي المحتلة إلى نقطة تمكن من إنشاء دولة فلسطينية حقيقية.
التدخل السياسي الأمريكي :
وقد تمتعت إسرائيل بدعم تاريخي غير مشروط من الحزبين في الكونغرس و من البيت الأبيض. تعزز ذلك من اليمين المسيحي ، والجالية اليهودية ذات النفوذ ومن مجموعات الضغط العسكرية .
وإذا أضفنا إلى ذلك عدم استعداد المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات ، فان حلا حقيقيا على أساس الدولتين ، هو منكوب بالضرورة -- على الرغم من انه هو الخيار المفضل الذي تبناه المجتمع الدولي في مبادرة "خارطة الطريق" المحتضرة .
الآن ، إذا كان حل الدولتين قد انتهى ، فان البديل المنطقي هو حل الدولة الواحدة ، وخصوصا أن إسرائيل تسيطر على كامل المنطقة بين البحر المتوسط ونهر الأردن كدولة واحدة -- ارض إسرائيل -- لقد حولتها بحكم الأمر الواقع إلى دولة واحدة من خلال المستوطنات والطرق السريعة.
حقيقة أن إسرائيل ظلت الحكومة الوحيدة الفعالة في جميع أنحاء الأرض على مدى السنوات ال 40 الماضية ، فلماذا لا تمضي قدما في طريقها وتعلن أنها دولة ديمقراطيه لجميع سكانها؟ (على كل حال ، إسرائيل تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.) الجواب واضح : دولة ديمقراطيه في ارض إسرائيل هو أمر غير مقبول (لإسرائيل) لان مثل هذه الدولة ، مع اغلبيه فلسطينية ، لا يمكن أن تكون " يهودية ".
وهذا يفضي بنا إلى الوراء ، ثم ، إلى نظام الفصل العنصري ، نظام يمكن فيه لجزء من السكان أن يفصل نفسه عن الآخر ثم يمضي ويهيمن عليه بصورة دائمة وهيكلية.و لان الجماعة المسيطرة تسعى للسيطرة على كامل البلاد و تريد إبعاد السكان غير المرغوب فيهم من بين يديها ، فإنها ستحكمهم بطريقة غير مباشرة من خلال بانتوستان ، نوعا من السجن - الدولة.
خارطة الطريق إلى اليأس الفلسطيني:
وهذا هو بالضبط ما نشأ عن "خطة الاحتواء " التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمام جلسة مشتركة للكونغرس في أيار / مايو الماضي ، وهو بالتحديد الذي ما فتئت وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني تعملان عليه خلال زيارات رايس الشهرية الحالية إلى المنطقة.
الخطة تجسد أسوأ كابوس للفلسطينيين. المرحلة الثانية من "خارطة الطريق" تعرض "خيار" دولة فلسطينية مستقلة مع حدود مؤقتة ، "كمحطة على طريق تسوية الوضع الدائم." ليفنى علنا تدفع باتجاه المرحلة الثانية لتحل محل المرحلة الأولى ، مما يثير مخاوف فلسطينية من التجمد في عالم النسيان بين الاحتلال والدولة "المؤقتة" بلا حدود ، ولا سيادة ، ولا اقتصاد قادر على البقاء ، و محاصره و مجزاة و تسيطر عليها إسرائيل بمستوطناتها الماضية في التوسع إلى الأبد.
حليف إسرائيل القوي :
كيف يمكن أن يتم ذلك؟ الجواب يكمن في تغيير, لا يلاحظ بسهولة إلا انه جوهري, في سياسة الولايات المتحدة ، التي أعلنها الرئيس بوش في نيسان / ابريل 2004 وصادق عليها بالإجماع تقريبا من كل من مجلسي الكونغرس.
"في ضوء الحقائق الجديدة على الأرض ، بما فيها الموجودة بالفعل كالمراكز السكانية الإسرائيلية الرئيسية [وهو ما أطلقت علية إدارة بوش الكتل الاستيطانية الإسرائيلية الضخمة] ،" وتابع "انه من غير الواقعي أن نتوقع أن نتيجة مفاوضات الوضع النهائي سوف تكون عودة تامة وكاملة إلى خطوط الهدنة لعام 1949. "
وبانقضاضه واحدة ، قوض بوش أسس الدبلوماسية الدولية في اتجاه حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، بما في ذلك خطته المسماة خارطة الطريق : انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 (1949) لتوفير فضاء لدولة فلسطينية حقيقية.
وتدعي إسرائيل أن بناء المستوطنات داخل هذه الكتل لا يشكل انتهاكا لخارطة الطريق ، لان الولايات المتحدة قد اعترفت من جانب واحد أن هذه الأراضي تنتمي بشكل دائم لإسرائيل. وبذلك ، فان ما بين 15 و 25 في المائة من الضفة الغربية قد أزيل من المفاوضات وأُلحق بحكم الأمر الواقع بإسرائيل ، في حين أن "الأراضي المحتلة" كما أعيد تحديدها هي فقط تلك المنطقة خارج الكتل الاستيطانية -- والتي سيتم التفاوض بشأنها و" والتسوية ".
كل هذا يتناقض مع خارطة الطريق ، التي تدعو صراحة إلى طريق التفاوض لإنهاء الاحتلال والصراع.
الامبريالية غير المشروطة :
من اجل الالتفاف حول الصراع بين الأحادية والمفاوضات ، فان كلا من بوش ورئيس الوزراء البريطاني تونى بلير قد أخبر اولمرت انه سوف يتوجب علية أن يخوض جولات من التفاوض مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس لمدة عام ، بعد ذلك فانه يمكن الإعلان عن الدولة الفلسطينية "المؤقتة ".
ومن هنا ، فان اجتماعات اولمرت مع عباس التي تجري بين الحين والحين ، و باعتراف اولمرت ، الذي قال "إننا لا نناقش القضايا الأساسية للصراع -- قضية اللاجئين(الفلسطينيين ) , والقدس والحدود."
هنا تتحقق فكرة ليفني في استبدال المرحلة الأولى بالمرحلة الثانية .و بعد نهاية السنة (في أيار / مايو 2007) ، ومن الواضح أن الفلسطينيين لن "يحضروا ،" سيسمح لإسرائيل بإعلان مسار الجدار الفاصل حدودا "مؤقتة" ، ومن ثم ضم ما يقرب من 10 ٪ من أراضي الضفة.
قد لا يبدو هذا كثيرا ، إلا انه يدمج الكتل الاستيطانية الكبرى (زائد نصف مليون مستوطن إسرائيلي) بإسرائيل في حين ينحت الضفة الغربية إلى عدد من"الكانتونات". الصغيرة ، والمنقطعة والفقيرة.
انه ينزع من الفلسطينيين أغنى الأراضي الزراعية وجميع مواردها المائية . كما انه يخلق "اكبر" قدس إسرائيلية على كامل الجزء الأوسط من الضفة الغربية ، وبذلك يقطع القلب الاقتصادي ، والثقافي والديني والتاريخي لأصل أي دولة فلسطينية. ومن ثم يحشر الفلسطينيين كما الساندويش بين الحاجز / الحدود و حدود "أمن" أخرى ، ووادي الأردن ، مما يوفر لإسرائيل اثنين من الحدود الشرقية.
وهذا يحول دون حركة الناس والبضائع إلى كل من إسرائيل والأردن ، ولكن أيضا على الصعيد الداخلي ، وبين مختلف الكانتونات. كما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على الأجواء الفلسطينية ، وحتى على المجال الكهرومغناطيسي و على قدرة الدولة الفلسطينية على إجراء سياستها الخارجية.
وهم الدولتين :
بهذه الطريقة فان حصول الفلسطينيين على دولتهم ، وان مع "الحدود المؤقتة ،" وتوسع إسرائيل على 82 إلى 85 في المائة من الأرض في حين لا تزال ملتزمة بخارطة الطريق والفصل العنصري – تحت ستار "الحل القائم على دولتين" --سيصبح حقيقة سياسية واقعة. ستستمر إلى الأبد. بوش ، بلير وأولمرت ، جنبا إلى جنب مع رايس وليفني ، يبدو أنهم يعتقدون ، مع معظم الإسرائيليين ، أن الضغط العسكري والعقوبات الاقتصادية والمشقة اليومية يمكن أن تجبر الفلسطينيين على قبول دولة مبتورة ، مصغرة ، بسيادة وهمية و غير قابلة للحياة. ويمكن استرضاء المجتمع الدولي "برش السكر على الحلوى" :إعطاء الفلسطينيين 90 ٪ من الأراضي المحتلة ، على سبيل المثال ، على الرغم من أن جميع الموارد ، السيادة والنمو سيكون في ال 10 في المائة التي ستحتفظ بها إسرائيل. من الذي ، بعد كل شيء ، سيهتم حقا بدولة فلسطينية "قابلة للحياة" ؟
الحل القائم على أساس دولتين يذهب أو ينحسر بسرعة ، في حين أن نظام فصل عنصري جديد يقترب من الباب. إلا أن الإصرار على ثلاثة عناصر لا يمكن الاستغناء عنها يمكن أن ينقذ حل الدولتين : أولا ، يجب على الفلسطينيين الحصول على غزة ، و 85 إلى 90 في المائة من الضفة الغربية بصورة متكاملة (بما في الموارد المائية) مع الربط بينهما بأرض غير إقليمية ؛ ثانياً ، ويجب أن يكون لهم إشراف على الحدود مع الدول العربية (وادي الأردن ومعبر رفح من مصر إلى غزة) ، بالإضافة إلى الموانئ البحرية والمطارات ، غير المقيدة ؛ وثالثاً، القدس المشتركة يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من الدولة فلسطينية مع حرية الوصول إليها دون قيود .
خطة ليفني - رايس، تسير بهدوء تحت الرادار ، ومن المرجح أن تكون آخر ضربة قاتلة للسلام العادل في إسرائيل / فلسطين. وقد حان الوقت للتفكير في حركة جديدة وهبة كاملة ضد الفصل العنصري .
جيف هالبر : منسق اللجنة الإسرائيلية ضد هدم المنازل ومرشح ، مع ناشط السلام الفلسطيني غسان اندوني ، لجائزة نوبل للسلام العام 2006













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟