الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة حماس .. وكهف أفلاطون !؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2008 / 1 / 5
كتابات ساخرة


يبدو أن حركة حماس وعناصرها والموالون لها في غزة يعيشون أسطورة الكهف التي تحدث عنها أفلاطون في جمهوريته ، والتي تقول : تصوروا أن شخصا عاش طوال حياته في الكهف ، ولم يلتفت طوال حياته إلى النافذة التي ينفذ منها النور إلى الكهف ، بل موجه بصره إلى الجدار المقابل للنافذة ، إنه يرى على هذا الجدار أشباحا تمر وهذه الأشباح هي كل ما في هذا الكون الخارجي من حقائق . لكن هذه كلها أشباح وليست الأشياء ذاتها .. فلو خرج هذا الإنسان من الكهف ورأى النور ، ورأى الأشياء ذاتها ؛ لشك في حقيقتها ، ولا أعتقد أن الحقيقة هي تلك الأشباح التي ألفها .. هذا هو رجل الشارع ، الرجل الذي لم ينل قسطا وافيا من الثقافة فإنه يعيش في عالم الأشباح وليس في عالم الحقيقة ! هذه الأسطورة تذكرنا بالكثير من المعتقدات التي تغذى بها جماهير الشعوب المسكينة عن طريق الدعايات المضللة التي تجعلهم يرون الأشباح فيظنوها حقائق ، يحكمون على الظواهر ، ولم تتح لهم الفرصة ليعرفوا الحقائق الناصعة وراء الظواهر ووراء الدعايات ...
حركة حماس التي أوهمت الناس وضللتها منذ عشرين سنة بشعار المقاومة المسلحة التي دفع شعبنا خلالها ثمنا باهظا ولم يحقق أي من أهدافه الوطنية ، بل قد تكون دفعتنا إلى الخلف سنوات طوال .. فها هي بعد عشرين سنة عادت لتقبل بهدنة طويلة قد تصل إلى خمسين عاما ..؟! هل كانت تلك المقاومة الغالية كل هذه الفترة من أجل تحيق هدنة طويلة ؟ وتأجيل استحقاقات شعبنا الوطنية في التحرر والاستقلال لمدة خمسين عاما قادمة ..؟ ما الجدوى من هذه الهدنة ؟ وماذا تعني لنا ؟؟ ما الفرق بين هذه الهدنة التي تطرحها حماس الآن .. ؟ وعدم اقتناع الحزب الشيوعي الفلسطيني بالمقاومة المسلحة قبل وقت طويل من ظهور حماس في الساحة السياسية الفلسطينية ؟ بل لو قبلنا ببرنامج الحزب الشيوعي منذ ذلك الوقت لحقق شعبنا الكثير والكثير من الازدهار والنمو وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ! المقاومة المسلحة ليست هي كل المقاومة المناسبة في كل الظروف ... فإن صمود طفل فلسطيني وبقائه في أرضه قد تكون أرقى أنواع المقاومة .! وكذلك بناء مدرسة ومؤسسة اقتصادية قوية تحمي هذا الطفل هو مقاومة ! ألم يعلمنا الله عز وجل ورسوله الكريم : أن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من هدر دم طفل مسلم ..؟ إذن لماذا نتبارى في تقديم أبنائنا قرابينا لشعارات زائفة ؟ ولماذا كل هذا الدمار للأشجار والأحجار التي أخذت منا الجهد والمال الكثيرين ؟؟ ولماذا أصبح الهدف الأكبر لكل الغزاويين هو الهجرة من هذه الإمارة وتركها لكم ولعناصركم البواسل ؟!
إذا كنتم تقولون : إنكم مع القانون وتنفيذه ، فأين القانون الذي يمنع الناس من أن ترفع رايات فوق بيوتها ؟ وأين القانون الذي يمنع الناس من التعبير عن فرحتها أو رأيها ؟؟ في أي وهم غارقون وتضللون الناس ،، أي جريمة تحدث في غزة تقولون أن أيديكم خالية منها وعناصركم منها براء .. إنهم منزهون ومعصومون من الخطأ ، ويخرجون من بيوتهم متوضئون ؟! وتفبركون روايات غريبة محاولة لإبعاد أصابع الاتهام إليكم .. يا سلام ! ألستم أنتم المسئولون عن الحفاظ على أمن المواطنين ؟ ألستم المسئولون عن السلطة ، وتملكون السلاح والقوة لفرضها ...؟ عندما تريدون تنفيذ القانون ترسلون جنودا وشرطة مكشوفة .. وإذا أردتم أن تخرقوا القانون فترسلون الملثمون ..! أي قانون هذا وأي حكم تريدون لشعبكم ؟؟ أبناؤنا البواسل الذين خاضوا أشرس المعارك وتصدوا بكل قوة وعنفوان لكل الإجتياحات الإسرائيلية الغاشمة ، وقدمنا قوافل من الشهداء من خيرة أبنائنا .. فسجل هؤلاء أروع آيات البطولة والفداء والتضحية من أجل فلسطين وشعوبنا العربية والإسلامية ، هل من المعقول أن نحول شبابنا إلى قوة لقمع الناس وحرياتهم ؟؟
نعم ! شعبنا صامد وصابر كما كان دائما .. وهو على استعداد لأن يصبر ويصمد طويلا ، وهذا يتطلب منا الوحدة ورص الصفوف وليس إضعافها ، يتطلب منا الوقوف بجانب بعضنا البعض وليس التشرذم والتشظي وتفكيك النسيج الاجتماعي لشعبنا والذي فشل الاحتلال لأكثر من ثلاثين سنة في تحقيقه .. نقدمه لهم على طبق من ذهب !؟ كيف تقولون أن الأمن مستتب في غزة والناس يقضون وقتهم في خوف ورعب شديدين ويموت منهم يوميا ، جرائم خطيرة ترتكب يوميا بحق شعبنا وأهلنا ، تجار غزة الذين يتحكمون في أرواح البشر لا يتوانون في الاستغلال والجشع .. ولا يخشون من استيراد وبيع البضائع المسمومة والفاسدة لشعبنا ، التقارير الصحية التي تصدرها وكالة الغوث والمنظمات الإنسانية تقول : إن طلاب المدارس في غزة يعانون من فقر الدم وسوء التغذية ، يجعلهم يسقطون عند أي جهد يقومون به ، وغالبيتهم ينتابهم دوار شديد بعد الحصة الأولى من الدوام المدرسي .. إن ذلك سببه الأغذية الفاسدة التي يستهلكها أهل غزة والتي يستوردها التجار بدون حسيب أو رقيب .! حولتم غزة إلى جحيم وتقولون أنها على ما يرام والناس لا ينقصهم شيء ؟ أصبح أهل غزة يتمنون الاحتلال ولا حكمكم المضلل .. أصبح أهل غزة يتمنون الهجرة ولا المكوث بينكم .. الأخوة في غزة تفرقوا وصار الانقسام هو شريعتهم ، وتقولون غزة بخير ..؟ أكثر من ثمانين بالمائة من سكانه يعتمدون على المساعدات ، تقولون غزة بخير وفي أحسن حال ..؟ المرضى يموتون ، أو يئنون لعدم وجود الأدوية .. وتقولون : غزة بخير وبعافية ..؟ بعد النصف الأول من كل شهر تكاد شوارع غزة تخلو من الناس بسبب انعدام الدخل .. وتقولون : نحن بخير ؟ طلابنا لا ينالون حقهم الكامل من التعليم .. وتقولون : نحن بخير ...
كنت في زيارة لمسن مقعد في فراشه ويحتاج لرعاية خاصة ، بدلا من أن ينفعل على ابنه الذي ساءت أحواله المادية مما أثر على حياة أبيه المقعد ، فقال الأب لابنه : " اللي ما بشوف من الغربال .. بيكون أعمى ... " فيا حماس : إلى هذا الحد لا ترون من الغربال ..؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال