الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيء ناصر ومعادلة هو والوطن

وجدان عبدالعزيز

2008 / 1 / 4
الادب والفن



الشعر ينبوع ثر او عين ماء زلال يقفز فيها الانسان الشاعر تقوده ارهاصات الموهبة كي يتخلص من ادرانه ناشدا النقاء بعد ان تعتريه رعشة الابداع فيقوم يغتزل الكلمات يغاير فيها عسى ان تتلائم مع ايصاله للحالة التي يريد هكذا ارى الشاعرة فيء ناصر التي تصل الى حالة النقاء لكنها تغاير بالكلمات وتناور فالمتلقي اول وهلة يرى ضعف النموذج الذي تطلبه ولكن بعد كد الذهن والايغال في مضامين الكلمات يستكشف المبرر الذي جعل الشاعرة في هذا الموقف المتناقض والمضطرب لاول وهلة كما اسلفت ونحن لانجافي الحقيقة في اتصالنا بواقع حياة المبدعة فيء ناصر لتكون قصيدتها في متناول لهفاتنا التواقة لاكتشاف عوالمها لاسباب ملحة جدا وكأننا نؤسس لمخالفة اراء موت المؤلف والانفراد بالنص انما تبريرنا لاحضار فيء ناصر من الغربة الى احضان ربوع النفس .. هذا التناقض الكبير الذي تصنعه في مجمل كتاباتها ان تكون او لاتكون في آن واحد وكأن مرآتها حينما تتمرآى فيها تعكس اللاشيء لها تماما تعكس بلا شك ان الضجيج أي ضجيج المدن حولها يظهر مدى وحدتها وعزلتها لانها لم تختار المكان انما نُفيت اليه تقول :
(في رهافتي توغل
خناجر مراوغاتهم )
(انا الواحد اللاشريك لي في العبث
ارمم به ريق السنوات
مبللة بالضجر)
ثم يتجلى دنوها وهي تكاد ان تكون قاب قوسين او ادنى من نموذجها المنشود
(ادنو ....
تبعدني بشبق اكبر
ادنو .....
كمطر لايتقن غير الانهمار)
لكن مساحة المتناقضات تأخذ بياقة الشاعرة لتتكور في دوائر الحيرة وهي تستدعي الذاكرة لتلم بداية الاشياء وتضمها الى نهاياتها ثم يقف التردد حجر العثرة وينثر في وجهها التساؤلات ضمن حيز الذات ..
(وزعت جمرة ذاكرتي على الطرقات
ولم اسألك ...
وانت تعرفني
اشرعة الغواية سفينتي
اغني خيبتي
وفرح بفقري
دونت تاريخ قبحي
والغيت مجد الضمير)
من هذا الانسان الذي يتغنى بخيبته ويدون تاريخ قبحه .. الشاعرة هنا تنشطر الى ذات عليا وذات دنيا ويتصاعد هذا الارق بين الهبوط والصعود ..
(ذات عمر
لم اجد ما اعيشه
تشرب الوقت
عويل السأم)
ويظل الحنين خاطر جميل يداعب فيء ناصر تتعامل معه باسلوب خاص تحاول من خلاله ان تجد نفسها بصور شعرية تطفح فيها المغايرة ..
(ذات تموز
اضعت عينيك
على ضفة دجلة
بعدها ...
ادمنت التمر
كي اتعرى منك)
وهذه رموز التذكر دجلة والتمر تكون بمثابة التعويض للشاعرة عن فقدانها الحبيب في بلد الغربة ، بيد ان فيء ناصر تعاود ترميم الذات وتقع في فخ شباك الانثى العطشى تقول :
(نلتقي معا
نبحث لعناقنا عن وطن)
(حتى اعاود خلقك بندى انثوتي
وانخطافي في رذاذ لحظتك
منفلتة من وزني
وهازئة من جاذبية الصمت ..
في جسدي
سناجب متوترة
تنقش فيك عطشي)
ورغم انها في اوج ذروة لقاء الحب لم تنسى الوطن ..
(نلتقي معا
نبحث لعناقنا عن وطن)
هكذا تتجلى مواقف الشاعرة لتثبت عند حدود الحب والوطن ممسكة بالكلمات كي تلامس شغاف المعنى وتدل بلا ادنى شك على تجربة الغربة المرة وحضور ايقونات الذكرى والتذكر المطعمة باريج شفافية الحب في معادلة طرفاها هو والوطن .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي