الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آل بوتو.. وخلافات تطفو على السطح

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2008 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ربما لم نر في بحر أيام 2007 من قضية توفرت فيها جميع عناصر الاهتمام والاثارة، وامتزجت فيها السياق السياسي بالديني والعاطفي، تتشظى يوماً بعد يوم تداعياتها، كعملية اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية الأسبق وزعيمة حزب الشعب المعارض "بي نظير بوتو" سواء على صعيد الداخلي أم الخارجي.

فبين أفراد العائلة المحدودة العدد، أو حتى داخل عشيرة "بوتو" نفسها ظهرت معالم انشقاق بارزة، من خلال بروز الاتجاهات المختلفة، واتساع الشرخ الذي أحدثه "مرتضى بوتو" شقيق "بي نظير بوتو" في أواخر الثمانينات لغاية منتصف التسعينات من القرن الماضي حيث اغتيل، واتهمت حينها زوجة مرتضى "غنوة بوتو" اللبنانية الأصل، "بي نظير بوتو" بأنها كانت وراء العملية، إرضاء منها لبعض قيادي حزب والده، حيث كان مقتله مبعث سعادتهم، كما ادعت آنذاك. لأن كما تقول غنوة إنّ زوجها كان يريد من حزب الشعب الباكستاني أن يحافظ على النهج السياسي الذي رسمه والده "ذوالفقار علي بوتو"، بينما "بي نظير بوتو" لم تكن تولي اهتمامها وتكترث بذلك التوجه، بل مضت هي وزجها "آصف زرداري" بالتقرب من توجه الانفتاح على الغرب.

ولم يتوقف الصراع بين أفراد العائلة عند هذا الحد، لا بل بدا يطال إلى أفراد الجيل التالي منها متمثلاً بابنة "مرتضى" وهي من "الزوجة "غنوة"، فاطمة بوتو، الصحفية اليافعة التي لها زاوية خاصة في صحيفة "The News" البريطانية والتي ترى نفسها بأنها ستكون الوريثة الشرعية لعمتها "بي نظير بوتو"، كونها أكبر أفراد عائلتها من الباقين، التي تبلغ من العمر 25 ربيعاً.

وكانت فاطمة لم تتورع في توجيه انتقادات لاذعة بين فينة وأخرى لعمتها "بي نظير" وشن الهجوم عليها، سيما غداة عودتها الأخيرة من المنفى، لتستعد مع حزبها لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، قبل أن تتعرض للاغتيال في الـ27 من الشهر المنصرم، حيث كانت دأئبة في كتاباتها، في وصفها لعمتها بالسيدة زرداري..
ومن جهة أخرى، ومن داخل أروقة عشيرة "آل بوتو" ثمة قضية خلافة خلافية أخرى، لا زالت تتفاعل، إنما هذه المرة داخل عشيرة آل "بوتو"، وإن كان الأمر قد حُسم دستوريا لصالح ابن الراحلة "بيلاوال بوتو" وزوجها "آصف زرداري". ففي إقليم السند وتحديداً في مدينة "ميربور" حيث المعقل الرئيس لعشيرة "بوتو" طفا من جديد التنافس العائلي والعشائري، على السطح رغم أن الدموع التي ذُرفت على الراحلة لم تجف بعد، بعد عقد ونيف من الإخماد. فيقول شيخ عشيرة بوتو "ممتاز بوتو"، وهو في منتصف عقده الثامن: إن جذور أختلافه مع الراحلة تعود بعد اغتيال شقيقه "مرتضى"، مضيفاً: إن أفول نجم زوجها "آصف زرداري" في قيادة حزب الشعب ليس أقل من كارثة اغتيال "بي نظير". إذ أن "آصف زرداري" لم يتطفل على تاريخ الحزب فقط –كما يقول الشيخ بوتو- بل تطاول إلى اسم العائلة أيضاً، حيث أقدم على إلحاق اسم "عائلة بوتو" باسم ابنه، بينما هو من عائلة زرداري..

ويرى الشيخ بوتو –كما روى للصحف الغربية- أنه كان يتعين إبقاء زعامة الحزب حصراً في عائلته، وليس بيد شخص متطفل أتى إلى الوجود واعتاش على هذا الاسم وبعرق ودم عائلة بوتو، وهو لم يقدم أي تضحية للحزب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا