الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمازالت الديمقراطية كما كانت بالامس..؟

عادل شيخ فرمان

2008 / 1 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل ستتشابه ديمقراطية الاعوام الخالية مع ديمقراطية العام الجديد..؟
نهر آراس اصبح جسرا وجسرا تاريخيا في حياة الحركة التحررية الكوردستانية فهو الجسر الذي عبر من خلاله المرحوم مصطفى البارزاني ، الاب الروحي للكورد ، مع 500 مقاتل متجهين الى روسيا هربا من الموت الذي كان يلاحقهم في العراق وايران.
مرت سنين على هذه الحال الى أن آذن الزمن بعودتهم الى الوطن وكان رجوعهم عبر ميناء البصرة بموافقة من الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان متعاطفاً مع القضية الكوردية من جهة وحريصاً على إجراء مفاوضات مع الكورد من جهة أخرى.كانت حياة الكورد مثقلة بالجراح دائماً وكانت المآسي تنهال عليهم من كل الاطراف ولكن الكورد عاشوا فترة نقاهة أيضاً ـ وهذه وجهة نظري الشخصية ـ تمثلت في إتفاقية 11 آذار 1970 التي تظمنت منح الحكم الذاتي للكورد ، ذلك الحكم الذي آل الى نهايته على يد الدكتاتورية التعسفية والشوفينية البعثية تحت راية القومية العربية والحكم والواحد.
ومنذ ذلك الحين جرى ماجرى للشعب الكوردي من عدم استقرار الى حين بداية الانتفاضة المباركة في عام 1991 حيث بدأ الشعب ولاول مرة بالتعبير عن ما كان مكتوماً بداخله منذ سنين طوال جراء التعسف الذي مورس بحقه خلالها ولم يكن هذا التعسف مقتصراً على الشعب الكوردي فقط إنما تعداه ليشمل كل الشعوب التي عاشت في وادي الرافدين التي يطلق عليها مجتمعةً بالشعب العراقي.وهكذا فإن الانتفاضة جاءت لتجمع بين كل من عانى تحت رزح الضروف الصعبة ورغم أن القائمين بها كانوا من أبناء الشعب العراقي بكافة اطيافه ومذاهبه وقومياته إبتداءاً من الشمال الى الجنوب الا أن هنالك كثيرون شاركوا فيها ومنهم بعض الخيرين الذين كانوا منتمين الى النظام السابق وهكذا جاءت الاغاني فيما بعد ذلك لتتغنى بتلك المناسبة فكنا نسمع حينها أنشودة (أناديكم أشد على أياديكم) وكذلك الاغنية الكوردية (وا هاتن بيشمركيت مه) ورغم الفرح الذي كان يشعر به الجميع بعد التخلص جزئياً من الحكم البائد الا ان تلك المرحلة كانت تتسم بشيء من الفوضى فما كنا نعلم ماذا سنحصد وما الذي يتوجب فعله بعد.والامر الذي زاد الطين بلة هو ان الامبريالية غضت الطرف عن ما قد يفعله الطاغوت بمن ثار على حكمه حينها ، فكانت النتيجة أن اناس كثيرين لقوا حتفهم وتم اعتقال أخرين وتشرد من تشرد ولكن ولحسن الحظ وخدمة لمصالح امريكا قبل اي احد آخر فقد وضعت الاخيرة الحدود أمام سيل الطاغية وأسمتها مناطق محذورة على الحكومة المركزية وأقتصرت حدود المناطق المحذورة على منطقة كوردستان وحرمت منها مناطق الجنوب طبعاً.وكان لتأثير الحظر الامني على منطقة كوردستان فائدة كبيرة على سكانها فتعددت الاحزاب فيها وتمتع اهلها بحرية الحركة على كافة الاصعدة وتمكن الناس من ممارسة واستنشاق الديمقراطية حتى وصلت بهم الديمقراطية الى درجة رجمهم للسيد المرحوم سامي عبد الرحمن بالطماطة في إحدى أسواق دهوك وهذا ما ذكره لي شاهد عيان وهو أمين عام حزب الشعب الكوردستاني ويبدوا أن رجم هذا القيادي كان تحت راية الجبهة المشتركة ( برى كوردستان ) ولم يكن ذلك وليد الصدفة خاصة أن القرار راجع وكما هو معلوم للجميع الى بعض الاحزاب بعد أن يجمعوا على التصويت للموافقة عليه وهي (الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي ) علماً أن الانتفاضة لم يشارك بها ولا قيادي واحد من الاحزاب المذكورة لأن جميعهم على الاغلب كان خارج الوطن حينها أي في دول الجوار وبعض الدول الاوربية.
وممارسة الديمقراطية وفهمها على الواقع كان أمراً يشد فكر المفكرين والمثقفين وكان تأثير ذلك جلياً على الكتاب والمثقفين ومنهم والدي المرحوم (فرمان شيخ عبو) الذي رأى في ذلك فرصة كبرى لتأسيس فكر سياسي أيزيدي مع بعض الخيرين من أبناء الايزيدية المثقفين ولكن....؟في الحقيقية أنا لست بصدد ما يمكن أن تؤول عنه كلمة( ولكن) من تساؤلات ،ولكنني أود أن أذكر هنا شيئاً بسيطاً عن الديمقراطية الحقيقية التي عايشتها شخصياً .والديمقراطية التي أنا بصددها تتعلق بما تعرض له أحد الاشخاص البائعين الذي اتهم بالتمرد لمجرد أنه لم يرضى البيع بالعملة التي ما كان مرغوب بها حينها لكبر حجمها ورخص تبادلها قياساً بما يعادلها، وكانت تلك العملة تسمى بالبطانية من فئة الخمس والعشر دنانير التي ما كانت كل الناس ترضى بالتعامل بها.وعليه فقد سحب الشخص المعني الى مركز الشرطة حينها فرافقته الى هناك كي لا يصيبوه بالاذى وعلى باب المركز إلتقانا أحد الاشخاص الذي إصطحبنا الى الداخل للنظر في الامر والذي عاملنا بإسلوب رخيص ولم يرضى أن يسمع منا شيئاً على الباب.أراد ذلك الشخص ان يحكم على الطاولة وكرر قوله حين اردنا مناقشته على الباب،كان ذلك اول مرة نمارس فيها الديمقراطية ولكنني لم احتمل ما بذر منه من استهتار وترأس فقلت له وهل تعودت ان تنظر في الامور وتحكم فيها على الطاولة وسألته ان كان يركز في حكمه على المعطيات اكثر ام على المكان الذي يصدر فيه الاحكام بحق الناس..؟فذهل السيد من أسلوبي ونسي القضية التي اراد ان يصدر حكمه فيها فصب جم غضبه على ما واجهته به من كلام وهدد ان يرسلني الى دهوك لمحاكمتي هناك.كان إذا ما أرسل أحد الى دهوك في ذلك الوقت يعني انه ارسل الى حيث لن يفيد معه شفيع او وسيط ، فقد كان معلوماً آنذاك أن المرسل الى دهوك للمحاكمة سيلقى الويل.... ولكن الذي واجهته لم يضعف عزيمتي بتهديده ووعيده خاصة وأنني كنت على دراية وعلم بالقوانين السارية في برى كوردستان وكانت لي علاقات جيدة ومتينة مع باقي الاحزاب والشخصيات التي كانت لها الكلمة الفصل في المنطقة فذهبت أشرح له ما يمكنني فعله وقوله فخابت آمال السيد الذي أراد لي الشر وحاول الصاقه بي، مثلما خابت آماله في إجهاض أول ديمقراطية عرفناها في كوردستان العراق خاصة وأن باقي من كان مع ذلك السيد لم يوافقوه على موقفه وتعصبه الذين أضهرهما في ذلك الحين الذي كان معاصراً للوجود البعثي وزمنه.والسؤال الذي يتبادر الى ذهني اليوم هو :هل أن روح الديمقراطية في ذلك مازالت موجودة بعد أم ماذا....؟؟؟ والاجابة تستدعي طرح المزيد من الاسئلة التي لن يستطيع الاجابة عليها الا سيادة الرئيس..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فريق تركي ينجح في صناعة طائرات مسيرة لأغراض مدنية | #مراسلو_


.. انتخابات الرئاسة الأميركية..في انتظار مناظرة بايدن وترامب ال




.. المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يزور إسرائيل لتجنب التصعيد مع


.. صاروخ استطلاع يستهدف مدنيين في رفح




.. ما أبرز ما تناولته الصحف العالمية بشأن الحرب في قطاع غزة؟